تستعد السعودية للسيطرة على أغلبية في مطار هيثرو، المطار الرئيسي في المملكة المتحدة، إذ يوشك العديد من المساهمين على قبول عرض سخي من تحالف يقوده صندوق الاستمارات العامة، وهو الصندوق السيادي في الدولة الخليجية الغنية بالنفط، بحسب صحيفة “ذا تايمز” البريطانية (The times).
الصحيفة لفتت، في تقرير ترجمه “الخليج الجديد”، إلى أن الصندوق السعودي وشركة “أرديان” الاستثمارية (Ardian) أبرما في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي صفقة لشراء حصة شركة “فيروفيال” (Ferrovial) الإسبانية البالغة 25% مقابل 2.4 مليار جنيه إسترليني.
ويستحوذ الصندوق السعودي في هذه الصفقة على 10% في “أف جي بي توبكو”، وهي الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن، في حين ستحصل على الـ15% المتبقية “أرديان”، وهي شركة استثمارات عالمية متخصصة في البنية التحتية.
وتابعت الصحيفة: والآن، يوجد مساهم واحد آخر على الأقل على وشك البيع، في حين من المتوقع أن يحذو مستثمرون آخرون حذوه، بعد إغراء ما يُنظر إليه على أنه سعر مرتفع بشكل غير عادي من السعوديين.
ومن بين المساهمين المتبقين في المطار: جهاز قطر للاستثمار (صندوق سيادي) بنسبة 20%، وصندوق الثروة السيادية في سنغافورة، وصندوق التقاعد الأسترالي، ويمتلك كل منهما 11.2%.
وبموجب اتفاقية المساهمين في مطار هيثرو، يحق لهم جعل التحالف السعودي يشتري أسهمهم بنفس تقييم صفقة “فيروفيال”، الذي يقدر قيمة مطار هيثرو بحوالي 9.5 مليار جنيه إسترليني، وهو تقييم سخي.
وقالت شخصيات في الصناعة إنه في حين أن صناديق الثروة السيادية في الصين وقطر وسنغافورة قد تختار الاحتفاظ بحصصها، فمن المرجح أن يبيع المستثمرون الآخرون. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى سيطرة التحالف السعودي على نحو 60% من المطار.
وسنويا، يخدم المطار نحو 80 مليون مسافر، وتنطلق منه رحلات إلى أكثر من 180 وجهة في أنحاء العالم، وحقق العام الماضي خسارة بقيمة 684 مليون جنيه إسترليني، مقارنة بخسارة حوالي 1.3 مليار جنيه إسترليني في عام 2021.
نفوذ سعودي
وتأتي سيطرة السعودية المحتملة على جزء مهم من البنية التحتية في المملكة المتحدة وسط مخاوف بشأن التأثير المتزايد لمستثمري الشرق الأوسط على الأصول البريطانية الرئيسية، وفقا للصحيفة.
وأشارت إلى أن الحكومة بدأت تحقيقا في عملية استحواذ شركة مدعومة من الإمارات على مجموعة “Telegraph Media Group”، التي تمتلك صحيفة “تليجراف” ذات الميول اليمينية ومجلة “إسبيكتاتور” (Spectator).
كما واجه صندوق الاستثمارات العامة السعودي تدقيقا بشأن استحواذه على نادي “نيوكاسل يونايتد” لكرة القدم الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحركه للسيطرة على لعبة الجولف الاحترافية من خلال دمج جولة “ليف جولف” (LIV Golf) المدعومة سعوديا مع الجولة الأوروبية من رابطة لاعبي الجولف المحترفين “بي جي إيه” (PGA).
وقبل أيام، سعت مصادر قريبة من الصندوق السعودي إلى التقليل من النفوذ السعودي، بالقول إن الصندوق و”أرديان” يمتلكان حصتين بشكل منفصل وسيتم إدارتهما بشكل مستقل، لكنهم أقروا بأن الصندوق هو أيضا مستثمر شريك محدود في “أرديان”، بحسب الصحيفة.
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي أصولا تزيد قيمتها عن 700 مليار دولار، وهو أحد أنشط صناديق الثروة السيادية في العالم، إذ يستثمر في كل شيء تقريبا بدءًا من السيارات الكهربائية وحتى تكنولوجيا الألعاب والجولف.
وضمن رؤية السعودية 2030 التنموية، تضخ الرياض استثمارات في قطاعات عديدة، بهدف توسيع وتنويع اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات؛ في ظل تقلبات أسعاره وتحول العالم نحو الطاقة المتجددة غير الملوثة للبيئة.
متابعات