الأسباب المرضية وراء ساعات النوم الطويلة.. لحديثي الولادة
أسباب مرضية وراء نوم حديثي الولادة.. لساعات قد تصل إلى 16-18 ساعة يومياً، موضوع يؤرق الكثير من الأمهات، خاصة الأمهات الجدد، اللاتي تزداد لديهن مشاعر القلق والخوف؛ لعدم المعرفة أحياناً، أو بسبب الخوف على التغيرات التي قد تحدث على الطفل.. ولهذا يكثُر السؤال في البداية عن: هل نوم الطفل كثيراً أمر طبيعي أم أنه مرضيّ أحياناً؟ وهل تختلف احتياجات الأطفال من حيث عدد الساعات، أم أنها متشابهة لدى الجميع؟ وما هو المعدل الطبيعي لنوم الطفل؟ وهل من طريقة لنوم أفضل؟
في هذا التقرير، سنجيب عن كل الأسئلة الحائرة التي تدور بذهن الأمهات.. وسنطلع كذلك على طرق للوقاية وأخرى للعلاج.. اللقاء مع استشاري طب الأطفال الدكتور محمود السيد المرسي؛ للشرح والتوضيح.
هل نوم الطفل كثيراً.. أمر طبيعي؟
-
الطفل معتاد على النوم الطويل داخل الرحم، ويحتاج لفترة للتكيّف مع الحياة الجديدة؛ لهذا ينام لساعات طويلة.
-
ينام حديثو الولادة عادةً بين 16و18 ساعة يومياً، وتتغير أنماط نومهم؛ بسبب عدم امتلاكهم ساعة بيولوجية داخلية تُنظم أوقات نومهم… والطفل حديث الولادة يميل إلى النوم الكثير في معظم الأحيان، بشكلٍ متواصلٍ أو متقطعٍ.. للرضاعة؛ نتيجة صغر حجم المعدة لديه.
-
بعض الأطفال ينامون معظم النهار دون الرغبة في الاستيقاظ للرضاعة، وهذا يستدعي إيقاظه مرةً كل 3 ساعات على الأقل.. ويحدث هذا عند ملاحظة تغيّر لون البول إلى اللون الأصفر؛ لأن هذا يعد مؤشراً على نقص التغذية.
-
كما يجب متابعة وزن الطفل، فقد ينخفض قليلاً في أيامه الأولى، ثم يبدأ في اكتساب الوزن مرة أخرى.. بجانب متابعة عدد مرات الإخراج، وكمية الحليب التي يشربها؛ إذ يحتاج إلى 25 أوقية من حليب الأم يومياً خلال الأشهر الستة الأولى من عمره.
-
ثم تزداد الكمية تدريجياً، أمّا بالنسبة للأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي؛ فيحتاجون لعدد مراتٍ أقل من الرضاعة؛ لأن معدتهم تبقى ممتلئة لفترة أطول.
-
وهذا يجعلهم ينامون لوقت أطول، والحقيقة أن قلة نوم الطفل تجعله يشعر بعدم الراحة والانزعاج.. وهذه الاضطرابات في النوم تستمر حتى الشهر السادس؛ لأن الطفل لا يستطيع التمييز بين الليل والنهار، وبحاجة لوقت أكثر لتأسيس إيقاعه الثابت.
معدل النوم الطبيعي للطفل
الأطفال حديثو الولادة.. الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر؛ ينامون من 14-17 ساعة يومياً… وقد تصل إلى 22 ساعة لدى البعض منهم، وهذه الساعات تكون موزعة بين الليل والنهار، والقيلولة بمعدل ساعة أو ساعتين في كل مرة.
الأطفال من عمر 4-12 شهراً.. تقل عدد ساعات النوم لديهم بقدر وعيهم وتفاعلهم مع العالم الخارجي.. فينام الطفل بمعدل 12-16 ساعة.. وفي الليل أكثر.. وقد تصل أطول ساعات النوم ليلاً إلى 6-8 ساعات، وهذا يمنح الأم والطفل راحةً أكبر مع بدء تأقلم الطفل وتعرّفه على الليل والنهار.
الرضيع يقضي معظم وقته في النوم خلال الأيام الأولى من حياته، لكنه لا يتّبع نظاماً محدداً ولا ينام بشكل منتظم.. وهذا يجبر الأم على التكيّف مع وقت نومه.
طرق تساعد الطفل على النوم بشكل أفضل
-
الطفل يحتاج إلى النوم بشكل جيد، وتهيئة الظروف المناسبة؛ بهدف مساعدته على النوم، وتنظيم الساعة البيولوجية.
-
تعريض الطفل للضوء الطبيعي؛ عن طريق اصطحابه في نزهة خارجية أثناء النهار.
-
تطوير روتين الطفل؛ عن طريق منحه حماماً دافئاً في المساء؛ لمساعدته على الاسترخاء والنوم في الليل بشكلٍ أفضلٍ.
-
تخفيف الملابس عن الطفل؛ لمساعدته على الاستيقاظ وقت الجوع.
-
عدم إرهاق الطفل باللعب أثناء النهار؛ لأن هذا الإرهاق يجعله ينام رغم الجوع.
فوائد النوم للأطفال
-
تحسين النمو
حيث يُفرز الجسم هرمون نمو الطفل بشكلٍ أفضلٍ أثناء النوم، وهذا ما يمنح الطفل نمواً طبيعياً.
-
تحسين عضلة القلب الطفل
جسم الطفل يتأثر إيجابياً بزيادة النوم، الذي يحميه من مشاكل الأوعية الدموية المرتبطة بتكون الكولسترول الضارّ وهرمون التوتر.
-
يحمي من الإصابة بداء السكري
ويحمي كذلك من السمنة المفرطة؛ لأن قلة النوم تؤثر بشكل مباشر على إفراز هرمون الشبع.
-
مقاومة الأمراض
يُفرز جسم الطفل والإنسان عموماً بروتيناً يقاوم الجراثيم المسببة للأمراض ويُقلّل العدوى.. وهذا هو تفسير الشفاء من حساسية الشتاء والإنفلونزا مع النوم، وحاجة المريض لساعاتٍ مطوّلةٍ منه.
-
تقليل التوتر
تشير العديد من الدراسات إلى أن الأطفال الذين تقلّ ساعات نومهم عن المعدل الطبيعي معرضون للتوتر.
-
زيادة التركيز
يزيد النوم من قدرة الطفل على التركيز والتعلم؛ لأن دماغ الرضيع يبقى نشطاً وواعياً لما يحيط به؛ فتزداد قدرته على التعلّم.
إيقاظ الطفل أثناء النوم
إذا استمرت قيلولة الطفل حديث الولادة لوقتٍ يتجاوز ساعتين أو ثلاث ساعات؛ فهذا يستدعي القلق وإيقاظ الطفل لتناول الطعام.
أمّا في حال الاعتماد على الرضاعة الصناعية؛ فقد تزداد قيلولة الطفل إلى أربع ساعاتٍ متواصلةٍ دون الحاجة للرضاعة.
وفي جميع الأحوال، يجب أن يتناول الرضيع ثماني وجبات كاملة يومياً؛ لمساعدته على النمو بالشكل المطلوب.
كما يجب إيقاظ الطفل المُصاب بالحمّى أو القيء؛ لإعطائه السوائل المناسبة؛ لأنه سيرغب في هذه الظروف بالنوم لساعات أطول.
علامات مرضية وراء ساعات النوم الطويلة
-
العلامات تثير القلق في حال زادت ساعات نوم الرضيع عن الأوقات الطبيعية، ما يستدعي البحث عن أسباب الزيادة.. وذلك للتأكّد من صحة الطفل وعدم تعرضه للمشاكل المعروفة، التي قد تؤثر على نموّه.
-
طفرة في النمو، إصابة الطفل بمشاكل في التنفس.. تؤثّر على قدرته على النوم؛ ولذلك هو ينام لوقت أطول عندما يستطيع ذلك.
-
المطاعيم تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على طبيعة نوم الطفل وتزيد من معدلها، كما أن إصابة الطفل باليرقان، وهو مشكلة صحيّة تصيب حديثي الولادة، تزيد من ساعات نومه.
-
حيث إن الصفراء -اليرقان- مرض يسبّب اصفرار الجلد وبياض بالعين، إضافة إلى إحساس بالخمول، وصعوبة في تناول الطعام، وكثرة انزعاج الطفل وغضبه.
-
ظهور علامات تدل على وجود مشاكل في الجهاز التنفسي؛ مثل: لهث الطفل ومحاولته البحث عن الهواء، أو الصفير أحياناً.. تنفس الطفل بصوت عالٍ.. مع ارتفاع درجة حرارة الرضيع.
-
عند شعور الرضيع بالتعب والنعاس المتواصل، ونومه بانتظام لمدة تزيد على 17 ساعة.. وبالتالي عدم المقدرة على إطعامه 8 وجبات كاملة، خصوصاً عند ظهور خمول الرضيع بشكل واضح وإيجاد صعوبة في إيقاظه.
-
ظهور بعض علامات الجفاف؛ كالبكاء بدون دموع، أو جفاف الحفاض، أو تشقق الشفاه.. بجانب الانفعال الشديد عند إيقاظه.. مع إظهار عدم الرغبة في تناول الطعام.. وعدم الاستجابة السريعة عند إيقاظه.