التخطيط الإستراتيجي في ريادة الأعمال: خارطة طريق للنجاح
كل المنشآت والمشاريع الجديدة، صغيرة كانت أم متوسطة أو كبيرة، تحتاج إلى خارطة طريق أو خطة بعيدة المدى تضمن لها تحقيق أهدافها ومصالحها على أكمل وجه، بحيث تكون عملية منظمة واضحة الأسس، قادرة على مواكبة المتغيرات وطرح جميع التوقعات، وتحديد الشرائح المستهدفة والأدوار إلى جانب مساعدتها في تحديد الإستراتيجيات الأكثر فاعلية لتحقيق النمو والاستدامة، وتوجيه جميع أفراد المنظمة نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
هذا ما يُعرف بالتخطيط الإستراتيجي، الذي يُعد العملية الأمثل في إحداث نقلة نوعية في أداء المنظمة من خلال توجيهها إلى تحديد الأهداف التي تسعى لتحقيقها، ولتبيان الفرق بين التخطيط العام والتخطيط الإستراتيجي، كان لنا حوار مع هند الشهري، مدير الجودة الشاملة بمنشأة خاصة، حيث ارتكزت إلى خبرتها في هذا المجال لتوجيه بعض النصائح لرواد الأعمال والراغبين بتأسيس مشاريع جديدة، واستعادت اقتباساً من جان ريفكين، وهو أكاديمي في كلية هارفارد لإدارة الأعمال، يقول فيه “تُعد الإستراتيجية مجموعة متكاملة من الخيارات التي تمكن المؤسسة من تقديم قيمة عالية للمستفيدين وأصحاب العلاقة على المدى الطويل”.
الرؤية المستقبلية
ما الفرق بين التخطيط العام الاعتيادي والتخطيط الإستراتيجي؟
التخطيط الاعتيادي أو التقليدي قد يكون أكثر تركيزاً على الأهداف قصيرة المدى والإجراءات الفورية لتحسين الأعمال الحالية. بينما التخطيط الإستراتيجي يركز على الرؤية المستقبلية للمؤسسة وعلاقات التكامل والارتباط بين جميع جوانبها، إضافةً إلى الأنشطة المختلفة والعلاقة بالبيئة المحيطة به. ويساهم التخطيط الإستراتيجي في توضيح الأهداف العامة للمبادرة وتوحيد هدف العاملين لتحقيق الأهداف المراد التوصُّل إليها. هذا التخطيط يعمل على تحديد المسار المستقبلي للمبادرة وتحديد الجهود الموجهة نحو تحقيقها، وهو يُعتبر أسلوباً عملياً يمتد عبر جميع المستويات الإدارية ويساهم في تنمية وتطوير مجالات التنافس والتميُّز. بمعنى آخر، التخطيط الإستراتيجي هو عملية نظامية توافق من خلالها المنظمات على الأولويات الضرورية لتحقيق أهدافها، يأخذ في الاعتبار جميع المتغيرات الخارجية والداخلية، ويحدد الشرائح والقطاعات المستهدفة، إضافةً إلى طرق المنافسة. ويُعتبر هذا النوع من التخطيط واحداً من المكوّنات الأساسية للإدارة الإستراتيجية، حيث يعتمد على التبصُّر بوضع المؤسسة مستقبلاً والاستعداد له.
هل هذا يعني أن التخطيط الإستراتيجي يرسم مستقبل المشروع؟
نعم، يلعب التخطيط الإستراتيجي دوراً حاسماً في رسم مستقبل المشروع، فمن خلاله يتم:
-
تحديد الرؤية والأهداف الطموحة التي يسعى المشروع لتحقيقها والتعريف بمسار المشروع وتحديد الاتجاه الذي يجب أن يسلكه لتحقيق أهدافه.
-
تحديد كيفية استخدام الموارد المتاحة مثل الوقت والمال والموظفين لتحقيق الأهداف.
-
تحديد الأولويات وتوزيع المسؤوليات وتوجيه الجهود نحو الأهداف الإستراتيجية الرئيسية منها.
-
المساعدة في التأقلم مع التغييرات في البيئة المحيطة بالمشروع، مثل التكنولوجيا والمنافسة والتطورات الاقتصادية.
-
تحديد إستراتيجيات التكيف والتغيير عند الحاجة.
-
تحفيز التحسين المستمر من حيث كونه يشجع على مراقبة أداء المشروع وتقييمه بانتظام، وتوفير معلومات موثوقة يمكن معها تعديل الخطط والإستراتيجيات بناءً على النتائج والتحديثات.
-
المساعدة في مواجهة التحديات المستقبلية من خلال تحليل البيئة واستشراف المستقبل وتحديد الفرص، وبناء القدرات.
مراحل تساهم في تحقيق الأهداف
ما مراحل عملية التخطيط الإستراتيجي؟
عملية التخطيط الإستراتيجي عادةً ما تتكون من عدة مراحل تساهم في وضع الأسس اللازمة لتحقيق أهداف المنظمة بشكل فعال، وهي:
-
المرحلة الأولى: التحليل البيئي، وتتضمن هذه المرحلة فحص العوامل الداخلية والخارجية التي قد تؤثر في المنظمة. يشمل ذلك تقييم القدرات والنواقص الداخلية للمنظمة وفهم الاتجاهات والتحديات الخارجية في السوق والصناعة.
-
المرحلة الثانية: وضع الرؤية والرسالة، وتحدد هذه المرحلة ماهية المنظمة والغايات التي تسعى لتحقيقها في المستقبل، بما في ذلك تحديد الرؤية والرسالة والقيم الأساسية التي توجه أنشطتها.
-
المرحلة الثالثة: تحديد الأهداف، وتقوم المنظمة في هذه المرحلة بتحديد الأهداف الإستراتيجية الرئيسية التي تسعى لتحقيقها على المدى الطويل، وتحديد المؤشرات الرئيسية لقياس تقدمها نحو تحقيق تلك الأهداف.
-
المرحلة الرابعة: وضع الإستراتيجيات: وفيها يتم تطوير الإستراتيجيات التي ستساعد المنظمة في تحقيق أهدافها، بما في ذلك تحديد الخطوات العملية لتنفيذ هذه الإستراتيجيات.
-
المرحلة الخامسة: تنفيذ الخطط، تتضمن هذه المرحلة تنفيذ الخطط الإستراتيجية وتنفيذ الإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف المحددة.
-
المرحلة السادسة: مراقبة وتقييم الأداء: تقوم المنظمة في هذه المرحلة بمراقبة وتقييم تنفيذ الخطط الإستراتيجية وقياس أداء المنظمة بانتظام، وتقديم التعديلات اللازمة على الخطط والإستراتيجيات بناءً على النتائج المستمرة.