من المُتعارف عليه أن الخزينة تشير إلى المكان الذي تجمع فيه النقود، لكن التعريف الأخير عائد إلى نطاق شخصي أكثر سلاسة من نطاق المنظمات والدول أيضًا. في السطور الآتية، شروح عن ماهية خزينة الدولة وكل من الموازنة والميزانية، بحسب الدكتور محمد مكني، أستاذ المالية والاستثمار في كلية الأعمال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ماهية خزينة الدولة؟
بحسب شروح الدكتور محمد مكني ,فإن “خزينة الدولة جهة تقوم بمهام جمع أموال الدولة أو هي باختصار صندوق الدولة”، موضحًا أنه “في المملكة العربية السعودية، وزارة المال مخولة ومسؤولة عن الإيرادات والإنفاق من خلال إعداد الموازنات التقديرية وإصدار الميزانية السنوية للدولة. تشتمل المهام المالية التي تقوم بها الوزارة المذكورة، على: إعداد معدلات الدين العام للدولة، يعني كم نسبة الدين العام للدولة نسبة للناتج المحلي، علمًا أن الدين قد يكون داخليًّا أو خارجيًّا. كلما كانت نسبة الدين العام أقل من الناتج المحلي يعني أن هناك مجال أكبر للاستدانة في المشاريع المستقبلية”.
فروق بين الموازنة والميزانية
عن الفروق بين الموازنة والميزانية، يتحدث الدكتور مكني، فيقول إن “الموازنة أرقام تقديرية تقوم الدولة بوضعها للأعوام المقبلة، بينما الميزانية أرقام فعلية تحققت في الميزانية العامة للدولة خلال فترة محددة ممثلة في نهاية الفترة الحالية”، مُضيفًا أن “الميزانية العامة تُعلن في نهاية العام وتحديدًا في ديسمبر، كما أنّ الأرقام الواردة فيها تنقسم إلى قسمين رئيسين، هما: الإيرادات والنفقات”. ويشرح أن “الإيرادات تأتي من الدخل الضريبي الذي حققته الدولة من الضرائب والإيرادات غير الضريبية هي التي حققتها الدولة من أمور استثمارية أو غيرها، وكانت بالنسبة لها إيرادات”، موضّحًا أنه “في السعودية، هناك أيضًا الإيرادات النفطية الواردة من النفظ وغير النفطية الواردة من قطاعات أخرى”. ويزيد، قائلًا إن “النفقات، بدورها، تنقسم إلى: أساسية (نفقات رأسمالية عن الأمور التنموية للدولة أي النفقات على المشاريع الكبرى والبنى التحتية وعلى أمور أخرى وجارية (متكررة، مثل: الرواتب والأجور والكهرباء والمياه وغيرها)”، مضيفًا أنه “إذا أصدرت الدولة الميزانية، فهناك إما فائض أو عجز؛ يعني الفائض تفوق الإيرادات على النفقات، على النقيض من العجز”.
عمليات ترشيد الإنفاق
يغوص الدكتور مكني في أمر الميزانية، قائلًا إن الدول حريصة أن تحقق فوائض، الأمر الذي يعكس جودة ميزانيتها وحسن تدبيرها في عمليات الإنفاق، والدول أكثر حرصًا راهنًا، على ما يُسمى بترشيد الإنفاق؛ عند إعداد الموازنة، توضع أرقام تقديريّة، بناء على إرسال وزارة المال الطلب إلى الجهات الحكومية والمؤسسات والهيئات التابعة للدولة تجهيز موازنتها للعام المقبل، بمعنى تحديد كم الإنقاق من رواتب وعدد الموظفين والمبالغ المخصصة للاستثمار، وكم الإيرادات المتوقعة. في الوقت عينه، تُخبر وزارة المال الجهات والمؤسسات والهيئات بتحديد السقف والحد الأعلى للإنفاق، لتقوم الجهات الحكومية المختلفة بعمل موازنتها وإرسالها لوزارة المال، علمًا أنه يقوم بعض من تلك الجهات بتجاوز السقف المسموح له به والمناقشة مع الوزارة. في هذا الإطار، السقف الذي تضعه وزارة المال يهدف إلى الترشيد في الإنقاق.