الكثير من الشباب قد لا يعرفون معنى كلمة ساندويتش وتاريخها وظروف استخدامها.. ومن المسلم به أن شريحتين من الخبز ستوفر مستقرًا آمنًا ترحيبيًا لحشوة مغرية من شرائح اللحم المقدد أو المشوي المبهر اللذيذة، أو قطع الدجاج المقرمش الشهية، أو شرائح الجبن الذائب الجالسة باسترخاء فوق طبقات من الخضراوات الطازجة ذات الألوان المبهجة الكرنفالية الاحتفالية الباعثة للطاقة المتوهجة بالفيتامينات والمقويات المفيدة للصحة في أوج عطائها، وما بين السندويشات المفتوحة وتلك المطبقة المطوية، نحن اليوم مدللون للاختيار عندما يتعلق الأمر بالسندويشات، وعندما نفتح فمنا لنطبقه بقوة على قطمة عظيمة فخيمة ثرية مزهوة بحشوات سخية مما لذ من أطياب هنية نجد أنفسنا في ظل هذا الزخم واللذة لم يتبادر لعقولنا أبدًا تساؤل حول من المسئول عن هذا الاختراع العبقري المدهش،
فمتى وأين وكيف تم اختراع الساندويتش؟
بالسياق التالي سيدتي تحكي لكِ حكايات الساندويتش المدهشة وكيف اختلفت حسب موقع owlcation.com
– اختراع انجليزي بامتياز
حسب موقع owlcation.com، فالساندويتش اختراع إنجليزي بامتياز، فما لا يقل عن نصف سكان بريطانيا يتناولون شطيرة كل يوم. في عام 2022، وخاصة الشباب حيث يتناولون تلك الشطائر لاسكات جوعهم سواء كانوا في الجامعة أو العمل، وقد بلغت قيمة القطاع البريطاني في اقتصاد الساندويتشات أكثر من 3.9 مليار دولار (3 مليار جنيه إسترليني) سنويًا، في حين تبلغ قيمة صناعة الساندويتشات في الولايات المتحدة حوالي 23.6 مليار دولار (18 مليار جنيه إسترليني، وفي ظل هذا القطاع الاقتصادي المنتعش فالرجل الذي يُنسب إليه الفضل في اختراع الساندويتش هو الإنجليزي جون مونتاجو إيرل ساندويتش الرابع (1718-1792). وهو الإيرل اللورد الأول للأميرالية، وعضوًا في نادي Hellfire..
– حكايات صناعة أول ساندويتش
في واقع الأمر فالإيرل لم يصنع بنفسه الساندويش، إلا أن اسمه ارتبط به في ستينيات القرن الثامن عشر بل وسميت الشطيرة بالساندويتش نسبة إليه، وبدأت الحكاية في أحد ليالي عام 1762، عندما كان إيرل ساندويتش جالسًا على طاولة مع أصدقائه، كما كان يفعل غالبًا، وشعر بالجوع، لكنه لم يرغب في مغادرة المكان فطلب من خادمه أن يُعد له بعض اللحم والخبز، وتم تسليمهما له على النحو المطلوب على المائدة التي يجلس عليها، فما كان منه إلا أن وضع لحم البقر المملح بين شريحتين من الخبز حتى لا يلطخ طعامه اللعبة التي كان يستمتع بها مع رفاقه.
وفق رواية أخرى (حسب الموقع السابق) فالإيرل كان يعمل في الأعمال البحرية والحكومية وكان هناك العديد من الأوراق على مكتبه، وعندما شعر بالجوع طلب إحضار الطعام إليه. فقام بصنع ما يشبه الشطيرة، ولم يذكر اسمها واستمر في العمل، مما دفع الكثيرون لتقليده، حيث شكل هذا النسق في تناول الطعام مع الاستمرار بالعمل سابقة لأجيال من العمال في جميع أنحاء العالم.
حكاية أخرى لبدايات الساندويش فقبل قرون من ميلاد جون مونتاجو إيرل ساندويتش، عاش رجل الدين هيليل الأكبر يأكل ما سمي فيما بعد بالشطيرة. كان ذلك في عام 1 قبل الميلاد، وخلال العصور الوسطى، تم استخدام الشطائر من قبل الأغنياء والمحظوظين بينما كان الفلاحون بطلقون عليها “حفر الخنادق”. كانت هذه شرائح سميكة من الخبز المستدير والذي غالبًا ما يكون قديمًا تحت اللحوم والجبن والخضروات الطازجة، وكانت “حفر الخنادق” مثالًا مبكرًا للشطيرة المفتوحة. وكان الناس يأكلون الشطائر أو يلقون بها لكلابهم أو يقدمونها إلى صديق أو قريب جائع، وأكثر ما كان لافتًا أنه لم يكن هناك غسيل لأطباق متعب عقب الوجبة.
قدم المؤلف والمؤرخ إدوارد جيبونز أول سجل مكتوب لـ “ساندويتش” في مذكراته بتاريخ 24 نوفمبر 1762. حيث ذكر أنه في أحد أندية النبلاء التابعة سياسيًا للأثرياء والذي يقع في بال مول بالقرب من “سانت جيمس” بدأ ظهور الساندوتش، وبحسب الحكاية فالطهاة بالقصر هم من اخترعوا الساندويتش في عام 1762.
أصبحت الشطيرة طعامًا أساسيًا في أوروبا خلال فترة حكم جورج الثالث المبكرة. وقد وصل الساندويتش إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1840 عندما حكمت الملكة فيكتوريا الشابة بريطانيا، وقد أحدثت السيدة الإنجليزية إليزابيث ليزلي والساندويتش ثورة في النظام الغذائي الأمريكي إلى الأبد.
– إطلاق اسم ساندويتش على شطيرة الخبز
لم يُطلق على هذه الوجبة الخفيفة السريعة العملية أي اسم سوى لقيمات “الخبز واللحم” أو “الخبز والجبن” أو شطيرة “الخبز واللحم” أو شطيرة “الخبز والجبن”، لتتحول هذه الوجبة السريعة لصرعة على العشاء يُقبل عليها الكثيرون، فقد شاع استخدامها فى “المجتمع المهذب” أو ما يطلق على مجتمع الأثرياء والطبقة المخملية، وقد انطلق إيرل ساندويتش إلى مجتمع لندن، وعندما طلب من النوادل والطهاة الخبز واللحوم لإعداد وجبته الخفيفة، طلب أصدقاؤه وأتباعه العصريون نفس وجبة الـ” ساندويتش”. وسرعان ما نسب اسمه هذه الشطيرة على أن المؤرخ والباحث إدوارد جيبون أول من ذكر كلمة الساندويتش لوصف الوجبة الخفيفة.
– الساندويتش ينتشر بكل أرجاء العالم
من لندن، سافرت الشطيرة عبر بريطانيا وعبر القناة الإنجليزية إلى أوروبا. استغرق الأمر حتى عام 1840 حتى يصل الساندويتش إلى الولايات المتحدة، وقد انتقل الساندويتش بعد ذلك إلى طبقة العمال. حيث سعى أصحاب العمل لتوفير وقت العمل فكانوا يقدمون لعمالهم هذه الوجبة السريعة ليظلوا بالعمل ولا يتوقفوا لتناول الطعام فيضيعون الوقت.
انتشر الساندويتش هذه الوجبة السريعة الاختراع فيما بعد لتجوب العالم كله وتتحول لوجبة الصغار بالمدارس والعمال بالمصانع والعاملين بأشغالهم، وكل من أراد طعامًا سريعًا مشبعًا، حيث ظل الساندويش لما يقارب القرنين من الزمان بذات الشكل، فيظهر تساؤل هل سيظل الساندويتش بذات الشكل أم أنه سيتحول لطعام من الذكاء الاصطناعي بحلول الوقت؟!