جماعة الحوثي تلوح بخيار أسلمة الدولة اليمنية على الطريقة الإيرانية

متابعات خاصة / وكالة دفّاق نيوز للأنباء / ما أعلنته جماعة الحوثي  من تغييرات مرتقبة إلا أنها لم ترتقي إلى التغيير الجذري للنظام المتّبع في البلاد منذ تأسيس الجمهورية اليمنية على أنقاض نظام الإمامة فالتغيير الذي اعلنه الحوثيين  مؤخرا حمل بوادر أسلمة المؤسسات، وعلى رأسها مؤسسة القضاء

اعلان عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة الحوثية المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء أخرى من اليمن  العزم على تشكيل حكومة جديدة في المحافظات الواقعة تحت سلطة جماعته جاء  بعد أن روّج إعلام الجماعة خلال الفترة الأخيرة لتغييرات جذرية في “هيكلية الدولة” الأمر الذي اعتبره متابعون للشأن اليمني مقدمة لتغيير نظام الحكم باتجاه تأسيس جمهورية إسلامية على طريقة إيران التي تعلن الجماعة ولاءها لها والاقتداء بمرشدها الأعلى علي خامنئي

وقال زعيم الحوثيين في خطاب تلفزيوني لأنصاره بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي “إنه سيكون هناك تغيير جذري في مؤسسات الدولة” في المناطق الواقعة تحت سلطة الجماعة، من دون أن يحدد سقفا زمنيا لذلك

وأوضح  أن “المرحلة الأولى للتغيير الجذري هي بإعادة تشكيل الحكومة الحالية وتغييرها بحكومة كفاءات تجسّد الشراكة الوطنية، يتم فيها تصحيح السياسات وأساليب العمل بما يخدم الشعب”.

وأضاف الزعيم الحوثي أنه “ضمن المرحلة الأولى من التغيير الجذري مع إعادة تشكيل حكومة كفاءات، سيجري العمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة الاختلالات ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي والجامعيين المتخصصين”.

وأشار إلى تمسك جماعته “بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني والمفهوم العام للمسؤولية الذي تتكامل فيه الأدوار”.

ويقول مراقبون إنّه في حال مضى الحوثيون بعيدا في تغيير أسس الدولة اليمنية باتجاه أسلمتها على الطريقة الإيرانية، فإن السعودية ستكون مضطرّة للتعايش مع نموذج إيراني مصغّر على حدودها الجنوبية.

وصنّف مراقبون ما تم إعلانه في صنعاء ضمن ترتيبات ما بعد الحرب في اليمن بعد أن لاحت بوادر على إمكانية إرساء سلام في البلد بفعل التغييرات الجذرية التي طرأت على الموقف السعودي من الوضع في البلد وحتى من الجماعة نفسها والتي كانت الرياض تعتبرها غير شرعية بالمطلق، لكنّها في الفترة الأخيرة قبلت بالجلوس معها على طاولة المفاوضات المباشرة واستقبلت وفدا منها في الرياض.

وبدا ذلك بمثابة انتصار للحوثيين الذين اقتربوا من تثبيت أوضاعهم في اليمن حيث لم يعد خيار استخدام القوة لاستعادة صنعاء وباقي المناطق من أيديهم مطروحا من قبل السعودية.

واستنادا إلى هذه الحقائق الجديدة بدأ الحوثيون يتصرّفون كطرف منتصر في الحرب ويصعّدون من شروطهم، ملوحين بمواصلة خيار الحرب وذلك لتقديراتهم بأن هذا الخيار سقط من حسابات السعودية.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى