ارتبط اسم اليمن بمحصول العنب منذ الأزل، وباتت هذه الفاكهة إحدى رمزيات هذا البلد في الأمثال والحكم الشعبية، نظراً للتخصص في زراعته وتنوع أصنافه المختلفة.
وتمثل الفترة من أواخر يوليو/تموز وبدايات أغسطس/آب بداية بزوغ موسم العنب في اليمن، الذي يصنف بأنه أحد أبرز البلدان العربية المنتجة لهذا المحصول الثري.
ووفق خبراء في مجال الزراعة، فاليمن يعرف بإنتاج أجود أصناف وأنواع العنب عالميا، ويتميز اليمن بوجود ما يزيد عن 60 صنفا من هذا المحصول في مزارعه.
ويؤكد الخبير الزراعي، وكبير الباحثين الزراعيين في قسم البساتين، تخصص فاكهة، التابع لمحطة أبحاث الكود الزراعية بمحافظة أبين (جنوب اليمن)، الدكتور واثق العولقي تلك الحقائق بالإشارة إلى مكانة اليمن ضمن الدول المنتجة للعنب.
ولفت إلى أن من أهم البلدان المنتجة العنب على مستوى العالم هي الولايات المتحدة، إسبانيا، إيطاليا، بلغاريا وروسيا، أما أهم البلدان العربية المنتجة للعنب فهي مصر، تليها سوريا، الجزائر، المغرب ثم اليمن.
قيمة غذائية واقتصادية
يشير الدكتور واثق العولقي إلى أن العنب اليمني محصول له أهمية اقتصادية وغذائية عالية.
فمن الناحية الاقتصادية يمثل العنب أهمية للدول المنتجة، والتي تنجح فيها زراعته، فإذا تواجدت فيها المساحات الزراعية الواسعة والإنتاج العالي، عندها يمكن أن يشكل العنب أحد الدعامات الاقتصادية الأساسية لتلك البلدان.
أما من الناحية الغذائية فالعنب من الفاكهة ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة، وقد عرف منذ القدم بفوائده العلاجية والغذائية العالية، فالعنب بأنواعه المختلفة يحتوي على نسبة جيدة من السكريات سريعة الامتصاص وسهلة الهضم.
كما يتركز سكر الجلوكوز وسكر الفركتوز بشكل كبير في العنب الذي يحتوي على فيتامين ج وفيتامين ب، بحسب الخبير الزارعي الدكتور واثق العولقي.
ظروف وبيئة زراعته
يقول الدكتور العولقي إن هناك عوامل كثيرة تلعب دوراً هاماً في جودة وإنتاج محصول العنب عند عملية الزراعة، وعلى رأسها يأتي “الجو المناسب”، حيث تلعب درجات الحرارة دوراً مهماً في الحصول على إنتاج جيد.
ويضيف: العنب يحتاج إلى تجميع درجات برودة كحد أدنى لتفتح البراعم، وتختلف الأصناف لاحتياجاتها من الحرارة، فنجد أن بعض الأصناف تحتاج إلى ساعات برودة تتراوح مابين 100-150 ساعة، والبعض منها يحتاج من 150-200 ساعة، وأخرى تحتاج من 200-250 ساعة برودة.
تبدأ عمليات النمو الخضري عندما تكون درجات حرارة الهواء 10°م، وهي درجة حرارة تسمى بدرجة الصفر البيولوجي أو صفر النمو، إلا أنه يجب أن تتراوح درجة الحرارة عند تفتح البراعم ما بين 11-12مº، لهذا فإن أفضل درجات الحرارة المثلى هي ما بين 25-30مº، وفق الدكتور العولقي.
ويواصل: “كما تلعب الرطوبة دوراً محورياً في زراعة العنب، والدرجات من 60-70% هي درجات الرطوبة المثلى لنمو العنب، أما إذا زادت عن ذلك فتنتشر الأمراض، خصوصاً الفطرية منها”.
أهم الأصناف
يوجد في كثير من بلدان العالم أصناف كثيرة من العنب، أما في اليمن فيؤكد الخبير الزراعي الدكتور واثق العولقي أن أصناف العنب المزروعة في بساتين العنب اليمنية من أجود أصناف العنب.
وتقدر عدد الأصناف بحوالي 60 صنفاً، ونذكر منها على سبيل المثال بعض الأصناف الأكثر تداولًا، مثل: “الرازقي الأبيض” وثماره مطاولة وعديم البذور، “العاصمي الأحمر” حباته وعناقيده كبيرة، و”الأسود العادي” لونه أسود وثماره تميل للاستدارة.
ومن الأصناف أيضاً بحسب العولقي “الحاتمي” أسود تنتهي ثمرته بطرف مدبب، “الزيتوني” ثماره مطاولة تميل للحمرة، “لجوفي” أحمر مدور به بذور، و”الأبيض العادي” أبيض مدور عديم البذور.
وهناك أصناف عديدة أخرى، تسمى بـ”قوارير”، ”أطراف قريمي”، ”بياض فشان”، ”جبري” أبيض مدور به بذور، ”أسود حدرم”، ”أسود مطاول”، ”أسود الدوال”، ”الحسيني”، ”أسود عذاري”.
ودعا الدكتور واثق العولقي في ختام حديثه إلى الاهتمام بزراعة مثل هذه الفاكهة المهمة غذائياً واقتصادياً، والتي يمكن لها أن تشكل إحدى أهم مصادر الإيرادات للبلاد.