أول مبادرة على المستوى العربي: المغرب يُدرب المؤثرين على تجنب الأخبار الكاذبة

أطلقت السلطات الحكومية في المغرب مبادرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، حيث أصدرت دليلاً لمحاربة التضليل الإعلامي، وذلك تمهيداً للبدء في تدريب المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي بهدف تجنيبهم الأخبار الكاذبة وحمايتهم من التورط في ترويجها للجمهور.

 

وأطلقت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري «الهاكا» دليلاً يحمل عنوان «دليل محاربة التضليل الإعلامي: مرجعيات وأدوات وممارسات» وهو إصدار أعدته مجموعة العمل المعنية بموضوع «التقنين ووسائل الإعلام الرقمية» داخل الهيئة.
ويتطرق الدليل في محاوره الأساسية إلى تفكيك الأخبار الزائفة والتدقيق فيها، ويأخذ القارئ في جولة داخل منظومة صناعة الأخبار الزائفة، مع الوقوف عند الإجراءات القانونية التي يعتمدها المغرب لمحاربة هذا النوع من الممارسات.
ويستحضر الدليل أمثلة مستوحاة من الواقع كالأخبار الزائفة التي انتشرت خلال جائحة كورونا في المغرب، أو بمناسبة الانتخابات التي جرت في المملكة في 8 أيلول/سبتمبر عام 2021.
وتعترف الهيئة بأن تدقيق الأخبار ليس العلاج السحري ضد الأخبار الزائفة والشائعات والمناورات ونظريات المؤامرة الأخرى، لكنها تؤكد أنه يظل الآلية الأكثر نجاعة للتأكد من صحة خبر ما فور انتشاره على شبكة الإنترنت. ولهذه الغاية، يقدم الدليل قوائم لتعلم كيفية تفكيك الخبر الزائف، ومعجماً موجزاً حول التضليل الإعلامي يساعد على الإلمام بما هو زائف، ويزود المواطن بالمهارات اللازمة للعثور على الخبر الخادع، وتمييز الصحيح من الخاطئ، واعتماد التدابير الاحترازية عند مواجهة الأخبار الزائفة.
إلى ذلك، كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد مهدي بنسعيد، أن وزارته ستقوم خلال الأسابيع القليلة المقبلة بتنظيم يوم دراسي وتدريبي لفائدة ألف شاب وشابة في مختلف مناطق المغرب، يستهدف مجال التراث وتثمينه والترويج له أمام هذه الفئة النشيطة على مواقع التواصل الاجتماعي وتوعيتها بأهمية محاربة الأخبار الزائفة خاصة في المنصات الافتراضية.
وقال بنسعيد، في رده على سؤال برلماني حول «النهوض بالشأن الشبابي والثقافي في المملكة» إن الوزارة تستهدف خلق شراكات مع هذه المنصات الافتراضية من أجل محاربة الأخبار الزائفة عموماً، مشيراً إلى أن الإعلان عن ذلك سيتم قريباً.
وأعلن الوزير المغربي أنه سيعمل في هذه الأثناء على صياغة استراتيجية للتعريف بالتراث المغربي على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر وضع خطة تواصلية تنخرط فيها الصحافة الوطنية والصحافيون المغاربة المشتغلون بالصحافة الدولية، و«المؤثرون والشبان والشابات المغاربة الذين سنقوم بتكوين (تدريب) ألف منهم سنوياً».
وكان المغرب أطلق في 18 نيسان/أبريل الماضي لأول مرة علامة التميز «تراث المغرب» بهدف «حماية التراث المغربي المادي وغير المادي من الاستعمال غير المشروع».
وقال بيان صادر عن وزارة الثقافة إنه «سيتم استحداث لجنة استشارية تقوم بجرد لائحة التراث الذي سيحصل على علامة التميز، كما سيسمح للشركات المغربية والجمعيات وغيرها بمقاضاة كل من يستعمل تراث البلاد بطريقة غير مشروعة، وذلك في المحاكم الدولية المختصة».
متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى