تنمية مهاراتك: كيفية إعداد نفسك للنجاح في سوق العمل في المستقبل؟

هل تسعى لأن تكون شخصًا لا غنى عنه لدى صاحب العمل في المستقبل؟ هل تحلم بتحقيق ثروة من المال في وقت سريع وقصير؟ حتى تصل إلى هذه النتيجة تحتاج إلى إتقان مهارة محددة ومعينة لا تتوافر لغيرك من الأشخاص في ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها سوق العمل، فالمهارة تحتاج إلى تنمية وتطوير، والسوق الوظيفي يبحث دائمًا عن صاحب المهارة الأفضل والأكثر قربًا من التغييرات التي يحتاجها في خضم هذا التطور الهائل والسريع.
يقدم موقع ” forbes-com ” الإجابة عن مجموعة من التساؤلات المهمة، والتي يمكن تلخيصها في الآتي: ماهي المهارات والكفاءات التي يحتاجها الجميع لتحقيق النجاح في هذا العالم الرقمي؟ وكيف تؤثر التكنولوجيا على طبيعة المهارات التي يجب أن تمتلكها للمنافسة في خضم هذا التغيير؟ وهل تنمية المهارات الشخصية سيجعلك مؤهلا للتفوق على الآلات الصناعية المنافسة لك في مجال العمل؟

مهارات في طريقها للازدهار في سوق العمل

يسعى العديد من الأشخاص إلى تطور مهاراتهم وقدراتهم بشكل دائم ومستمر كي يحافظوا على مكانتهم في سوق العمل في خضم المنافسة الشديدة، وحتى لا يفقدوا المهن والوظائف التي ينتمون إليها؛ يجتهد العديد منهم إلى تطوير مهارات التواصل، المرونة، القدرة على تقبل التغيير والتأقلم، تحليل البيانات، التعامل مع الذكاء الاصطناعي وغيرها من التنقنيات والمهارات الأساسية للباحثين عن النجاح في هذا العصر، وأهمها:

مهارات العالم الحديث

ارتباط نجاح الأفراد في العالم الرقمي بمدى فهم تأثير التكنولوجيا الحديثة على عالمنا. المصدر: freepik

يتحدث الكاتب ” برنارد مار” في كتابه “مهارات المستقبل: المهارات والكفاءات العشرون التي يحتاجها الجميع للنجاح في عالم رقمي” عن أهمية فهم الأشخاص إلى أن تحقيق النجاح في العالم الرقمي يرتبط بشكل أساسي فهم مدى تأثير التكنولوجيا الحديثة على عالمنا، وكيفية حدوث هذا التأثير. لذلك يشير إلى حاجة البشر بشكل ملح وضروري لتنمية المهارات الشخصية الخاصة؛ حتى لا تتمكن الآلات الصناعية الحديثة والأدوات التكنولوجية من منافسته، والعمل على ما لا تسطيع الآلات القيام به. ويلخص أبرز هذه المهارات الشخصية الخاصة؛ مهارات التواصل، المرونة العقلية، بناء العلاقات، العمل الجماعي ومهارات تقنية أخرى لن تكون الآلات على مقدرة لمنافسة البشر من خلالها.

محو الأمية الرقمية

تُعد المعرفة الرقمية من أهم الأدوات المنافسة في العصر الحديث؛ حيث تشمل: مهارات التعلم والعمل والتنقل في الحياة اليومية للعالم الرقمي المحيط بنا. وتتضمن هذه المهارات القدرة على استخدام الأجهزة والبرامج والتطبيقات التكنولوجية بأمان وثقة وحذر.
وقد يتمكن مجموعة من الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات حديثة ومتطورة ومطلعة في مجال المعرفة الرقمية من تحقيق التواصل والتعاون بسهولة مع الآخرين في العمل من خلال استخدام الأدوات الرقمية الحديثة، ومواكبة التقنيات الجديدة المتغيررة باستمرار وفهم كيفية تأثيرها على وظائفهم وأعمالهم.

مهارة معرفة وتحليل البيانات

تُشكل البيانات لدى معظم الشركات العالمية الكبيرة واحدة من أهم المعارف التجارية قيمة وأكثرها أهمية، فالمؤسسات والشركات الحديثة تسعى بشكل متواصل إلى توظيف الأشخاص القادرين على أخذ البيانات واستخدامها بفعالية في سوق العمل الحديث.
حيث أن معرفة البيانات والقدرة على الوصول إليها في المكان والزمان المناسبين ضروريان للعمل، وإلى أداء الموظف لرفع منسوب الثقة به وبمهارته على توظيف تلك البيانات لصالح الشركة؛ فالمعرفة الأولى على قراءة وكتابة تلك البيانات سيعطيك القدرة أيضًا على التشكيك في سلامة وصحة أي البيانات التي ستعمل بها بدلاً من مجرد اتباع المعلومات المقدمة لك بشكل غير مهني وفوضوي.

التفكير النقدي والتحليلي

القدرة على تحليل القضايا والمواقف والمعلومات بناءً على الأدلة. المصدر: freepik

يمتاز العصر الحديث في الآونة الأخيرة بالعديد من الأخبار المزيفة، وفقاعات وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الترويج المكثف للمعلومات المغلوطة وغير الدقيقة في بعض الأحيان على المواقع المختلفة ضمن الوسائل الحديثة المتاحة، الأمر الذي يحتم على الأفراد الباحثين عن مكانة متميزة في العمل وثابته؛ أن يحتل التفكير النقدي والتحليلي أعلى قائمة المهارات الأكثر أهمية والتي يجب تنميتها لتحقيق النجاح.
إن التفكير النقدي يرمز في أساسه إلى القدرة على تحليل القضايا والمواقف والمعلومات بناءً على الأدلة بدلاً من الإشاعات أو الآراء الشخصية أو التحيزات التي يتم الترويج لها أو تصديرها من قبل البعض. فممارسة التفكير التحليلي النقدي، سيعطيك القدرة على التشكيك في صحة الأدلة ومعرفة ما هو صحيح وما هو غير صحيح في مجموعة متنوعة من المواقف.

وفي النهاية، هل تساءلت يومًا كيف استطاع الآخرون حصد هذا النجاح، وهذه المكانة المتميزة والرفيعة بالعمل؟ ستكون تلك المهارات السابقة بالإضافة إلى الإبداع، التعاون، المرونة، القيادية، وإدارة الوقت، الفضول والتعلم المستمر، إحدى أكثر المهارات المرغوبة في مكان العمل، والتي ستساعدك على النجاح والتقدم والمنافسة والاستمراية في بيئة العمل لدى العالم الرقمي الحديث، إن المنافسة اليوم لا تقتصر على البشر فقط.. بل باتت أيضًا بينك وبين الآلات التكنولوجية الحديثة، كن مستعدًا لذلك وتسلح بالمهارات المطلوبة للاستمرار.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى