الاستلقاء أم الجلوس.. أي الوضعيتين أفضل لصحة الجسم؟

يوصي العلماء بالحصول على قسط كاف من النوم بدلا من الجلوس. وتقول إحدى توصيات الأطباء الكلاسيكيين “الجلوس خير من الوقوف، والاستلقاء خير من الجلوس، وإذا كنت مستلقيا فنم”. ويلتزم بتلك التوصية الذين يجلسون على “الكراسي الهزازة” لأسباب توفير الطاقة. ويرى الأطباء أنه يمكن أيضا الحفاظ على الصحة من خلال إدخال تنوع في نمط الحياة المستقر (الجلوس)، المعتاد والضار.

وتوصل علماء الأوبئة من كلية “لندن” الجامعية إلى استنتاجات قد تبدو مثيرة للجدل للكثيرين في ما يسمى بـ”الدراسة المتقاطعة”. وقاموا بتحليل النتائج التي حصل عليها زملاؤهم خلال تجارب عديدة شملت ما يزيد عن 15 ألف شخص. وكان العلماء يبحثون عن كل شيء مفيد لنظام القلب والأوعية الدموية، ويحددون الأكثر فائدة منها، بمعنى إجراءات معينة، أو حتى الأوضاع التي يتخذها الناس طوال اليوم.

وقام الباحثون في نهاية المطاف بإعداد نوع من التصنيف، وهو “من المفيد إلى الضار”، فقدموا توصياتهم في مجلة القلب الأوروبية.

وتفيد البيانات التي استند إليها التصنيف بأن الاستلقاء والنوم أكثر صحة من الجلوس، وخاصة عند مشاهدة التلفاز.

وقال جو بلودجيت، كبير الباحثين والمشرف على الدراسة، “يمكنك أن تفيد صحتك إلى حد بعيد من خلال التناوب بين الجلوس والنشاط المعتدل أو الزائد”. ويمكن أن يكون ذلك بالجري أو المشي السريع أو صعود السلالم، وأي نشاط يرفع معدل ضربات القلب ويجعلك تتنفس بشكل أسرع، ولو لمدة دقيقة أو دقيقتين.

تفيد البيانات التي استند إليها التصنيف بأن الاستلقاء والنوم أكثر صحة من الجلوس، وخاصة عند مشاهدة التلفاز

وتوصل علماء من بريطانيا وأستراليا إلى أن مجرد الوقوف أو النوم أفضل لصحة القلب من الجلوس.

ووجد الباحثون أن استبدال الجلوس ببضع دقائق فقط من التمارين المعتدلة يوميا يمكن أن يحسن صحة القلب، وحتى الأنشطة الخفيفة مثل الوقوف أو النوم كانت أفضل من جلوس المرء خاملا.

وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات في جميع أنحاء العالم. وقد ارتفع العبء العالمي لهذه الأمراض على مدى العقود الثلاثة الماضية، مع زيادة الوفيات السنوية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية من 12.1 مليونا إلى 18.6 مليونا، في حين تضاعفت الوفيات المرتبطة بالسكري، الذي يزيد خطر أمراض القلب أيضا إلى 1.25 مليون.

وتوصل الباحثون إلى أن ممارسة النشاط البدني المكثف (لمدة 4 دقائق فقط يوميا) يمكن أن تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.

وأعقب ذلك نشاط خفيف الشدة ثم الوقوف والنوم مقارنة بالجلوس. ومع ذلك، كلما انخفضت شدة النشاط استغرق وقتا أطول للحصول على فائدة.

وقال الباحث الدكتور جو بلودجيت، المؤلف الأول للدراسة وزميل باحث بمعهد الرياضة بجامعة كوليدج لندن، إن أفضل نشاط يمكن القيام به للقلب هو النشاط المعتدل إلى القوي، يليه 3 من الأنشطة اليومية الشائعة: النشاط البدني الخفيف، الوقوف والنوم، أما الجلوس خاملا فهو الأكثر ضررا.

وأفاد بلودجيت بضرورة تناول الوجبات الخفيفة أثناء مشاهدة التلفزيون تجنبا للتأثير السلبي للجلوس الذي يسبب السمنة.

وهذا يعني أن الجلوس خاملا عادة يكون مصحوبا بأنشطة غير صحية، مثل تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية، التدخين، تناول المشروبات السكرية. في المقابل لا يقوم الشخص أثناء النوم بأي من هذه السلوكيات.

كما أن النوم مفيد لصحة القلب، وقلة النوم مشكلة كبيرة تواجه الكثيرين. لذلك حصول الشخص على قسط واف من النوم ينعكس إيجابيا على صحة القلب لديه.

مع ذلك، يؤكد الباحثون أن أفضل سلوك هو النشاط البدني القوي. إذ وجدوا أن استبدال 30 دقيقة من الجلوس أو الوقوف أو النوم أو النشاط البدني الخفيف بنشاط بدني متوسط إلى قوي أدى إلى انخفاض في مؤشر كتلة الجسم.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى