سلاف فواخرجي: «سلمى» يرصد واقع المرأة السورية

تحظى النجمة السورية، سولاف فواخرجي، بمكانة خاصة لدى الجمهور العربي، والمصري تحديداً، بعدما قدمت في مصر تجارب عدة، ناجحة وقوية منها مسلسلا «أسمهان»، و«كليوباترا»، كما تعتبر فيلم «حليم» من أجمل تجاربها الفنية مع المخرج شريف عرفة، وتم تكريمها منذ أسابيع في الدورة الأولى لمهرجان الغردقة لسينما الشباب، ما أسعدها كثيراً، وهي التي غابت عن الدراما المصرية في السنوات الأخيرة، لأنها تحب أن تكون مؤثرة دائماً وتنحاز لتقديم عمل له قيمة وشخصية جديدة، مختلفة ولديها في سوريا تجارب جديدة بين السينما والتلفزيون تتحدث عنها في هذا اللقاء معها.

أكدت سلاف فواخرجي سعادتها الكبيرة بتكريمها في الدورة الأولى لمهرجان الغردقة لسينما الشباب، وقالت: هذا التكريم تقدير لمشواري، وفخر لي، ولبلدي سوريا، ولعائلتي، وكنت في قمة السعادة عندما تسلمت درع التكريم من النجم حسين فهمي الذي تجمعني به صداقة كبيرة، فقد شاركته بطولة مسلسل «خط ساخن»، منذ سنوات قليلة، واستمتعت بالتجربة معه، ومع المخرج حسني صالح الذي أقنعني بالعمل، وحسين فهمي نجم كبير له مكانته عندي، وهو يدعوني دائماً لحضور فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعن أهمية المهرجانات تقول سلاف: هي مناسبات ثقافية مهمة لتبادل الخبرات وتصنع حالة من الحوار لتوسعة الأفق وفرصة لمزيد من التعلم والوعي، ودائماً أرحّب بدعم الشباب لأنهم المستقبل.

وعن قلة حضورها في الساحة الفنية في مصر تحديداً، في الفترة الأخيرة، تقول: لمصر مكانة خاصة عندي، وأحب العمل فيها، ومع مبدعيها الذين يدعمونني دائماً، ويرحبون بي، وهناك تواصل دائم معهم، ولم أنقطع عن ساحة الإبداع في مصر، لكني اخترت أن يكون تركيزي على العمل في بلدي سوريا دعماً لها في ظروفها الصعبة حتى تكون الرسالة أن سوريا ستظل قوية وحاضرة وحيّة. وأحب عندما أقدم عملاً جديداً للجمهور المصري أن يكون على درجة عالية من القيمة والجودة، لأن تجاربي معه كانت قوية وعظيمة في مشواري، بداية من مسلسل «أسمهان» الذي حقق لي مكانة عظيمة في نفوس الجمهور المصري، كذلك مسلسل «كليوباترا» الذي أعتبره خطوة مهمة في مشواري، كذلك عرّفني جمهور السينما المصرية في فيلم «حليم» مع الراحل الكبير أحمد زكي، والمخرج المبدع شريف عرفة، وقدمت تجربة سينمائية مهمة في مصر أيضاً خلال فيلم «ليلة البيبي دول»، مع الراحل محمود عبدالعزيز ونور الشريف وجمال سليمان، وغيرهم، وكان تجربة رائعة وأنا أعتز بتلك التجارب كثيراً.

قيمة وبصمة

* هل لديك شروط محددة في اختياراتك الفنية في تلك المرحلة؟

– كنت أحرص على تقديم شخصيات قوية لها قيمة ومؤثرة تظل في تاريخي ورصيدي علامة أفخر بها، وأنا أتعامل مع التمثيل باعتباره عشقاً وشغفاً، وأحترم شخصياتي وأستعد لها جيداً، وأجتهد فيها كثيراً، ولا أحب التكرار، أو الاستسهال، وأميل للأدوار والتركيبات التي تكون قريبة من الناس، فشخصياتي دائماً تكون جزءاً من روحي وكياني وأتفاعل معها كثيراً.

* ارتبط اسمك في مصر بالشخصيات التاريخية وأعمال السيرة الذاتية.. هل تنحازين لهذا الخط؟

– هذا كان بسبب مسلسلي «أسمهان» و«كليوباترا»، وأنا بالفعل أحب تلك النوعية من الأعمال، وأحب أن يرتبط اسمي بنماذج عظيمة في التاريخ، وهي تجارب صعبة وتحتاج لجهد وتركيز ودراسة، وأنا أعشق المغامرة في الفن دائماً.

* هل يعني ذلك أنك تنحازين للأعمال الفنية ذات القيمة على حساب الأعمال الخفيفة الجماهيرية؟

– أنحاز للقيمة والتأثير والعمل الذي أجد فيه مضموناً جديداً وقوياً، ويمكن أن يكون ذلك في إطار عمل خفيف ومسلّ وجماهيري، كما حدث في مسلسل «شارع شيكاغو»، الذي حقق نجاحاً كبيراً، وليس معنى ميلي لتقديم الأعمال الصعبة والقوية أنها لا تنجح مع الجمهور، فمعظم أعمالي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ونالت حب الجمهور والنقاد أيضاً.

* هل ما زلت في حاجة لخبرات جديدة وقد خضت تجربة الإخراج أيضاً؟

– لديّ دائماً شغف بالتعلم وتطوير الذات واكتساب خبرات جديدة وفي مجالات مختلفة، فأنا أعشق الكتابة وأحب دراسة الآثار وأستعد لمناقشة رسالة الماجستير في علم الآثار كما أحب الرسم والنحت منذ صغري، وخضت تجربة الإخراج لأني أعشق المغامرة، وأعتبر نفسي فنانة صاحبة مشروع متكامل، وكان فيلمي الأول من إخراجي بعنوان «رسائل الكرز» بمثابة مولودي الأول، وقد نال عدة جوائز في مهرجانات مهمة، ولكن شغفي الأول بالتمثيل، وأحب أن أعمل مع فنانين ومخرجين أكتسب منهم خبرة جديدة، وأتعلم دائماً من كل تجاربي.

معاناة سورية

* ماذا ينتظر منك الجمهور في فيلمك الأخير «سلمى»؟

– هذا الفيلم سيكون مهما في أرشيف السينما السورية، وأنا متحمسة له كثيراً، لأنه يعكس معاناة المرأة السورية ويرصد بصدق واقعها الصعب في السنوات الأخيرة، وقد تحمست له لأنه مع مخرج مهم هو جو سعيد، الذي أستفيد وأتعلم من التجربة معه دائماً.

* تنحازين مؤخراً للأعمال التي بها معاناة وقضية مؤثرة.. ما تفسيرك؟

– ربما تأثراً بواقع بلدي سوريا، فأنا ابنة البيئة العربية، بكل مآسيها ومعاناتها، وابنة سوريا التي تعرضت لمأساة صعبة في السنوات الأخيرة، ومؤخراً تجد مأساة فلسطين وما يحدث في غزة من قتل للأطفال والنساء ودمار لكل شيء.

* لماذا لم يعرض مسلسلك الأخير «مال القبان» في شهر رمضان الماضي؟

– بدأنا تصوير المسلسل وكان مخططاً له أن يعرض في رمضان بالفعل لكنه تعطل لظروف خارجة عن إرادة الجميع، وهو مسلسل متميز مع بسام كوسا وحلا رجب وخالد القيشي، والتأليف لعلي وجيه ويامن حجلي، ويخرجه سيف الدين السبيعي، وألعب خلاله شخصية مختلفة استفزتني كممثلة.

* هل تشجعين ابنك «علي» على ممارسة فن التمثيل؟

– هو عاشق للتمثيل والعزف والرسم، وله تجارب بسيطة في التمثيل، ولكن شرطي دائماً أن يكمل دراسته الأكاديمية، مثله مثل شقيقه الأكبر «حمزة» الذي يدرس الطب، وهو يحب الفن أيضاً، ويمكن أن يمارسه بعد إنهاء دراسة الطب، أنا لست ضد الموهبة لكن باعتبارها هواية وشغفاً وحباً.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى