عقب تجاربها الصاروخية.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية

فرضت الولايات المتحدة، الجمعة، عقوبات جديدة على كوريا الشمالية في أعقاب تجارب صاروخية، شملت مصرفين روسيين، وذلك بعد أن استخدمت روسيا والصين الفيتو ضد مشروع قرار لتشديد العقوبات في مجلس الأمن الدولي.

وقالت وزارة الخزانة إنها بصدد تجميد أي أصول أميركية وتجريم تعاملات مع بنك الشرق الأقصى وبنك سبوتنيك ومؤسسات روسية تتهم بالعمل مع كوريا الشمالية والشركة التجارية المرتبطة بالخطوط الجوية  الكورية الشمالية “كوريو” الخاضعة أساسا لعقوبات.

وأشارت الخزانة الأميركية في بيان، الجمعة، إلى أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC) فرض “عقوبات على فرد ومصرفين وشركة تجارية لدعمهم تطوير جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لأسلحة الدمار الشامل والباليستية”.

وأكدت الخزانة أنه “في 24 مايو 2022 ، أطلقت كوريا الديمقراطية ثلاثة صواريخ: صاروخ بالستي عابر للقارات (ICBM) وصاروخين باليستيين قصيري المدى”.

وشددت على أن كوريا الشمالية، ومنذ بداية العام الجاري أطلقت “23 صاروخا بالستيا، بما في ذلك ستة صواريخ باليستية عابرة للقارات، وكلها تنتهك العديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان إي: “ستواصل الولايات المتحدة تنفيذ وفرض العقوبات الحالية بينما تحث كوريا الديمقراطية على العودة إلى المسار الدبلوماسي والتخلي عن سعيها لامتلاك أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية”.

وقالت الوزارة الأميركية أن إجراءات الجمعة تستهدف” فرداً دعم أو ساعد بشكل مباشر في تحقيق إيرادات لمنظمات جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية المرتبطة بتطوير الصواريخ البالستية ، إلى جانب ثلاث كيانات تساهم أو ساهمت في المشتريات وتوليد الإيرادات لمنظمات جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية”.

وأكدت الوزارة أن الولايات المتحدة لا تزال “ملتزمة بالسعي إلى الحوار والدبلوماسية” مع كوريا الشمالية، إلا أنها شددت على أنها “ستواصل التصدي للتهديد الذي تشكله برامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية غير القانونية” لكوريا الشمالية “على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي

عقوبات بعد الفيتو الروسي-الصيني

يذكر أن الصين وروسيا استخدمتا حق النقض في مجلس الأمن، الخميس، ضد مشروع قرار أميركي لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية بعد اختبارها صواريخ بالستية.

وصوّت بقية أعضاء المجلس (13 عضوا) لصالح المشروع الذي نص على تخفيض واردات بيونغ يانغ من النفط الخام والمكرّر. وأعرب العديد من حلفاء واشنطن عن أسفهم وراء الكواليس لإصرارها على إجراء تصويت مع علمها بأنّ الصين وروسيا ستستخدمان الفيتو ضد مشروع القرار.

لكن الأميركيين اعتبروا أنّه “كان من الأسوأ عدم فعل أيّ شيء” وأنّ “السماح باستمرار تجارب” كوريا الشمالية “دون ردّ فعل” سيكون “أسوأ من سيناريو قيام دولتين بمنع القرار”، وفق ما أفاد سفير طلب عدم كشف هويته.

وقبل التصويت شددت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، ليندا توماس- غرينفيلد، على أن إطلاق الصواريخ البالستية بما فيها العابرة للقارات يمثل “تهديدا للسلم والأمن للمجتمع الدولي بأسره”.

أما سفير الصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، فاعتبر بعد التصويت أن الخطوة الأميركية “أبعدت المجلس عن الحوار والتوافق”، وكان قد أكد قبل التصويت أن بلاده “لا تعتقد أن عقوبات جديدة ستساعد في الاستجابة للوضع الحالي”.

وأضاف أمام الصحفيين أن قرارا قسريا من الأمم المتحدة “لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع”، مؤكدا رفض بكين “التام… لأي محاولة لجعل… آسيا ساحة معركة أو لإثارة مواجهات أو توترات هناك”.

ودعا تشانغ جون إلى “تجنب أي خطوة استفزازية”، مطالبا الولايات المتحدة “باستئناف الحوار مع كوريا الشمالية”.

بدوره اتهم السفير الروسي في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الولايات المتحدة بتجاهل الدعوات التي وجّهتها بيونغ يانغ إليها لإنهاء “أنشطتها العدائية” والدخول في حوار معها. 

وقال: “يبدو أن زملاءنا الأميركيين والغربيين يعانون مما يشبه تعثر الكاتب. يبدو أنهم لا يملكون أي استجابة لحالات الأزمات سوى فرض عقوبات جديدة”.

كما نص مشروع القرار الأميركي على حظر صادرات كوريا الشمالية من النفط المعدني الخام والساعات وأي بيع أو نقل للتبغ إلى بيونغ يانغ. وكان يهدف أيضا إلى تعزيز مكافحة الأنشطة الإلكترونية لبيونغ يانغ.

ويخشى دبلوماسيون أنه بعد رفض المشروع والانقسام الواضح لمجلس الأمن الدولي بشأن ملف كوريا الشمالية، قد تجد الهيئة الأممية صعوبة في الإبقاء على الضغط لتطبيق العقوبات الأخيرة التي فرضتها على بيونغ يانغ عام 2017. 

وقد أظهر المجلس وحدة حينها في الرد على تجارب نووية وصاروخية أجرتها كوريا الشمالية وذلك من خلال إقرار ثلاث حزم عقوبات اقتصادية عليها في مجالات النفط والفحم والحديد وصيد الأسماك والمنسوجات.

ورغم أن كوريا الشمالية طورت أسلحة بالستية ولديها عددا من القنابل الذرية، فإنها لم تنجح بعد وفق دبلوماسيين في الجمع بين التقنيتين وتطوير صاروخ برأس نووي.

وسرعت كوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة اختباراتها الصاروخية ووصفت موقف واشنطن منها بأنه “عدائي”، واختبرت في مارس صاروخا بالستيا عابرا للقارات لأول مرة منذ عام 2017.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى