النباتات يمكن أن توفّر فوائد صحية مهمة جداً، عن طريق تقليل الضغط النفسي والفسيولوجي، الذي يزداد في مجتمعاتنا الحديثة؛ حيث يبدو أن كل شيء يتحرك بشكل سريع جداً، ويشعر الكثيرون بالآثار الضارّة للتوتر والقلق، ولكن يبدو أن هذا قد ازداد أكثر منذ بداية جائحة كورونا.
من هنا؛ فإن اقتناء النباتات ورعايتها، يمكن أن يحسِّن الحالة المزاجية، ويَزيد من الانتباه والتركيز، ويحسّن فترة النقاهة بعد الجراحة، ويَزيد من إبداع وإنتاجية الفرد.
اكتشفي في الآتي، مدى تأثير النبات على نفسية الإنسان، وفق الدراسات العلمية:
الحد من التوتر
أدرجت مراجعة منهجية أُجريت عام 2019، نحو 50 دراسة حول الفوائد النفسية للنباتات المنزلية، وكانت معظم هذه الدراسات ذات جودة متوسطة؛ وكانت أبرز الآثار الإيجابية للنباتات الداخلية على المشاركين، هي زيادة المشاعر الإيجابية وانخفاض المشاعر السلبية، يليها انخفاض في الانزعاج الجسدي.
وفي دراسة عشوائية لفئات من الشباب، تحسّن مزاج المشاركين بعد زرع نبات منزلي أكثر منه بعد إكمال مهمة الكمبيوتر، بالإضافة إلى ذلك، كان ضغط الدم الانبساطي للمشاركين ونشاط الجهاز العصبي الودي (الاستجابة الفسيولوجية للإجهاد)، أقل بشكل ملحوظ بعد زرع النبات؛ مقارنة بما بعد أداء مهمة الكمبيوتر.
وتشير هذه النتائج إلى أن التفاعل مع النباتات الداخلية، يمكن أن يقلل من الضغط النفسي والفسيولوجي؛ مقارنة بالعمل العقلي.
أثر رائع للنباتات في مكان العمل
تشير دراسة أجريت على 444 موظفاً من الهند والولايات المتحدة، إلى أن البيئات المكتبية الصحية، بما في ذلك العناصر الطبيعية مثل: النباتات المنزلية والتعرّض للضوء الطبيعي، تؤثر بشكل إيجابي على الرضا الوظيفي والمشاركة، ويبدو أن هذه العناصر الطبيعية تعمل بمثابة “مخازن مؤقتة” ضد تأثيرات التوتر والقلق الناتجة عن العمل.
كما أشارت دراسة يابانية أُجريت عام 2020 حول تأثيرات النباتات في مكان العمل، على مستوى الضغط النفسي والفسيولوجي للعاملين.
في المرحلة الأولى من الدراسة (أسبوع واحد)، عمل العمال في مكاتبهم في حالة عدم وجود نبات، بينما خلال مرحلة التدخل (4 أسابيع) تمكّن المشاركون من رؤية وصيانة نبات منزلي؛ حيث تمكنوا من الاختيار من بين 6 أنواع مختلفة؛ ثم طُلب من المشاركين أخذ استراحة لمدة ثلاث دقائق عندما يشعرون بالتعب، وقياس نبضهم قبل وبعد الاستراحة.
خلال هذه الاستراحة التي مدتها 3 دقائق، كان على العمال النظر إلى مكاتبهم (مع أو من دون نبات منزلي)؛ فقام الباحثون بقياس الضغط النفسي؛ فكانت مشاركة المشاركين سلبية (النظر إلى النبات) ونشيطة (سقي النبات وصيانته).
وكان الضغط النفسي أقل بشكل ملحوظ، وإن كان بشكل معتدل، أثناء التدخل في وجود نبات منزلي مقارنةً بالفترة من دون نبات؛ ولم يكن معدل ضربات القلب لدى غالبية المرضى (89%) مختلفاً بشكل كبير قبل وبعد التدخل، في حين انخفض لدى 4.8% من المشاركين، وارتفع لدى 6.3% من المرضى.
ويجب أن نستنتج أن التدخل لم يكن له أيّ تأثير على معدل ضربات القلب، وهو مؤشر على الإجهاد الفسيولوجي؛ حتى ولو أدى إلى انخفاض طفيف في الضغط النفسي.
تحسين فترة النقاهة بعد الجراحة وتسريع التعافي
يبدو أن النباتات تعزز نقاهة المرضى بعد العمليات الجراحية، حسب دراسة أُجريت في أحد مستشفيات كوريا؛ حيث تم نقل ثمانين امرأة تتعافى من استئصال الغدة الدرقية، بشكل عشوائي إلى غرف من دون نباتات، أو غرف بها نباتات منزلية (أوراق الشجر والزهور).
وشملت البيانات التي تم جمعها لكل مريض: مدة الإقامة في المستشفى، واستخدام المسكنات للسيطرة على الألم، والعلامات الحيوية، وشدّة الألم الملحوظ، والقلق والتعب، والإجهاد النفسي واستبيانات أخرى.
المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى في غرف بها نباتات منزلية وزهور، حصلوا على إقامة أقصر في المستشفى، وتناولوا عدداً أقل من مسكنات الألم، وشعروا بألم وقلق وتعب أقل، وكانت لديهم مشاعر إيجابية أكثر ورضا أكبر عن غرفتهم؛ مقارنةً بالمرضى الذين تعافَوا من الجراحة في غرفة من دون نباتات.
ربما تودين الإطلاع على مواضيع مختلفة حول علاج القلق.
تعزيز الانتباه والتركيز
شارك 23 طالباً من طلاب المدارس الابتدائية (تتراوح أعمارهم بين 11 و13 عاماً) في دراسة؛ حيث تم وضعهم في غرفة تحتوي، إما على نبات صناعي، أو نبات حقيقي، أو صورة نبات، أو لا يوجد نبات على الإطلاق.
وارتدى المشاركون جهازاً لاسلكياً لتخطيط كهربية الدماغ خلال 3 دقائق من التعرّض للمحفزات المختلفة؛ وكان الأطفال الذين حصلوا على نبات حقيقي، أكثر انتباهاً وقدرة على التركيز بشكل أفضل من الأطفال في المجموعات الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، كان وجود نبات حقيقي مرتبطاً بتحسن الحالة المزاجية بشكل عام.
إنتاجية أفضل
وجدت دراسة أُجريت على 385 موظفاً في المكاتب في النرويج، وجود ارتباط كبير، وإن كان متواضعاً جداً، بين عدد النباتات في مكاتبهم، وعدد الأيام المَرضية والإنتاجية.
في الواقع، العمال الذين لديهم المزيد من النباتات في مكاتبهم، حصلوا على إجازات مَرضية أقل قليلاً، وكانوا أكثر إنتاجية قليلاً في العمل.
وفي دراسة أخرى، طُلب من طلاب أمريكيين إكمال مهام الكمبيوتر في وجود أو عدم وجود نباتات منزلية في غرف بلا نوافذ.
في ظل وجود النباتات، كان المشاركون أكثر إنتاجية (أسرع بنسبة 12% في إكمال المهام) وأقل توتراً؛ لأن ضغط الدم لديهم كان أقل؛ مما كان عليه في غياب النباتات الداخلية.
* المصدر: Observatoire de la Prevention- Institut de la Cardiologie de Montreal
* ملاحظة: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج.. عليكِ استشارة طبيب مختص.