تعز تستغيث .. اختطافات تنفذها فرق متخصصة بالاعتقالات والتعذيب تابعه لحزب الاصلاح

من وراء الاختطافات التي تنفذها الفرق المتخصصة بالاعتقالات والتعذيب؟

مدينة تعز تستغيث فمن ينقذها من عبث عصابات حزب الاصلاح ؟

تشهد مدينة تعز اليمنية انفلاتًا أمنيًا غير مسبوق منذ أن أخضع حزب الإصلاح الاجزاء  المحررة من محافظة تعز  لسيطرته وأقصى كل شركائه في التحرير منها ، شكل الحزب ما يمكن تسميته بالفرقة المتخصصة بالاعتقالات المتنوعة والعشوائية والممنهجة والمباغتة أحیاناً، وهو الأمر الذي أضر بالجانب الإنساني خاصة لأولئك الذين تعرضوا لتقیید حریاتهم ومورست بحقهم أعمال التعذیب وفقاً لتقرير حقوقي لمنظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات.

أرقام وإحصائيات:

لجنة متابعة المخفيين قسرياً كانت قد كشفت في وقت سابق عن 43 شخصاً تعرضوا للاختطاف والإخفاء القسري منذ 2016 وحتى العام 2019 في محافظة تعز على أيدي قوات حزب الإصلاح الذي يسيطر على المحافظة عسكرياً.

وأعلنت اللجنة حينها أن 13 من المخفيين تم الكشف عن مصيرهم من قبل الاستخبارات العسكرية، إضافة إلى الإفراج عن 3 فقط عن إجمالي المخفيين قسرياً في سجون الإصلاح بتعز.

وحسب اللجنة فإن 21 من إجمالي عدد المشمولين بالكشف تم إخفاؤهم قسريا في 2016 و11 خلال 2017 و7 في العام 2018 و2 في 2019.

السجون السرية لحزب الإصلاح بتعز:

في هذا الملف الذي فتحته منصة شارع تعز الإخبارية حول السجون السرية لحزب الإصلاح بتعز نعرض نماذج وقصصاً لعمليات الاختطاف والاعتقالات التي نفذتها فرقة الحزب لمدنيين وناشطين وأطفال وفرقاء، ونسرد شهادات ضحايا الاعتقالات الخارجة على القانون حول عمليات اعتقالهم والممارسات اللا إنسانية التي مارسها جلاوزة الحزب بحقهم داخل تلكم السجون السرية سيئة الصيت.

 التعذیب النفسي والجسدي داخل الدھالیز المظلمة:

يورد تقرير منظمة حق أنه في ینایر 2016م اقتحمت مجموعة من المسلحین الملثمین الحي الذي یسكنه الضحیة ( ا. ي . ع . م) ذو السابعة عشر من العمر، ونفذت عملیة الاختطاف بحق الفتى.

اتجه المسلحون بالضحية صوب معتقلات الإصلاح السرية ووجهت له تهمة (أنت تنتمي للحوثیین) والفتى لا یدرك تماماً معنى هذه التهمة وأضیفت له تهمة (سب وقذف حزب الإصلاح).

يؤكد التقرير، ويقول: “مرت سنه وستة أشهر وهي المدة التي قضاها ذلك الفتى ما بین معتقلات ودهالیز السجون السریة التابعة للإصلاح “.

الفتى قضى كل المدة تحت التعذیب النفسي الأشد قسوة من التعذیب الجسدي الذي ذاق مرارته، وبعد أن تدهورت حالته النفسیة تم إطلاق سراحه فاقداً للصفاء الذهني والاتزان النفسي ومداركه، وفقاً للتقرير الذي زاد عن ذلك بالقول: “فضلاً عن الضرر الجسماني الذي لحقه فقد أصبحت حالته النفسیة سیئة”.

 یقول والده: “عندما أطلق سراحه وعاد إلینا كان یبدو علیه الإنهاك والتعب الشدید ا لذي أصابنا بصدمة وبخیبة أمل حزناً على وضعه الماثل أمامنا”.

وفي شهادته لفريق المنظمة الذي التقاه مرتين يقول الفتى ( ا. ي . ع . م ): “تم اعتقالي أثناء تواجدي في الحي الذي أسكن فیه ونقلوني إلى أحد السجون توجد فیه دهالیز مظلمة في مكان مجهول واستمروا في اعتقالي لمدة سنة وتعرضت لشتى أنواع التعذیب الجسدي والنفسي ثم بعد مرور عام تم نقلي إلى معتقل (مدرسة النهضة) واستمروا في اعتقالي لمدة ثلاثة شهور، ووجهوا لي تهمتین (انتمائي للحوثي) و(سب حزب الإصلاح)”.

