أفكار وعناصر من المجالس التراثية حاضرة في الشقق المعاصرة

في إطار استرجاع الأصيل، في الديكور الداخلي، وتوق الناس إلى القرب ممّا كان يُشعرهم بالأمان خلال زمن الطفولة، يتزايد الاهتمام بالمجالس التراثية التي تجد مطرحًا لها في الشقق والفلل الحديثة. لهذه المجالس معان في الثقافة العربية من جود واحترام للضيف وإكرامه…

صفات المجالس التراثية والأساسيات فيها، كما كيفية دمجها بالديكورات المعاصرة، في معلومات مستمدة من مهندسة العمارة السورية لجين الفارس، في السطور الآتية.

المجالس التراثية رموز إلى الثقافة العربية

مجلس تراثي معاصر من تصميم المهندسة لجين الفارس

تُعرّف مُهندسة العمارة السورية لجين الفارس المجالس التراثية، قائلة إنها “تمتلك مكانة كبيرة في الثقافة العربية، فهي تتجاوز فكرة تحقيق ديكور أنيق وجذاب بمنطقة الاستقبال إلى التعبير عن جزء من ثقافة العرب وعاداتهم، من كرم في الاستقبال والضيافة”، موضّحةً أن “المجلس التراثي يؤكد على أصالة صاحب المنزل وارتباطه بعاداته وتقاليده”.

بالطبع، تختلف طبيعة المجالس وعناصرها والوانها بحسب الجغرافيا. في هذا الإطار، تُعدّد المهندسة الطراز التراثي اليمني وذلك الشامي والمراكشي والسعودي النجدي والإسلامي.

المجالس بين الماضي والحاضر

نموذج يوضح الربط بين النيو كلاسيكية والتراث، في مجلس الاستقبال

حديثًا، تنتشر فكرة العودة للأصالة والماضي والتراث، لذا تحل المجالس في الوحدات السكنية، الكلاسيكية منها أو النيو كلاسيكية أو المودرن، مع الربط مع التراث من خلال استحضار المعلقات وبعض قطع الأثاث والإكسسوارات الملونة المزخرفة وحتى النقوش الجذابة، في إطار ديكور الجدران.

نظرة محدّثة إلى المجلس التراثي (الصورة تبرز تصميم المهندسة لجين الفارس)

بالإضافة إلى فكرة دمج الطرز ببعضها البعض، تذكر المهندسة أن “الزخارف عنصر أساس في ديكورات المجالس التراثية، كما الأشكال الهندسية والأحرف العربية المخطوطة بدقة والتشكيلات التي تعيد مشاهد قديمة للذاكرة، إضافة إلى الأرابيسك والأقواس”. وتضيف: “لناحية الأثاث، تفترش المجلس التراثي مفروشات منخفضة والسجاجيد القديمة”.

ديكور وألوان

ألوان المجالس التراثية جريئة، ومنها: الأحمر والبرتقالي والذهبي

تتميّز ألوان المجالس التراثية بالجرأة والتنوع؛ في هذا الإطار هناك الأحمر والبرتقالي والذهبي، الحاضرة بصورة دائمة، إضافة إلى الألوان الجديدة التي أمست تغلب على الأثاث المنجد، لغرض الربط بين الطابع التراثي ونمط الديكور المتبع في الغرفة.
في العموم، تلفت المهندسة لجين إلى أن “العرب كانت تختار الألوان الزاهية للتعبير عن الفرح والبهجة بقدوم الضيف واستقباله في مكان مبهج ومريح وجذاب متمثل في المجلس”.

لناحية اكسسوارات التزيين، هي تختلف بحسب كل منطقة، مع ملاحظة عناصر كثيرة مطلية بالذهبي والفضي، إضافة إلى الفخاريات والنحاسيات والخناجر والسيوف التي تزين الطاولات المنخفضة والجدران أيضًا. كما تشير المهندسة إلى أن اكسسوارات هذه المجالس مرتفعة الأثمان في الغالب ومميزة للتعبير عن أذواق وشخصيات أهل المنزل وعن مستواهم الاجتماعي.

طلاء الجدران

صاحبة المنزل التي تختار أن يكون تصميم مجلسها تراثيًّا، بكل تفاصيله، تلجأ إلى الدهان المطبع، لإشاعة الإحساس بحضور الطين على الجدران، مع الاهتمام بالمفروشات الأرضية أي بالوسائد التي تحل عوضًا عن الأرائك، مع طاولة طويلة في الوسط. هناك أيضًا، نموذج عبارة عن أرائك مختلفة الحجوم متجاورة، بالإضافة إلى الطاولات الجانبية المتحركة المُطعّمة عادةً بالمعادن، وأهمها النحاس.
يتردد حضور النسيج المخمل في إطار تنجيد أثاث المجلس.

أمور أساسية في المجالس التراثية

نموذج من الجلسة المنخفضة، في المجلس العربي التراثي
  1. الجلسات الأرضية سواء كانت ملتصقة بالأرض مباشرة أو مرتفعة قليلًا عنها.

  2. السجاد والأثاث يدويّ الصنع والمزخرف.

  3. الفوانيس المزخرفة التي تُعبّر من خلال إضاءتها عن ظلال جذابة.

  4. الوسائد الملونة.

  5. الزخارف المنوعة سواء عبر الجدران أو المفروشات، مما يدل على حضارة عريقة.

  6. المباخر والمعطرات التي هي جزء أساس من أي مجلس.

المبخرة اكسسوار أساسي حاضر في المجلس العربي

نظرة عصرية إلى المجالس

تنصح المهندسة لجين المرأة الراغبة بتحويل مجلس تراثي قديم في منزلها، ليواكب العصر إلى:

  • إعادة تنجيد الجلسات، مع اختيار خامات حديثة ملوّنة وفخمة.

  • الحفاظ على الإكسسوارات القديمة وتلميعها وجعلها عناصر أساسية في الديكور.

  • إضافة الوسائد المزخرفة، في حال عدم التنجيد الكلي للأثاث.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى