علامات البلوغ المبكر عند الأطفال
يحدث البلوغ الطبيعي للمراهق عندما يبلغ الطفل حوالي 10 أو 11 عامًا. لكن هل تعلمين أن هذا قد يحدث قبل سن 7 أو 8 سنوات (للفتيات) وسن 9 (للأولاد)، ويُسمى بالبلوغ المبكر ورغم أنه ليس في الأمر أي خطورة، لكن بعض الاختصاصيين في الصحة وعلم النفس، ربطوا عددًا من العواقب الصحية والنفسية بسن البلوغ المبكر جدًا في الحياة.
الدكتور وائل عبدالعال، استشاري طب الأطفال، في مستشفى “إن إم سي رويال، يفيد الأمهات بمعلومات تدلهم على مرحلة البلوغ المبكر عند أطفالهم.
هناك العديد من الأطفال الذين قد تظهر عليهم بعض علامات البلوغ المبكر فقط. على سبيل المثال، قد ينمو شعر تحت الإبط أو شعر العانة لدى بعض الفتيات والفتيان في سن مبكرة جدًا من دون أي نمو جنسي آخر. وقد يقع نمو الشعر المبكر تحت سن البلوغ “الجزئي”. حيث سيظهر هؤلاء الأطفال علامات البلوغ المتوقعة الأخرى في وقت لاحق وفي العمر المعتاد.
أسباب البلوغ المبكر
على الرغم من أن السبب الدقيق وراء بدء سن البلوغ مبكرًا عن المعتاد غير مؤكد، فقد نُسبت بعض حالات البلوغ المبكر إلى:
علم الوراثة (5 في المائة من الأولاد و 1 في المائة من الفتيات ورثوا الحالة).
مشاكل التغذية المبكرة تليها السمنة.
أسباب بيئية أو كيميائية.
مشاكل هيكلية في الدماغ أو إصابات الجهاز العصبي المركزي.
مشكلة في المبايض أو الغدة الدرقية مثل الورم.
وغالباً لا يكون بدء البلوغ مبكرًا بسبب أي مشكلة طبية. ببساطة لا يوجد سبب معروف لحدوث ذلك.
مشاكل البلوغ المبكر
مشاكل البلوغ المبكر
توقف النمو
قد يكون الطفل الذي يمر بمرحلة البلوغ طويل القامة في البداية بالمقارنة مع أقرانه. ومع ذلك، فإنه سوف يتوقف عن النمو عندما ينتهي سن البلوغ. وهذا يعني أن الطفل المصاب بالبلوغ المبكر لن يصل إلى طوله المحتمل؛ لأن هيكله العظمي ينضج ويتوقف نمو العظام في سن مبكرة أكثر مما ينبغي.
التغييرات السلوكية
يمكن أن يصاحب البلوغ المبكر التهيج والتأثر العاطفي الشديد للفتيات، وتقلب المزاج. قد يعاني الأولاد من ظهور اندفاع جنسي غير مناسب لأعمارهم، إلى جانب السلوك العدواني للمراهق.
التنمر أو المضايقة من قبل الآخرين
عندما يظهر ثدي الفتاة مبكراً، أو يعلم من حولها أن الدورة الشهرية أتتها، غالباً ما تتعرض للتنمر من قبل الأطفال الأكبر سنًا في المدرسة. وكذلك يحدث للصبيان، الذين يظهر عليهم النمو الجسدي قبل غيرهم، فيتعرضون للسخرية من قبل الآخرين.
ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق
الأطفال الذين يعانون من سن البلوغ المبكر لديهم معدلات أعلى من الاكتئاب والقلق مقارنة بأقرانهم، لدرجة قد تمتد إلى سنوات الدراسة الجامعية، وقد تم التأكد طبياً من هذه العلامة عند الفتيات تحديداً، ولكن النتائج المتعلقة بالأولاد أقل وضوحًا. ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الخطر المتزايد للاكتئاب والقلق قد يمتد إلى سنوات الكلية.
انخفاض احترام الذات وصورة الجسد
تميل الفتيات اللواتي ينضجن في وقت مبكر أيضًا إلى المعاناة من تدني احترام الذات عند المراهقة، وضعف في النضج،. لكن الأولاد تحديداً يتجنبون هذه الآثار السلبية. ويكونون أقل ضرراً بالنسبة لانخفاض احترام الذات من الفتيات.
زيادة خطر التدخين والمحظورات
حيث يكون التدخين، على وجه الخصوص، أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين ينضجون مبكرًا مقارنة بأقرانهم في الوقت المحدد أو المتأخرين. وتشير بعض الدراسات إلى أن زيادة مخاطر تناول الحبوب المهدئة تمتد حتى أوائل العشرينات.
ضعف النتائج الدراسية
أخيرًا، وجدت بعض الدراسات أن الفتيات اللواتي يعانين من سن البلوغ المبكر ينخفض تحصيلهن التعليمي خلال سنوات الدراسة الثانوية وربما بعدها. بسبب فكرتهن السيئة عن أجسادهن، يبدو أن النتائج المتعلقة بالنتائج الأكاديمية مقتصرة على الفتيات؛ حيث يؤدي الأولاد أداءً أكاديميًا جيدًا بغض النظر عن وقت بلوغهم.
لماذا يعتبر التشخيص ضرورياً؟
لا تترددي في التحدث إلى طبيب طفلك إذا بدأت في رؤية علامات البلوغ المبكر. قد يطلب طبيب الأطفال إجراء المزيد من الفحوصات لطفلك. حيث يتم طلب الأشعة السينية لفحص عظام اليد والمعصم لمعرفة ما إذا كانت العظام تنضج بسرعة كبيرة، ويتم استخدام اختبارات الدم والبول للتحقق من ارتفاع مستويات الهرمونات الجنسية.
كما يتم الفحص لاستبعاد وجود أورام في المخ أو المبايض أو الخصيتين، قد يقترح طبيب الأطفال أيضًا إجراء فحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
وقد تتم إحالة طفلك أيضًا إلى اختصاصي الغدد الصماء للأطفال (طبيب متخصص في اضطرابات النمو والاضطرابات الهرمونية عند الأطفال) لمزيد من التقييم والعلاج.
ولأنه، في معظم الحالات، لا يوجد سبب محدد للبلوغ المبكر، لا يوصى بالعلاج دائمًا.
أفضل الطرق لدعم الطفل المعرض للبلوغ المبكر
-
قدمي له تفسيرات بسيطة وصادقة حول ما يحدث لجسمه.
-
صفي له أنواع التغييرات التي تحدث وما يمكن توقعه على طول الطريق.
-
اشرحي لهم أن التغييرات التي يمرون بها طبيعية للأطفال الأكبر سنًا والمراهقين.
-
أطلعي طفلك على خطة العلاج إن وجدت.
-
تأكدي من مراقبة علامات المضايقة أو التنمر، والدرجات المتدنية، ومشاكل في المدرسة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
-
شجعي طفلك على القدوم إليك إذا كان يواجه صعوبة في أي من الصعوبات الجسدية أو العاطفية أو الاجتماعية في سن البلوغ المبكر.
-
حاولي ألا تعلقي على كيفية تغير مظهر طفلك.
-
شجعيه على المشاركة في الرياضة أو الأنشطة المدرسية؛ فهي تحد من بعض الآثار السلبية للبلوغ المبكر.
-
إذا كنت تعتقدين أن طفلك قد يواجه صعوبة في هذا التغيير، فتحدثي إلى طبيب الأطفال أو المعالج للحصول على مزيد من الإرشادات.