الحوثيون يهددون بمواصلة إغراق السفن البريطانية بعد واقعة روبيمار

الجيش الأميركي يحذر من ارتطام السفن المارة بالبحر الأحمر بالسفينة الغارقة، مؤكدا أن حمولتها باتت تمثل خطرا بيئيا في الممر المائي الاستراتيجي.

تعهدت جماعة الحوثي في اليمن بمواصلة إغراق السفن البريطانية في خليج عدن في أعقاب غرق سفينة الشحن روبيمار المملوكة لشركة بريطانية، كما جددت شرطها السماح بانتشال السفينة “بضمان إدخال المساعدات إلى غزة”.

وأكد الجيش الأميركي الأحد أنّ سفينة الشحن “روبيمار” التي تحمل أسمدة قابلة للاحتراق واستهدفها الحوثيون في اليمن الشهر الماضي، غرقت في البحر الأحمر وباتت تمثل “خطراً بيئياً”.

وقال حسين العزي نائب وزير الخارجية في الحكومة التي يقودها الحوثيون على منصة إكس “اليمن سيواصل إغراق المزيد من السفن البريطانية وأي تداعيات أو أضرار أخرى سيتم إضافتها لفاتورة بريطانيا باعتبارها دولة مارقة تعتدي على اليمن وتشارك أميركا في رعاية الجريمة المستمرة بحق المدنيين في غزة”.

ورغم اعترافهم ضمنيا بإغراق السفينة روبيمار إلا أن توفيق الحميري، وهو المستشار الإعلامي لوزارة الإعلام التابعة لجماعة الحوثي استبعد أن تكون الجماعة المسلّحة قد أعادت استهدافها مستندا إلى أن الجماعة لم تعلن إعادة الاستهداف.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العربي “يُمكن أن يكون هناك طرف آخر هو من قام باستهدافها”، مشيرا بأصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة، التي اعتبرها المتهم الأول، بحسب وصفه.

كما اعتبر أيضا أن اتهام الجماعة بإعادة استهداف السفينة قبل غرقها “محاولة لخلط الأوراق لإيجاد فوضى” وإفشال عرض كان الحوثيون قد تقدموا به للسماح بانتشال السفينة مقابل إدخال مساعدات لقطاع غزة.

وقال “أعتقد أن الأمر محاولة لتوجيه اتهامات لنا بهذه الجريمة التي اقترفوها هم”، في إشارة إلى القوات الدولية الموجودة في البحر الأحمر، مضيفا “ندرك تماما أن الأميركيين أوّل هذه الأطراف (المتهَمة)…. إذا كان (الاستهداف) في خدمة إسرائيل، فهذا غير مستبعد”.

وعلل ذلك بأن “هنالك عرضا مُقدّما… للبريطانيين وللوسطاء أيضا، وآخرُ ما قُدم كان لدولة قطر، باعتبارها دولة وسيطة، بأنه بالإمكان انتشال السفينة في حال تم السماح لشاحنات (مساعدات) بالدخول إلى قطاع غزة؛ وبالتالي هنالك من يريد أن يُفشِل هذه الصفقة إذا ما دخلت إلى حيّز التفاوض”.

وكان عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي قد قال في منشور على منصة إكس قبل غرق السفينة منتصف ليل السبت/ الأحد “نؤكد مجددا أن العرض سارٍ لقطْر (سحب) السفينة (روبيمار) مقابل إدخال شاحنات إغاثة لغزة”. وأضاف أن جماعته “تحمل بريطانيا كافة النتائج (عن مصير السفينة)”.

وبعد غرق السفينة، قال الحوثي موجها حديثه لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك “أنت وحكومتك تتحملون مسؤولية السفينة روبيمار، ومسؤولية دعم الإبادة والحصار في ‎حرب غزة”.

وأضاف “أمامكم فرصة لانتشال السفينة بإرسال رسالة ضمانة ممهورة بتوقيع جورج غالاوي (سياسي وبرلماني بريطاني بارز مناصر لغزة) بإدخال الشاحنات الإغاثية إلى غزة”.

وكانت الحكومة اليمنية أعلنت السبت أن السفينة غرقت بالفعل، فيما نفت وكالة أمن بحري بريطانية ذلك.

وتضررت السفينة التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية في هجوم صاروخي في 19 فبراير أعلن الحوثيون  مسؤوليتهم عنه، وأتى ضمن سلسلة الهجمات التي ينفذونها على خلفية الحرب في غزة.

وتسبب ذلك بتوقّف السفينة وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي. ومذاك دخلت المياه الى غرفة المحرّك وغرق مؤخّرها.

وأكدت القيادة المركزية الأميركية (“سنتكوم”) في بيان فجر الأحد، أن السفينة غرقت في وقت مبكر السبت.

وأضافت “كانت المياه تتسلل الى باطن السفينة ببطء منذ الهجوم غير المبرر”.

وتابعت “يشكّل ما يقرب من 21 ألف طن متري من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم التي كانت تحملها السفينة خطرا بيئيا في البحر الأحمر. كما أن غرق السفينة يمثل خطراً تحت سطح الماء على السفن الأخرى التي تبحر في مسارات الشحن المزدحمة عبر الممر المائي”.

وكان وزير المياه والبيئة اليمني توفيق الشرجبي حذّر قبل أيام من أن “غرق السفينة سيكون كارثيًا على البيئة اليمنية بسبب حمولتها الكبيرة من الأسمدة والمواد الخطرة”.

وغداة الهجوم أعلنت هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي أن “السفينة تحمل على متنها 21.999 طناً مترياً من الأسمدة من فئة 5.1 العالية الخطورة”، بحسب تصنيف “البضائع الدولية البحرية الخطرة” (IMDG)، وهو دليل دولي لنقل المنتجات الخطرة المعبّأة.

وتتضمن هذه الفئة نيترات الأمونيوم إضافة إلى المنتجات التي تحتوي على نيترات الأمونيوم، الذي تسبب تكديسه بكميات كبيرة وبدون إجراءات وقائية بحسب السلطات اللبنانية، إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 الذي أسفر عن أكثر من 220 قتيلًا.

وبعد أيام من استهداف السفينة، قالت القيادة المركزية الأميركية إن السفينة راسية ولكن المياه تتسرب إليها، وتركت بقعة نفط بطول 18 ميلاً.

ومنذ 19 نوفمبر، ينفّذ الحوثيون هجمات على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.

وتقود واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا بهدف “حماية” الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية. ومنذ 12 يناير، تشنّ القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع للحوثيين في اليمن في محاولة لردعهم.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى