نجح مسلسل “صوت وصورة” في جذب شريحة كبيرة من محبي الأعمال الدرامية، وذلك يرجع إلى أكثر من سبب، أبرزها حبكته الدرامية التي تلمس قضايا من أرض الواقع، إلى جانب تطرُّقه لسلبيات الذكاء الاصطناعي؛ إضافة إلى أداء ممثليه المبهر، ومن بينهم: الفنانة ناردين فرج، والتي تظهر خلال أحداث هذا العمل بشخصية “ماجدة”، التي تعمل كمحامية، والتي لفتت الأنظار لها بسبب تقمصها الجيد للشخصية.. موقع «سيدتي» أجرى حواراً معها للتعرف أكثر على كواليس هذا المسلسل، وسبب مشاركتها به.. فإلى نص الحوار.
كيف استعدت ناردين فرج لدورها في مسلسل “صوت وصورة”
“ماجدة” المحامية شخصية جديدة على ناردين فرج، هل اعتبرت ذلك الأمر مجازفة أو فرصة للتغيير؟
شخصية “ماجدة” مختلفة تماماً عن الأدوار والشخصيات التي قدمتها من قبل في أعمالي السابقة؛ لذلك أعتبرها فرصة للتغيير بعد مشاركتي في مسلسل “الغرفة207″، كما أريد التنويه إلى أن هناك شخصية أخرى أقوم بها تحمل طابعاً ولوناً مختلفاً في مسلسل آخر، يحمل اسم “بين السطور”، وهو لم يُعرض حتى الآن؛ لذلك أريد في النهاية أن أوضح أنني لديّ رغبة في التنويع؛ حتى لا يضعني جمهور المشاهدين في قالب معين.
قبل تقديم شخصية “ماجدة” هل اطلعت على قضايا مماثلة لتلك التي تتواجد في المسلسل حتى تساعدك على تقمص شخصية المحامية؟
أريد توضيح عدة أشياء حول هذه النقطة، منها أنه قبل أن أقوم بتقديم شخصية “ماجدة”، تحدّث معي مخرج المسلسل محمود عبدالتواب، وطلب مني مشاهدة مسلسل أجنبي؛ حتى أعرف منه قبل تقمص دوري، أن شخصية المحامية يجب أن تكون صارمة طول الوقت، وليس لديها أيّ نوع من أنواع التعاطف.. مكملة: “بالنسبة لنا سلاح بلا أحاسيس”.
وبالفعل تفهّمت وجهة نظره في هذا الأمر؛ لذلك اخترت أن تكون طريقة ملابسها وتسريحة شعرها وأيضاً ألوان مستحضرات التجميل التي تستخدمها، متماشية تماماً مع صفات شخصيتها، وهى القوة والصرامة، وبالفعل كل هذه الإضافات أفادت شخصية “ماجدة”.
عقب ذلك استعنت بمدرب التمثيل الذي أتعاون معه في كل دور جديد يُعرض عليّ، وبدأت أتحدث معه عن شخصية “ماجدة”؛ بدايةً من تربيتها، والطريقة التي جعلتها بهذه الدرجة من القوة، ثم رسمنا لها أشياء ليس بالضرورة أن تكون جميعها متواجدة أو مكتوبة في سيناريو المسلسل، ولكن من الممكن أن تكون من وحي خيالنا؛ حتى تعطي لـ”ماجدة” الصرامة والقوة المطلوب ظهورها بها خلال أحداث المسلسل.
برأيك سر الانجذاب الكبير نحو “صوت وصورة” بالرغم من أن قصة التحرش التي يتناولها العمل عرضت من قبل في أكثر من مسلسل؟
أنا عن نفسي أشعر بحالة من السعادة، وفي نفس الوقت بدهشة، بسب هذا الانجذاب الشديد للمسلسل، ولكن أرى أن هناك عدة أمور ساهمت في حدوث هذا الانجذاب، وهي صوره الحلوة والكادرات المميزة التي ظهرت عليها المشاهد، وهنا أتذكر شيئاً أثناء أول يوم تصوير لمَشاهدي، وهو ما فعله مخرج المسلسل محمود عبدالتواب معي؛ حيث جعلني أطّلع على بعضٍ من المشاهد التي تم تصويرها، وفي حقيقة الأمر، وجدت صورة رائعة وكأنني أشاهد عملاً درامياً لإنتاج ضخم وكبير.
وهناك شيء آخر، وهو الاختلاف أو التوليفة التي تتواجد في فريق عمل مسلسل “صوت وصورة”؛ حيث نجد نجوماً كباراً مثل: الفنانة حنان مطاوع، ونجلاء بدر، والفنان وليد فواز، ومراد مكرم، وذلك مع ممثلين يقدّمون أدواراً جديدة عليهم، مثل الدور الذي أقدّمه، وشخصية المحامي التي يقدمها أيضاً الفنان صدقي صخر، والدور المختلف للفنان عمرو وهبة.. مكملة: “هذا الأمر يدفع المشاهد لرؤية حلقات المسلسل لمعرفة الشيء الذي جمع كل هؤلاء الفنانين”.
هو من قام بهذه التوليفة؟
الحقيقة، مَن قام بتجميع هذه التوليفة، هو مخرج المسلسل محمود عبدالتواب؛ فهو مخرج صاعد وواعد، وعملت معه من قبلُ في مسلسل “قصر النيل”، وكان شاهداً على تطوري وقتها، وكنا ننتظر منه مع الوقت، أن يقوم بتقديم عمل بمفرده؛ لأنه شخص شاطر وموهوب جداً، وهو الذي استطاع أن يجمع كل هؤلاء الفنانين في مسلسل “صوت وصورة”.
وأريد أن أقول له: لولا تواجده في المسلسل، كنت سأفكر في عدم المشاركة به؛ خاصة وأن دور أو شخصية “ماجدة” مختلف تماماً، وهذا الأمر بمثابة مخاطرة بالنسبة لي؛ لذلك فضّلت أن أخوضها وأنا مطمئنة على نفسي في ظل وجود المخرج محمود عبدالتواب؛ لكوني متأكدة من أنه سوف يقوم بـ إظهاري بصورة جيدة جداً؛ لأنه من المخرجين الذين يبدون اهتماماً كبيراً بكافة تفاصيل العمل الذي يشاركون به.
هل تؤيدين ما قامت به “رضوى” الفنانة حنان مطاوع، من اللجوء لجهات التحقيق المختصة بعد محاولة الاعتداء عليها خاصة وأن الكثيرات ممن تعرضن لموقف مماثل في الواقع يتخوفن من القيام بهذه الخطوة؟
أنا كسيدة، بكل تأكيد سأقول لك إن أيّة سيدة تشعر بأن خصوصيتها وحقوقها تم انتهاكهما، أو تعرّضت للتحرش أو أيّ نوع من أنواع الاعتداء، سواء أكان نفسياً أو جسمانياً، من حقها التحدث بصوت عالٍ؛ بل وتعترض وتهاجم الشخص المعتدي عليها؛ لذلك أنا ضد الآراء التي تريد عدم الإفصاح عن هذه الأمور، رغم تفهُّمي التام لوجهة النظر الأخرى، سواء من الشعور بالقلق من الفضيحة، أو من نظرة الناس تجاه الشخصية المعتدَى عليها، ولكن في النهاية، أنا أحترم جداً السيدة الشجاعة التي تسعى لأخذ حقها بالقانون.
ما هو أول شيء طرأ على بالك عندما قرأت سيناريو المسلسل للمرة الأولى؟
عند قراءتي للقصة في المرة الأولى، وجدت أشياء اعتدنا عليها في المجتمع، وأشياء أخرى جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، لكن دائماً كان هناك تخوُّف وتساؤلات بداخلي حول كيفية تصوير بعض المشاهد، مثل “الفيديوهات” التي تم إظهارها في حلقة “المحكمة”، وكيف ستتم الاستعانة بـ”الذكاء الاصطناعي”، وهل سننجح في هذا الأمر أم لا، ولكن أريد التأكيد على نقطة هامة، ألا وهي أن الشخص الذي جعلني وشجعني على خوض المخاطرة، من خلال المشاركة في مسلسل “صوت وصورة”، هو مخرج العمل محمود عبدالتواب، ورغم كونه مخرجاً جديداً، إلا أنه يملك الكثير من الخبرات؛ لأنه عمل كمساعد أول مع مخرجين كبار مثل: تامر محسن، وهاني خليفة، والليث حجو، إلى جانب يقيني من أنه لا يمكن أن يُظهر أيَّ فنان في العمل بشكل ليس جيداً، وهذا الأمر كان دائماً ما يهمني ويشغل تفكيري أكثر من حجم الدور نفسه.. مضيفة: “أشكره لأنه رأى فيّ شخصية المحامية، لأن ناس كثيرة غيره كانوا من الممكن لا يرون هذا الأمر؛ لذلك كانوا سيرفضون إعطائي الفرصة”.
كيف كان التعاون مع نجلاء بدر خاصة وأن الكثير من مشاهدك معها؟
بالفعل 95% من مشاهدي بالمسلسل مع الفنانة نجلاء بدر، وعلى المستوى الشخصي، تربطني بها علاقة صداقة قوية قبل العمل معها؛ حيث شهد مسلسل “فوق مستوى الشبهات” على أول تعاون يجمعني بها، ولكن من خلال مشاهد قليلة ليست مثل عدد مشاهدي معها في “صوت وصورة”، وأحب أن أقول عنها: “لطيفة ومتعاونة جداً ومنضبطة في مواعيدها”.
مسلسل “صوت وصورة”
مسلسل صوت وصورة، من بطولة: حنان مطاوع، نجلاء بدر، مراد مكرم، وليد فواز، ناردين فرج، عمرو وهبة، ولاء الشريف، صدقي صخر، وهاجر عفيفي.. وهو تأليف محمد سليمان عبدالمالك، وإخراج محمود عبدالتواب.
المسلسل مكوّن من 30 حلقة، وتدور أحداثه حول أزمة مواقع التواصل الاجتماعي، ومدى التضليل للواقع، من خلال عرض قصة إنسانية.
متابعات