تردد سعودي في رفع القيود عن استقبال المعتمرين الإيرانيين

طهران تأمل في حلحلة المشكلات التقنية التي تعرقل سفر الإيرانيين إلى السعودية لتأدية العمرة.

قال مسؤولون إيرانيون إن عددا من مواطنيهم الراغبين في أداء العمرة لم يتمكّنوا من السفر إلى المملكة العربية السعودية بسبب تعذّر استكمال الإجراءات القانونية.

وأثار ذلك التساؤلات عما إذا كان الأمر يتعلّق بمصاعب إجرائية ظرفية، أم بقيود تتّجه السلطات السعودية لفرضها مجدّدا على دخول الإيرانيين إلى أراضيها لأداء مناسك الحجّ والعمرة بسبب الأجواء المشحونة في المنطقة .

وللإيرانيين سوابق في تسيير تظاهرات ذات طابع سياسي أثناء أدائهم مناسك الحجّ، وهو أمر رفضته السعودية بشدّة وقامت بمنعه وسط خلافات حادّة مع إيران.

وكان البلدان قد أنجزا مؤخّرا مصالحة أعادت العلاقات المقطوعة بينهما وأثّرت على عدد من المجالات من ضمنها عودة الإيرانيين إلى زيارة الأماكن الإسلامية المقدّسة في السعودية بشكل اعتيادي عن طريق رحلات مباشرة انطلاقا من الأراضي الإيرانية.

ورغم ذلك يبدو أن الشكوك السعودية حول الجارة اللدود إيران لم تزل بالكامل بفعل استمرار الجمهورية الإسلامية في انتهاج السياسات ذاتها التي تعتبرها الرياض مثيرة للقلاقل ومهددة لأمن المنطقة واستقرارها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الاثنين، إن بلاده تأمل في حل مشكلات تقنية تعرقل سفر الإيرانيين إلى السعودية لتأدية العمرة قريبا.

لكن المتحدث باسم الخطوط الجوية الإيرانية حسام قربان علي قال للتلفزيون الرسمي إن رحلة كانت مقررة للتاسع عشر من شهر ديسمبر الماضي ورحلات تالية لها ألغيت لأن الرياض لم تقدم التصاريح النهائية اللازمة لدخول الطائرات الإيرانية إلى المطارات السعودية.

وذكر كنعاني خلال مؤتمر صحفي نقله التلفزيون الإيراني الاثنين أنّ “الجهات المعنية قدمت معلومات واسعة بهذا الخصوص وأنّ التأخر مسألة تقنية فقط وليس لها أي سبب سياسي”.

وأضاف “السعودية ملتزمة تماما بهذا الشأن والمؤسسات ذات الصلة في بلادنا تبذل أيضا جهودا لحل هذه القضية ونأمل أن يتم حل العقبة التقنية أيضا”.

وأشار كنعاني إلى أن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية موجود في السعودية مع فريق من الخبراء لحل المشكلات. كما ذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء أن ممثلين لمنظمة الطيران المدني الإيرانية موجودون أيضا في المملكة لمعالجة هذه المسائل.

وأعلنت إيران في ديسمبر الماضي أن أُولى رحلات العمرة ستنطلق في التاسع عشر من الشهر نفسه بعد اتفاق بين طهران والرياض على السماح بعودة رحلات العمرة بعد توقف دام ثماني سنوات.

وقالت وسائل إعلام إيرانية آنذاك إن الإيرانيين سيسافرون للمرة الأولى منذ ثماني سنوات لتأدية العمرة في السعودية عبر رحلات منتظمة. وأوضحت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن رحلات جوية ستقلع من عشرة مطارات في أنحاء إيران لنقل إيرانيين يسافرون لأداء العمرة في مكة.

وتوسطت الصين في اتفاق أبرم في مارس الماضي استأنفت بموجبه إيران والسعودية العلاقات الدبلوماسية الكاملة التي انقطعت عام 2016 بسبب إعدام الرياض لرجل دين شيعي وما تلا ذلك من اقتحام السفارة السعودية في طهران.

ومنذ عام 2016 يؤدي الإيرانيون فريضة الحج فقط بموجب حصص وتوقيتات سنوية صارمة.

وشملت المفاوضات بين إيران والسعودية أيضا موضوع إعادة السياحة غير الدينية بين البلدين برحلات جوية تربط عاصمتيهما. وقالت الوكالة الإيرانية إن من المتوقع أن يسافر ما يصل إلى 70 ألف معتمر إيراني إلى السعودية بحلول نهاية فبراير 2024.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى