اليمن : وزارة الشباب تتهم اتحاد كرة القدم باستغلال انتصار الناشئين وتهدد بمقاضاته

اتهمت وزارة الشباب والرياضة، قيادة الاتحاد العام لكرة القدم باستغلال انتصار منتخب الناشئين باللقب الثاني لبطولة كأس غرب آسيا للهجوم على الوزارة.

وقالت الوزارة، في بيان لها، إنها تتابع بأسف بالغ الحملة الجائرة التي أطلقها الاتحاد العام لكرة القدم عبر موقعه الرسمي وتصريحات شخصياته الاعتبارية، والتي تضمنت اتهامات باطلة وأكاذيب تُخالف الواقع، وافتراءات ليس لها أساس من الصحة، بشكل غير مسؤول أو عقلاني، ولا يعبر عن مؤسسة رسمية يفترض أن تتحلى إدارتها بالحكمة والمسؤولية والموضوعية والاتزان. 

وذكر البيان، أن حملة الاتهامات الجائرة هذه تأتي ضمن سلسلة متلاحقة من حملات التشويه التي اعتادت عليها قيادة الاتحاد، وهي التي كان من المفترض أن تنأى بنفسها عن مثل هذه الأمور، باعتبارها مؤسسة رياضية رسمية، مؤكداً حرص الوزارة من واقع مسؤولياتها الكبيرة ومهامها الوطنية على التجاوز المستمر لكل الإساءات التي طالتها من قبل الاتحاد ومسؤوليه والتي تفتقر إلى المصداقية والواقعية.

وأضاف، “إن قيادة الاتحاد تحاول من خلال هذه الحملات تغطية فشلها المتكرر وصراعاتها المستمرة وحالة السخط العام التي طالتها، وقد استمرت الوزارة في التجاوز حرصًا منها على ضرورة الحفاظ على المنظومة الرياضية بشكل عام، بعيدًا عن كل ما يعكر صفو أجوائها ورسالتها السامية المفترضة”. 

وخلال الأيام الماضية دأب الاتحاد على نشر مواضيع ومقالات تتهم وزارة الشباب والرياضة بتجميد الدعم الحكومي، وقال البيان “يعلم الجميع من خلال الوثائق الرسمية والتعاملات المالية والسندات والأرقام الموثقة، بالإضافة إلى المتابعات الإعلامية والتغطيات المستمرة والإنجازات الرياضية التي تحققت خلال الأعوام الأخيرة، أن الوزارة دعمت ورعت غالبية معسكرات المنتخبات الوطنية لكرة القدم التي أقيمت في المحافظات المحررة، من ميزانية الوزارة وأموال صندوق رعاية النشء والشباب، وساهمت في دعم وتأهيل مدربي كرة القدم والحكام، وإقامة الدورات التدريبية وعلاج اللاعبين والكوادر الرياضية، ودعم البطولات المحلية في المحافظات التي أفرزت منتخب الناشئين الحالي، كما حرصت على تهيئة الملاعب والبنى التحتية وتهيئة الظروف الملائمة في الوقت الذي كان فيه اتحاد القدم بعيدًا عن كل ذلك، فضلًا عن دعم جميع المشاركات الخارجية للاتحادات العامة”.

وقال البيان، إن الوزارة قدمت وما زالت كل الجهود بإمكانات متواضعة في ظل صعوبة الأوضاع التي تحيط بالبلد في مختلف المجالات، وكان من المفترض أن يتشارك الجميع في حمل الأمانة والمسؤولية، خاصة أن الاتحاد الذي يتحصل بشكل دوري على مبالغ كـ(عُهد) مالية توضحها وثائق وبيانات وزارتي الشباب والرياضة والمالية، وتؤكدها السندات البنكية الرسمية، إضافة إلى مبالغ أخرى من صندوق النشء والشباب، متهماً قيادة الاتحاد برفض تصفية العهد المالية منذ العام 2019 حتى  2023م والكشف عن كيفية إنفاق تلك المبالغ، فضلاً عن الدعم الرسمي الذي يتلقاه الاتحاد بملايين الدولارات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ سنوات طويلة، ولا يعرف عنه أحد شيئا باستثناء رأس الاتحاد ومن بجانبه. 

