حذر معهد السلامة المهنية الألماني من خطورة الجلوس لفترات طويلة على الصحة، حيث يزيد من خطر الإصابة بمشاكل في الظهر والرقبة والرأس.
وأضاف المعهد أن الجلوس لفترات طويلة يزيد أيضا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وما يترتب عليها من عواقب وخيمة، كما أنه يتسبب في الإصابة بالبدانة، ومن ثم داء السكري.
ولمواجهة هذه المخاطر الجسيمة، يتعين على الأشخاص الذين تتطلب طبيعة عملهم الجلوس لفترات طويلة تغيير وضعية الجلوس والنهوض وممارسة تمارين الإطالة من وقت إلى آخر، مع مراعاة دمج الأنشطة الحركية في يوم العمل كصعود الدرج بدلا من ركوب المصعد.
ومن المهم أيضا أن تكون وضعية الجلوس سليمة، حيث ينبغي أن تكون المقعدة في مستوى ارتفاع الركبة، مع مراعاة أن تكون الأقدام مستقرة على الأرض وأن يشكل الفخذ والساق زاوية قائمة قدر المستطاع، وكذلك ينبغي أن يشكل العضد والساعد زاوية قائمة قدر المستطاع، على أن يكون الظهر مستقرا على مسند الظهر.
ويمكن أن يؤدّي الجلوس لفترات طويلة إلى مخاطر صحية جمة منها تصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
كما يمكن أن يؤدي إلى آلام الظهر وتقليل قدرة الجسم على استخدام السكريات والدهون بشكل صحيح. لذلك، من المهم الوقوف والتحرك بشكل منتظم خلال اليوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
وكشفت دراسة حديثة أن الجلوس بشكل مفرط وخمول الجسم لمدة تزيد عن عشر ساعات يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة كبيرة، وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تشير إلى مدة الخمول التي قد تؤدي إلى الإصابة.
وخلصت الدراسة إلى أن الجلوس بلا نشاط لفترات طويلة جدا، أي أكثر من عشر ساعات يوميا، هو وحده المرتبط بزيادة خطر الإصابة بأزمة قلبية أو جلطة دماغية أو الوفاة نتيجة أمراض متصلة بالقلب. وبالمقابل فإن الجلوس المعتدل بلا نشاط من غير المحتمل أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب.
وقال كبير معدي الدراسة الدكتور أمباريش باندي من مركز ساوث وسترن الطبي التابع لجامعة تكساس في دالاس إن “نتائجنا تشير إلى أن فترة الجلوس مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب بمستويات عالية جدا بصرف النظر عن عوامل الخطر المحتملة الأخرى مثل مؤشر كتلة الجسم والنشاط البدني”.
وقال باندي لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني “إنه لم يُعرف على وجه الدقة سابقا ما هي مدة الجلوس بلا نشاط التي يتعين تفاديها لتقليل خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب”. وحلل الباحثون بيانات من تسع دراسات استمرت لفترات طويلة وتابعت أكثر من 700 ألف بالغ وذلك لأكثر من 11 عاما. وقيّمت الصلة بين الفترة التي لا يمارسون فيها نشاطا ووقوع أحداث مثل الإصابة بأزمة قلبية وجلطة دماغية. وتضمّنت الدراسة فحص “وقت الجلوس بلا نشاط” خلال الفترات التي يقل فيها نشاط الإنسان مثل الجلوس أمام التلفزيون أو قيادة السيارة.
وزادت نسبة الإصابة بأمراض القلب 14 في المئة لدى الأشخاص الذين كانوا أكثر جلوسا بلا نشاط أو نحو 12 ساعة يوميا بالمقارنة مع الأشخاص الذين جلسوا بلا نشاط لمدة 2.5 ساعة فقط يوميا. ولكن لم يتم الربط بين فترات الجلوس بشكل معتدل وزيادة خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب.
وأشارت النتائج التي نُشرت في دورية “غاما لطب القلب” إلى أن الخطر لم يبدأ في الزيادة إلا بعد الجلوس لأكثر من عشر ساعات يوميا بلا نشاط. وقال باندي إن بقاء الإنسان نشيطا وقيامه بممارسة تدريبات رياضية بشكل منتظم يمكن أن يقللا من خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب.
وتابع “زيادة النشاط البدني وتفادي الجلوس لفترة طويلة وإدخال تعديلات على مكان العمل مثل تجهيز مكاتب تصلح للكتابة والقراءة والشخص واقف ربما تكون مفيدة لتقليل فترة الجلوس بلا نشاط”.