حذرت صحيفة “الجارديان” الدول الغربية من مغبة الاستمرار في الاعتماد على المملكة العربية السعودية وتعميق الشراكة معها، باعتبار ذلك “تغطية مجانية على جرائم نظام ولي العهد، محمد بن سلمان، وعلى رأسها القتل البشع للصحفي جمال خاشقجي”، بحسب وصف الصحيفة.
وأشارت “الجارديان” إلى أن المملكة تستغل تطبيق المراسلة “سناب شات” لترويج صورة زاهية لولي العهد.
وذكرت الصحيفة البريطانية، في افتتاحية ترجمها “الخليج الجديد”، أن ترويج تلك الصورة يأتي في وقت تفرض فيه السعودية أحكاما شديدة القسوة على المؤثرين الذين يستخدمون التطبيق ذاته لانتقاد الملك المستقبلي للبلاد.
وأضافت أن، جيريمي هانت، وزير الخارجية البريطاني عام 2018، وعد، بعد مقتل خاشقجي، بأن رد بريطانيا سيعتمد على “الثقة بأن مثل هذه الحلقة المروعة لا يمكن أن تتكرر”، بينما تدعو المملكة المتحدة الآن بن سلمان للقيام بزيارة رسمية.
وأكدت الجارديان أن عملية إعادة تأهيل ولي العهد السعودي جارية بالفعل ، مشيرة إلى أن بريطانيا، التي استفادت بشكل كبير من مبيعات الأسلحة السعودية، متعطشة أكثر من أي وقت مضى للتجارة والاستثمار.
وبحسب الصحيفة، فإن “سجل حقوق الإنسان في السعودية تشوبه الكثير من الشوائب، لكن معدل الإعدام قد تضاعف تقريبًا في عهد بن سلمان”.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تحاول السعودية الخروج من الحرب في اليمن، حيث “حصد تدخلها العدواني والمكلف للغاية أرواح العديد من المدنيين”.
وترى الصحيفة أن العامل الأكبر في إعادة تأهيل السعودية كان الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وأعاد تشكيل العلاقات الدولية.
وأشار إلى انه طالما اعتبرت الرياض ضامنة للاستقرار الإقليمي، ورغم ذلك اندفع بن سلمان بتهور إلى اليمن وشارك في قيادة الحصار المفروض على قطر.
كما أشارت الصحيفة إلى سعي بن سلمان الحالي للتنافس والتناطح مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد آل نهيان، حيث قال للصحفيين إن الإمارات “طعنتنا في الظهر”، و”سترى ما يمكنني فعله”، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، ما يعكس المصالح الجيوسياسية المتضاربة بينهما.
وتخلص الصحيفة إلى أن بعض المحللين أشاروا إلى أن الأمير الشاب تعلم درسه في ضوء رد الفعل الدولي العنيف على مقتل خاشقجي، وأنه يسلك مسارًا أكثر اعتدالًا، لكن النتيجة المنطقية التي يمكن أن استخلاصها من تطورات الأحداث هي أن “النفط والمال الكافيين يجلبان الصفح والغفران”.
متابعات