تشكل القضايا المالية والمصروفات العامة واحدة من أهم الموضوعات التي يناقشها الأزواج في المنزل بشكل يومي، وهي أيضاً واحدة من الأسباب الرئيسية لاندلاع الخلافات الزوجية والمشاكل العائلية، فيما لا يُدرك الكثيرون بأنهم يرتكبون بعض الأخطاء عند الحديث في هذه الموضوعات بما يُفاقم من الأزمات داخل المنزل.
وخلص تقرير نشرته جريدة “نيويورك تايمز” الأميركية، واطلعت عليه، الى وجود أربعة أخطاء يرتكبها الأزواج عند مناقشة القضايا المالية، وهي الأخطاء التي تفاقم من المشاكل العائلية في المنزل.
ونقلت الصحيفة عن إحدى الدراسات بأن أغلب المتزوجين أفادوا بأن خلافاتهم المتعلقة بالمال تميل إلى أن تكون أكثر حدة من الخلافات حول مواضيع أخرى، وكانت احتمالية حلها أقل، فيما تشير أبحاث أخرى إلى أن الصراعات المالية قد تكون مؤشراً أقوى للطلاق من أنواع الخلافات الأخرى.
وتقول جيليان نايت، وهي خبيرة اجتماعية متخصصة بالزواج والأسرة وعلاج المشاكل المالية العائلية إن “من الصعب حقاً أن تشعر بالارتياح عند بدء هذه المحادثات، لأنه في كثير من الأحيان، يعتقد الناس أنه لا ينبغي عليك التحدث عن المال أو أنهم لا يجيدون التعامل مع المال”.
وتخلص “نيويورك تايمز” إلى أن الأخطاء الأربعة عند الحديث عن المال في المنزل والتي يجب أن نتجنبها تتلخص فيما يلي:
الخطأ الأول: افتراض أن لديك نفس القيم، حيث تقول ليزا ماري بوبي، وهي معالجة مرخصة للزواج والأسرة، إن الصراعات تنشأ عندما يفترض الشركاء الرومانسيون أن وجهة نظرهم هي وجهة النظر الوحيدة بدلا من تخصيص الوقت لاستكشاف القصص المالية لبعضهم البعض. وقالت: “هذا يؤدي في بعض الأحيان إلى معارك شرسة، والجدل حول وجهة النظر الصحيحة”.
الخطأ الثاني: عدم المشاركة في المعلومات المالية، حيث تقول الخبيرة نايت إنه في كثير من الأحيان، يصبح أحد الشركاء في العلاقة هو مدير الأموال الافتراضي. وفي حين أن هذا الأمر يناسب العديد من الأسر، إلا أن نايت تعتقد أن كلا الشريكين يجب أن يفهما على الأقل بعض الأساسيات: ما مقدار الأموال التي يأتي؟ كم من المال يخرج؟ أين المال وكيف يمكنني الحصول عليه إذا لزم الأمر؟ وما هي أهدافنا المالية الكبيرة؟
وترى الخبيرة نايت إنه يجب على الأزواج جدولة جلسات منتظمة أو “اجتماعات مالية” للتحقق لفترة وجيزة من كيفية سير الأمور والاستعداد لأي قرارات كبيرة أو نفقات قادمة.
الخطأ الثالث: تجنب المحادثات الصعبة، حيث تقول لاكويشيا كليمونز، وهي أخصائية اجتماعية سريرية مرخصة في ميدلتاون بولاية كونيتيكت الأميركية، إنه نظراً لأن المحادثات المالية يمكن أن تتصاعد إلى جدالات، فإن الأزواج أحياناً – وبحكمة – يتجاهلون الموضوع لتخفيف الضغط.
وتؤكد كليمونز إنه بدلا من العودة عمداً إلى الموضوع في وقت لاحق، فإنهم يتجاهلونه حتى تظهر القضية مرة أخرى. وقالت: “لقد أصبحت هذه الدائرة التي يعلق فيها الأزواج أحياناً.. لذا فمن الضروري أن تعود مرة أخرى بعد ذلك، ومن الأفضل أن يكون ذلك خلال 24 ساعة، وإلا فإن الخلافات يمكن أن تظل دون حل ويمكن أن تؤدي الى زيادة الاستياء”.
وتضيف كليمونز: “عندما تجتمع مرة أخرى، حاول ألا تكرر ببساطة ما كنت تقوله من قبل. ابدأ بملاحظة شيء تقدره بشأن كيفية تعامل شريكك مع المال، حتى لو كان مجرد الاعتراف بأنه يدفع فواتير معينة في الوقت المحدد”.
أما الخطأ الرابع والأخير فهو “التركيز فقط على الندرة”، حيث إن ميغان مكوي، وهي الأستاذة المساعدة في قسم التخطيط المالي الشخصي بجامعة ولاية كانساس، لا تقلل من الضغوط المالية التي يواجهها العديد من الأزواج، ففي بعض الأحيان لا يكون هناك ما يكفي من المال، ولا يمكن لأي شيء أن يخفف من التوتر في هذه الحالة، ولكن مكوي تعتقد أنه يجب على الأزواج إضفاء بعض المرح على محادثاتهم المالية.
وقالت الدكتور مكوي: “أعتقد حقاً أنه من الخطأ الفادح أن نتحدث فقط عن الندرة، أين يجب أن نخفض، وكيف ينبغي لنا أن نضع الميزانية.. يمكنك أن تتعلم الكثير من خلال إجراء تلك المحادثات الإيجابية والمرحة”.