الوزارة عبرت في بيانها عن أسفها للجوء قيادة الاتحاد إلى الزج بالرياضة في أتون الصراع السياسي والمماحكات. في إشارة إلى الصراع بين رئيس الاتحاد ورئيس الحكومة، وتسخير واستخدام المنابر الإعلامية الرسمية للاتحاد وتصريحات قيادته لحرف الحقائق وتزوير الواقع، مؤكدة تحركها العاجل لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بهذا الخصوص، وموافاة الرأي العام بكل التفاصيل والأرقام بعد استكمال الإجراءات القانونية الرسمية.

وفي سياق متصل كشف تقرير حديث صادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” عن تلقي اتحاد كرة القدم اليمني الذي يرأسه رجل الأعمال النافذ/ أحمد العيسي دعماً بملايين الدولارات خلال السنوات الأخيرة.

وأصدر الفيفا، الأسبوع الماضي، تقريراً نهائياً حول مشروع دعم وتطوير كرة القدم في العالم FIFA Forward عبر دعم الاتحادات الوطنية في دول العالم خلال الفترة من 2016-2022م.

ويكشف التقرير عن تخصيص دعم مالي خلال هذه الفترة لاتحاد كرة القدم اليمني بمبلغ 11,4 مليون دولار ، تسلم الاتحاد منها 7,2 مليون دولار ، وهو ما يفضح ما يردده العيسي من عدم تلقي الاتحاد لأي دعم دولي او آسيوي.

تقرير الفيفا يوضح بأن ما تم صرفه من قبل اتحاد العيسي من مبلغ الدعم نحو مليوني دولار فقط توزع بين 1,3 مليون دولار لصالح المنتخبات الوطنية ، 0,4 مليون دولار أمريكي للمعدات الرياضية ، 0,3 مليون دولار أمريكي مصاريف تشغيل كرة القدم، دون الكشف عن مصير باقي المبلغ والذي يتجاوز الـ5 ملايين دولار.

هذه الأرقام تناقض كل ما يردده العيسي طيلة السنوات الماضية عن توقف الدعم الدولي للاتحاد منذ عام 2015، كان آخرها تصريحاته التي أدلى بها في مؤتمر صحفي عقده اجتماع استثنائي للجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم في سبتمبر الماضي بالقاهرة.

حيث كرر العيسي في المؤتمر الصحفي عن توقف الدعم الدولي وكذا من الحكومة، وقال بان كل ما تسلمه الاتحاد من الدولة منذ 2015م هو مبلغ 600 مليون ريال فقط، بالإضافة إلى مبلغ 500 ألف دولار فقط من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وعلى دفعات.

المعلومات التي كشف عنها تقرير الفيفا فجرت تساؤلات حول مصير هذه المبالغ وانكار العيسي واتحاده تسلمها، كما يقول الصحفي الرياضي بشير سنان الذي يشير الى ان عدم الاستفادة من المبلغ الكلي للدعم (11 مليون دولار) يعود لفساد إداري واضح بالاتحاد، أدى إلى عدم الاستفادة من هذه المبالغ لصالح مشاريع كرة القدم.

ويشير سنان إلى أن اتحاد العيسي تلقى مبالغ أخرى غير ما قُدم له من الفيفا خلال السنوات الأخيرة ومن بينها مبلغ مليون دولار كدعم لقاء المشاركة في كأس الخليج الأخيرة التي أقيمت في قطر ومبلغ 500 ألف دولار دعم أثناء جائحة كورونا إلى جانب الـ500 ألف التي تلقاها من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

الكشف عن فضيحة دعم الفيفا تزامن مع التقارير الإعلامية التي تحدثت عن إفشال العيسي لسفر منتخب الناشئين إلى الرياض لحضور حفل تكريم من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي للمنتخب بمناسبة الفوز ببطولة غرب آسيا للناشئين الأسبوع الماضي في سلطنة عُمان.

وبحسب التقارير الصحفية فإن العيسي اشترط صرف مبلغ مليار ريال موازنة الاتحاد، وهو ما تسبب بإلغاء حفل التكريم في الرياض، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يعود المنتخب إلى اليمن براً من سلطنة عُمان نحو المهرة وحضرموت، ومنها إلى صنعاء حيث تستعد جماعة الحوثي لإقامة حفل تكريم له نكاية بالحكومة المعترف بها دوليا .

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى