تتمتع الغواصة الأميركية من فئة “أوهايو” التي تعمل بالطاقة النووية بمزايا هجومية فريدة، تجعلها قادرة على ردع الخصوم في مناطق العمليات.
والغواصة، التي أعلنت القيادة المركزية الأميركية، الأحد، وصولها إلى منطقة العمليات في الشرق الأوسط، تستطيع إطلاق النيران بسرعة ومدى كبيرين، وفق مسؤولين أميركيين.
ولم يذكر منشور للقيادة المركزية الأميركية على وسائل التواصل الاجتماعي اسم الغواصة، لكن البحرية الأميركية لديها 4 غواصات صاروخية موجهة من طراز أوهايو (SSGNs)، وهي غواصات صواريخ باليستية سابقة تم تحويلها لإطلاق صواريخ كروز توماهوك، بدلا من الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية.
وتظهر الصورة المنشورة مع الإعلان الأميركي الغواصة في قناة السويس شمال شرق القاهرة.
وتوضح “سي أن أن” أنه نادرا ما يعلن الجيش الأميركي عن تحركات أو عمليات أسطوله من الغواصات الباليستية والصواريخ الموجهة، إذ تخضع السفن التي تعمل بالطاقة النووية للسرية باعتبارها جزءا من الثالوث النووي الأميركي، بجانب صوامع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقاذفات الاستراتيجية.
وتأتي الغواصات من فئة أوهايو في نوعين مختلفين يحملان إما صواريخ موجهة مثل صاروخ توماهوك، أو تلك التي تحمل صواريخ باليستية ذات قدرة نووية. وكان لدى الجيش الأميركي 18 غواصة تحمل صواريخ باليسيتية قبل أن يحول 4 منها إلى غواصات صواريخ موجهة (SSGNs).
وبعد المراجعة النووية، في عام 1994، تقرر أن الولايات المتحدة تحتاج إلى 14 فقط من أصل 18 من غواصات الصواريخ التي تحمل صواريخ نووية لتلبية احتياجات القوة الاستراتيجية للبلاد. وحولت الولايات المتحدة أربع غواصات إلى منصات هجوم تقليدي، ومنصات لقوات العمليات الخاصة، وأشرفت على هذا التحويل شركة “جنرال دايناميكس”.
والغواصات الأربع هي “يو أس أس ميشيغان” “بو أس أس أوهايو” و”يو أس أس فلوريدا” و”يوس أس أس جورجيا”.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت آخر مرة علنا عن نشر غواصة باليستية في يوليو، عندما نشرت “يو أس أس كنتاكي” في كوريا الجنوبية، في أول انتشار لغواصة أميركية ذات قدرة نووية منذ 42 عاما، وفق موقع “ستارز آند سترايبس” التابع للجيش الأميركي.
ويمكن لغواصة باليستية من هذا الطراز أن تحمل ما يصل إلى 20 صاروخا باليستيا يصل مداها إلى 6400 كيلومتر. وغواصة الصواريخ الموجهة تستطيع حمل ما يصل إلى 154 صاروخ توماهوك، بمدى يصل إلى 1600 كيلومتر.
ويبلغ طول الغواصة الموجهة 171 سنتيمترا، وتسير بسرعة 37 كيومترا في الساعة، ويتألف طاقمها من 15 ضابطا و144 مجندا.
وهي، وفق موقع “ميليتاري”، تتمتع بقدرات “غير مسبوقة في توجيه الضربات والعمليات الخاصة، إذ أنها مسلحة بصواريخ تكتيكية ومجهزة بقدرات اتصالات فائقة”.
وهذه القدرة على حمل صواريخ توماهوك تفوق، بمعدل 50 في المئة، قدرة مجموعة مدمرات الصواريخ الموجهة الأميركية، وما يقرب من أربعة أضعاف ما تتسلح به أحدث الغواصات الهجومية التابعة للبحرية الأميركية.
ويمكن لصاروخ توماهوك أن يحمل رأسا حربيا شديد الانفجار، يصل وزنه إلى 454 كيلوغراما.
وتستطيع أن تستوعب تخزين معدات قوات العمليات الخاصة، والمواد الغذائية، والمواد الاستهلاكية الأخرى، مما يزيد قدرة الغواصات على البقاء في العمل.
وتتمتع هذه الغواصات أيضا بالقدرة على حمل ما يصل إلى 66 فردا من قوات العمليات الخاصة في وقت واحد.
وقال كارل شوستر، مدير العمليات السابق في مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، لشبكة “سي أن أن”: “يمكن لغواصات SSGN إطلاق الكثير من القوة النارية بسرعة كبيرة”.
وأضاف: “154 صاروخ توماهوك تطلق بدقة الكثير من الضربات. ولا يمكن لأي خصم للولايات المتحدة أن يتجاهل هذا التهديد”.
وظهرت قوة غواصات الصواريخ الموجهة في مارس 2011، عندما أطلقت الغواصة “يو أس أس فلوريدا” نحو 100 صاروخ توماهوك على أهداف في ليبيا.
وفي أبريل الماضي، أعلنت البحرية أن الغواصة “يو أس أس فلوريدا” كانت ضمن غواصتين اثنتين من غواصات SSGN في الشرق الأوسط، وفق “سي أن أن”.
وفي يونيو، أعلنت البحرية عن نشر “يو أس أس ميشيغان” في كوريا الجنوبية، لإظهار لالتزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
رسالة ردع
ويعد الإعلان الأخير للجيش الأميركي رسالة ردع واضحة موجهة لإيران ووكلائها في المنطقة، إذ أنها سوف تنضم إلى عدد من أصول البحرية الأميركية الأخرى الموجودة بالفعل في المنطقة، بما في ذلك مجموعتان من حاملات الطائرات ومجموعة برمائية، وفق “سي أن أن”.
متابعات