يضيف: “طوال فترة اعتقالي كان أهلي یبحثون عني في كل المعتقلات والأماكن ولكنهم كانوا ینكروا وجودي لدیهم .. ثم خرج أحد المسجونین وأخبر أهلي بالمتعقل الذي كنت فیه وحتى عند حضور أهلي أنكر القائمون على المعتقل وأخبروا أهلي بأني غیر موجود في سجن مدرسة النهضة، ثم بعد فترة تم إطلاق سراحي”.

وعن الأضرار التي لحقت به نتيجة اعتقاله يؤكد الفتى “صرت الآن أتعاطى حبوب مهدئه حیث أصبت بحالة نفسیة سیئة”.

الإخفاء القسري:

 المخفي قسراً :عبد الحكیم یحیى عبدالرقیب البركاني 42 سنة، خریج كلیة الإعلام، متزوج –لدیه 6 من الأبناء(3 إناث و3 ذكور) أكبرهم 22 سنة وأصغرهم 7 سنوات.

وصل إلى مدینة تعز قادماً من مدینة صنعاء قبل اختطافه بمدة أسبوع تقریباً لحضور حفل زواج أحد أقاربه كانت لحظة اختطافه بعد وقت الظهیرة في تاریخ  8/8/2016م أثناء تواجده في شارع جمال بتعز، في المربع الأمني تحت سیطرة المقاومة الشعبیة ومقاتلي الإصلاح، وكانت تلك اللحظات هي الأخیرة لمشاهدته حینها من قبل الشهود، كما یفید ابن عمه الطبیب (ت – ب ) .

 المختطف الضحیة/ عبدالحكیم البركاني والمخفي قسراً یعد واحداً الإعلامیین البارزین من أبناء مدینة تعز المستقلین ومن أصحاب الرأي له العدید من المنشورات حول الأوضاع المأساویة التي مرت بها مدینة تعز من خلال الكتابة ونشر آرائه في مواقع التواصل الاجتماعي.

الفدیة المالیة:

الضحیة (م – ع – ص ) معتقل سابق یبلغ من العمر 18 سنة تم اعتقاله في أحد شوارع مدینة تعز.

يقول الضحية: “تم اختطافي من أحد الشوارع في المدینة وإیداعي معتقل (مدرسة النهضة) التابع لحزب الإصلاح حیث قضیت عدة شهور في ذلك المعتقل وتم نقلي إلى معتقل (مبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة) حیث قضیت هناك ما تبقى من اعتقالي الذي دام تسعة أشهر ولم توجه لي أي تهمة”.

عن أسباب إطلاق سراحه بینما الآلاف من المعتقلین لا یعلم ذووهم شيئاً عنهم يؤكد أن خروجه من المعتقل كان بمقابل فدیة مالیة دفعها والده بلغت 600 ألف ریال یمني بعد أن تم تحذیره قبل إطلاق سراحه بأن لا يبلغ أي جهة كانت فیما یتعلق بعملیة اعتقاله وطریقة خروجه من المعتقل.

نماذج من عميات الاختطافات والاعتقالات:

 الضحیة (ع . س . ن ) معتقل سابق قال: “تم اعتقال احد أقاربي ووجهت له تهمة سب حزب الإصلاح وأنا أبدیت تضامني معه بكتابه منشور على صفحتي في الفیس بوك وبهذا التضامن خسرت عملي وتم احتجازي لدى میلیشیات الإصلاح لمدة سبعين یوماً “.

ويؤكد بالقول (ع . س . ن ) المعتقل السابق لدى الإصلاحیین: “في تاریخ 29/رمضان العام الماضي قبل سنه وشهرین من یومنا هذا الموافق 27/8/2017م (يوم تاريخ المقابلة) جاء إلى مقر عملي في شارع جمال (حارة القریشة) مجموعة من المسلحین قالوا لي تعال معنا إلى قسم الشرطة في مدة اقصاها خمس دقائق وثم ستعود إلى مقر عملك ، فذهبت معهم وأخذوني فوراً إلى معتقل (مدرسة النهضة ) وادَّعوا بأني أعطي المیلیشیات الحوثیة الإحداثیات  وبأني مصحح ضربات الأسلحة الثقیلة كسلاح الهاوزر والكاتیوشا لصالح الحوثي”.

يضيف: “في حقیقة الأمر فإن تلك التهم كانت ملفقة وغیر صحیحة وغیر منطقیة وأنا مدني لا أفهم إلا في البیع والشراء في المواد الغذائیة ولم أكن عسكریا في یوم من الأیام ، وكل ما في الأمر هو كتابتي لمنشور أبدیت رغبتي فیه بالتضامن مع (قریبي) فقط ، وبعد إطلاق سراح (ع – س – ن ) غادر مدینة تعز على الفور للعیش بعیدا عنها قائلاً لن أعود إلیها حتى تنتهي مظاهر الفوضى والاستبداد والمظالم”.

تفاصیل عملیة اختطاف وإخفاء الناشط الحقوقي أیوب الصالحي:

فارس الصالحي – شقیق الضحیة – قال في شهادته لمنظمة حق: “في یوم الأحد الموافق 2016/6/12 تم اختطاف أیوب شاهر سیف الصالحي البالغ من العمر (40سنة) من حارة ” القرشي” الشارع المتفرع من شارع جمال مع سیارته ” دباب صغیر نوع كیا مودیل2002 ،أزرق اللون، فتش، یحمل لوحة “رقم 27251 ” ویعتبر مربع الحادث تابع للمقاومة الشعبیة”.

ويؤكد “في یوم الجمعة الموافق 2016/7/29 م شوهد دباب المختطف أیوب الصالحي في ساحة الحریة تتجول به جماعة مسلحة قادمة من اتجاه مدرسة النهضة “التي تتخذها أحدى فصائل المقاومة الشعبیة معتقل وسجن لها” .

ويشير بالقول: “عندما تحدث أحد المسلحین مع أحد أصدقاء المختطف أیوب في الساحة تبین لهذا الصدیق أن المسلحین الذین كانوا على متن الدباب التابع للمختطف أیوب الصالحي من شرعب المخلاف”.

في یوم السبت الموافق 2016/7/30م وجد دباب المختطف أیوب الصالحي في الورشة التي أمام معهد المعلمین أسفل ساحة الحریة، وتم إبلاغ حزب الإصلاح باعتباره سلطة الامر الواقع وكذلك تم إبلاغ إدارة الأمن بالمحافظة بتواجد الدباب الخاص بالمختطف أیوب الصالحي أمام احدالورش المجاورة لمعهد المعلمین أسفل ساحة الحریة، حیث قام القیادي في حزب الإصلاح ضیاء الحق السامعي بإبلاغ المسؤول الأمني الموجود في ساحة الحریة الأخ /نبیل الكدهي بالتوجه إلى مكان تواجد الدباب، وقد توجه الكدهي إلى مكان تواجد الدباب في الورشة وبعد أن تم التعرف على الدباب بحضور أقارب أیوب الصالحي، وأكد نبیل الكدهي بأن الدباب أصبح تحت الحراسة الأمنیة و مسئولیة أمن المنطقة التي تشمل ساحة الحریة.

ويزيد قائلاً “قام مدیر أمن تعز العقید محمود المغبشي بتكلیف مدیر قسم شرطة ” الشماسي” بالنزول إلى موقع تواجد الدباب ” وهي الورشة المذكورة أعلاه ” وأكد مدیر قسم شرطة ” الشماسي” لأقارب المختطف أیوب الصالحي بأن الدباب أصبح تحت الحراسة الأمنیة و مسؤولیته “.

ويلفت بالقول: “في یوم الأحد الموافق 2016/7/31م عاد الأشخاص المسلحین وأخذوا الدباب مرة أخرى من الورشة ،ويقول “في یوم الجمعة 2016/8/5م وصلنا بلاغ من أحد أصدقاء المختطف أیوب “وهو سائق دباب” یؤكد انه شاهد دباب المختطف أیوب الصالحي یوم الجمعة 2016/7/29م وقد حدد وقت المشاهدة قبل المغرب ولكنه لم یتمكن من الإبلاغ في حینه بسبب عدم توفر أي رقم هاتف لأصدقا ء وأقارب المختطف أیوب لدیه”.

ويؤكد أيضاً أنه في یوم 2016/8/9م نزل شقیق المختطف أیوب الصالحي إلى مدرسة النهضة ” المعتقل ” یسأل عن أخیه وجد هناك حراسة البوابة وسألهم عن شقیقه السجین، طالبا منهم السماح له بزیارته وذكر لهم اسمه الكامل فردوا علیه : علیك أن تحضر أمر من المكتب التنفیذي للتجمع الیمني للإصلاح حتى یتم السماح لك بالزیارة، مؤكدین له بانهم لا علاقة لهم بمن في الداخل، ومكلفین فقط بحراسة البوابة.

وقبل ذلك أیضا بأسبوع يقول نزل أحد أقارب المختطف أیوب الصالحي إلى مدرسة النهضة ” المعتقل” وسأل الحراسة عن أیوب وقال : بأنه وجد شخص یدعى عبده بجاش قال له: أیوب كان مسجون عندنا وقد خرج الیوم وسیارته ” الدباب ” موجود في ساحة الحریة.

يضيف “في 4 ینایر 2017 م وبعد مفاوضات حثیثة مع الخاطفین كان سیتم إطلاق سراحه لكنها باءت بالفشل وتراجع الخاطفون عن إطلاق سراحه یدخل الشهر التاسع ولا یزال المخفي/ أیوب الصالحي مغیب ومختطف ورهین الاعتقال التعسفي ..دون ان تحرك أي جهة أمنیة أو إدارة او سلطة الأمر الواقع لمعرفة  مصیره حتى منظمات حقوق الإنسان واللجنة الوطنیة وغیرها لم تتحرك في اتجاه إطلاق سراحه “.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى