رولا بقسماتي: أنتظر الأدوار الكوميدية

لفتت الأنظار رولا بقسماتي بعفويتها، منذ بدايتها في الإعلام، حيث كانت تُطل عبر شاشة تلفزيون «المستقبل» من خلال برنامج صباحي، إلى أن قادتها الصدفة لدخول عالم التمثيل، فانتقلت من تقديم البرامج إلى المسرح بقيادة المسرحيين كميل سلامة وغابريال يمين، ثم الدراما تحت إشراف المخرج إيلي سمعان، علماً بأنّ مجال التمثيل كان الحلم الذي راودها منذ صغرها، لكن والدتها كانت تعارضها دوماً باعتباره مهنة لا تُطعم خبزاً.. ومن خلال مسلسل «الخائن» الذي تعرضه محطة تلفزيون الشرق الأوسط ومنصّة شاهد تُطل مُجدداً اليوم من خلال دورين محوريين، فكان هذا الحوار.

  • حدثينا عن دوريك في مسلسل «الخائن» و«عرابة بيروت»؟

– ألعب في «الخائن» شخصية «ندين» وهو دور مركّب، ستظهر ملامحه أكثر مع تطور الأحداث في المسلسل، ولكن مما لا شك فيه أنه بات مكروهاً من الجمهور بحسب ردود الأفعال التي أتلقاها، لأن الناس تعاطفوا مع د. أسيل لأنها تعرّضت للخيانة، ولكن «ندين» تقف إلى صف صديق أيام الدراسة سيف (زوج أسيل)، وربما كانت الغيرة المخفية من أسيل سبباً من أسباب وقوفها إلى جانبه، فهي تتوق لتكوين عائلة على غرار أسيل في الوقت الذي يُهمل زوجها رغبتها، لتعيش حالة من التخبّط مع محاولات مستميتة للإنجاب، ولكن مع تطور الأحداث سنجد أن خطها سيحمل الكثير من التقلّبات.

  • في «عرّابة» اجتمع نجوم محترفون تحت مظلّة البطولة الجماعية، فهل صعّب وجودهم العمل عليك أم العكس؟

– نحن نتحدّث عن نجوم كبار لهم جمهور عريض، ولكن وجودهم لا يحمي الممثل غير المتمكن من أدواته من الفشل، والأهم وجود كيمياء بيننا، فحتى النجوم الكبار قد تغيب الكيمياء عن علاقتنا بهم وتفاعلنا معهم، ولكني شخصياً لا أُفكر بهذه الطريقة، بل أحاول التركيز على دوري ودراسة أبعاده، والنجاح بالتحدي في الوقوف إلى جانبهم.

  • هل سيبقى تركيزك على الدراما؟

– أبداً، الدور الجميل هو الذي يجذبني في أي مجال. واليوم أنتظر دوراً كوميدياً ومتأكدة أني سأُبهر الجمهور فيه.

  • الأعمال الكوميدية مفقودة رغم حاجة الناس إليها في هذه الظروف، هل تعرفين سبباً لذلك؟

– لا أعرف لماذا يخشون من الإقدام على هذه الخطوة، ولا يتحجج أحد بغياب النصوص، هناك كتّاب قادرون على إخراج الضحك من وجعنا. وهناك نصوص جاهزة.. شركات الإنتاج تعتمد التسويق في الدول العربية، وهم يخافون ألا تُفهم القفشات المحلية في هذه الدول، لذلك نحن بحاجة لنص ذكي يصل إلى كل الشعوب، وهذا ليس صعباً، ويحتاج لمغامرة بسيطة، وأنا أعتقد جازمة أن أول تجربة ستجرّ خلفها مشاريع كثيرة في هذا الإطار. ونحن نتعب جسدياً ونفسياً في تصوير الأعمال الدرامية، ونحتاج إلى وقت نسترجع فيه ذواتنا، ونحتاج من وقت لآخر إلى عمل كوميدي نرفه فيه عن أنفسنا قبل الآخرين.

90 حلقة

  • بدأت الدراما المقتبسة تأخذنا إلى المطوّلات التي قد تتخطى أحياناً 90 حلقة، ما رأيك في هذه الموضة؟

– هناك آراء متفاوتة حول هذا الموضوع، وهناك من انتقد رغم متابعته هذا النوع الذي لو لم يجد رواجاً لما استمر بعد النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسل «عروس بيروت»، ما يعني أنه ناجح، وهذا لا يعني أني لا أُحبّذ فكرة العشر حلقات أو الثماني حلقات، وهناك أيضاً ال60 و30، ولكل نوع جمهوره، شخصياً لي مسلسل من 13 حلقة بعنوان «رقصة مطر».. الجمهور العربي يُشاهد المسلسلات التركية قبل أن تُعرّب ولا يملّ منها، والموضوع بات يُشكّل صعوبة أكبر بالنسبة لنا كممثلين، نظراً لوجود المقارنة دائماً بين النسختين، ما يُشكّل تحدّياً إضافياً لنا.

  • ماذا بعد هذين الدورين اللذين يُمكن أن يُشكّلا نقلة نوعية في حياتك المهنية؟

– أي دور مُركّب جديد يحتاج لطاقة، يكون جريئاً وبعيداً عن الابتذال، وخياراتي كانت وما زالت ترتكز إلى دراسة عميقة لأدواري، على الرغم من أني كنت أتمنى لبعض أدواري أن تكون مشغولة بطريقة أُخرى، لتنجح نجاحاً أكبر. دور باتي في «عرّابة بيروت» نجح لتميزه، ولأنه كان جديداً بالنسبة لي. ومع ذلك أتمنى ألا أنحصر داخل هذه الأدوار، كما يحصل مع الممثلين الذين يحصرونهم في أدوار الشر مثلاً.

العام الماضي

  • عام 2023 كان عامك بامتياز؟

– لا أبالغ إذا قلت لك إن هاتفي لا يهدأ، ولا مواقع التواصل، إضافة إلى الناس الذين يستوقفونني في الشارع، وربما يكون من حظي تزامن عرض المسلسلين معاً، في شخصيتين لا تشبهان بعضهما.

  • هذا ما ميزك أنك تنوعين في أدوارك؟

– لأني أرفض أن أكون «كليشيه»، وأبحث عن الأدوار الطبيعية التي تمسّ الناس.

  • أنت نجمة بتواضعك مع الناس؟

أنا أرفض ألتكّبر على الناس الذين كانوا سبباً في نجوميتي إذا صحّ التعبير، لذلك أُفرد جزءاً من وقتي للرد على رسائلهم بالقدر المستطاع.

  • هل بدأت تتعبك الشهرة؟

– عالم الشهرة صعب جداً، وهناك من يدخله بسببها، وهناك من يدخله لأنه يُحب مهنة التمثيل/ وأنا من النوع الأخير، وحتى الآن ما زلت قادرة على الموازنة بين حياتي الشخصية والعملية، وإن كان الأمر مُتعباً، خصوصاً أنني أم لطفلة لا تزال صغيرة.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى