الإنفاق السعودي الضخم يعيد تشكيل كرة القدم في الشرق الأوسط

“لطالما كانت المملكة العربية السعودية موطن قوة لكرة القدم في الشرق الأوسط، لكنها الآن لديها طموحات عالمية أكبر سيكون لها تداعيات بعيدة المدى على بقية المنطقة”.

هكذا يخلص تقرير لموقع “ميدل إيست آي”، الذي يشير إلى أن توقيع كريستيانو رونالدو أحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة والأكثر شعبية على “إنستجرام”، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مع نادي النصر، كان مجرد البداية، وكان تأثيره فوريا.

ويضيف: “كان تأثيره فوريًا، فقد قفز عدد متابعي النصر على إنستجرام من أقل من مليون إلى ما يقرب من 15 مليونًا، كما تم الإبلاغ عن حقوق البث في الدوري بيعت إلى 36 منطقة ما وراء البحار”.

ويتابع التقرير: “جاءت القفزة الثانية، عندما وقع نادي الاتحاد الأسبوع الماضي مع كريم بنزيمة، الحائز الحالي على الكرة الذهبية، أعلى جائزة فردية في كرة القدم”.

ومن المتوقع أن ينضم كانتي لاعب تشيلسي في الاتحاد، مع مجموعة من النجوم الآخرين الذين من المقرر أن ينضموا إلى الدوري السعودي للمحترفين قبل الموسم المقبل، بعد ضخ تمويل من صندوق الثروة السيادي للمملكة.

وهذا يعني أيضًا أن السعودية أصبحت الدوري الذي يتطلع إليه اللاعبون المهتمون بالانتقال إلى المنطقة.

يقول محمد الغرباوي الصحفي الرياضي: “الدوري السعودي هو بالفعل الدوري المهيمن في المنطقة من حيث الشعبية.. كرة القدم في السعودية قوية وستصبح أقوى الآن”.

ووفق تغييرات أجرتها السعودية مؤخرا، يمكن للمشجعين في البلدان المجاورة القيام بالمزيد من الرحلات إلى المملكة، واغتنام الفرصة لمشاهدة اللاعبين الأسطوريين.

ويضيف الغرباوي: “سيكون من الأصعب هذا الموسم على الأندية في قطر التعاقد مع لاعبين من الطراز العالمي”.

ويشير الغرباوي إلى قطر، باعتبارها أول من بدأت استقدام اللاعبين الكبار.

ومؤخرا، أشارت تقارير حول انتقال لويس ألبرتو من لاتسيو، إلى نادي الدحيل القطري، ولكن ظهرت أخبار لاحقًا تفيد بأنه تم الاتصال به أيضًا من قبل الأندية السعودية.

ويبرر ذلك، باعتبار أن أكبر أربعة أندية في الدوري السعودي (الاتحاد وأهلي جدة والهلال والنصر)، تم الاستحواذ عليها مؤخرًا من قبل صندوق الاستثمار الخاص في المملكة، إيذاناً بالخطوات الأولى نحو الخصخصة.

من المحتمل أن يكون هذا التطور أكثر أهمية من وصول لاعبين ومدربين أجانب مشهورين.

يقول سايمون تشادويك، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي: “المهم في عملية الخصخصة في المملكة، هو أنها تهدف إلى تعزيز الأداء التجاري لأندية الدوري السعودي المحترفة”.

ويضيف: “نحن نتحدث عن توليد الإيرادات من البث، والرعاية والصفقات التجارية الأخرى، والترويج وربما حتى من الاستثمار الداخلي”.

ويتابع أن السلطات تريد أن ترى هذه الأندية الأربعة تصبح عمالقة تجارية.

والهدف هو أن تنضم المجموعة الرباعية إلى علامات تجارية عالمية أخرى مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد وبايرن ميونخ في أفضل 20 تصنيفًا، التي تحقق أكبر قدر من الإيرادات في العالم.

وقد يبدو هذا بعيد المنال، لكن الاستثمار الكبير في الرياضة يمكن أن يحدث تغيرًا سريعًا.

وقد تجلى ذلك في وضوح صادم في يونيو/حزيران، عندما أحدثت الأموال السعودية تغييرات زلزالية في لعبة الجولف حيث اندمجت سلسلة LIV Golf الممولة من صندوق الاستثمارات العامة مع جولة PGA العريقة والمرموقة.

قد يكون للتداعيات التجارية تأثير كبير على كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويزيد تشادويك: “القلق الأكبر هو أن السعودية تهيمن وهناك تأثير مزاحم، ولا يمكن للمغرب ومصر والإمارات وقطر تقديم نفس المستوى من العائدات للرعاة أو المذيعين أو المستثمرين”.

ويتابع: “هذا يعني أن السعودية قادرة على احتكار الصفقات المربحة التي تأتي من خلال الدورة الفاضلة هي أن المملكة العربية السعودية تصبح أكثر ثراءً وثراءً والبعض الآخر يصبح أكثر فقرًا وفقرًا”.

لكن بالنسبة للاعبين من المنطقة، وفقا للتقرير، فإن صعود السعودية سيوفر فرصًا مربحة، بعضها موجود بالفعل، حيث لعب الدوليان المصريان أحمد حجازي وطارق أحمد أدوارًا حيوية عندما أصبح الاتحاد بطلاً للدوري في مايو/أيار.

وهناك جزائريون وتونسيون ومغاربة أيضا في الدوري السعودي، لكن أفضل اللاعبين من هذه البلدان يتوجهون عادة إلى البطولات الأوروبية الكبرى.

ولكن تقارير تحدثت مؤخرا عن ارتباط اسم الجزائري رياض محرز الذي يلعب في مانشستر سيتي بطل إنجلترا وأوروبا بانادي أهلي جدة، كما ارتبط بطلا كأس العالم المغربي حكيم زياش وياسين بونو بالتحركات السعودية.

ولكن التقرير حذر من أن سعي السعودية وراء نجوم كرة القدم يهدد بتهميش المواهب المحلية، فقد تستفيد البلدان التي لا تصدر المواهب بشكل منتظم إلى الخارج من الرواتب السعودية وارتفاع معايير كرة القدم.

من جانبه، يقول حسانين مبارك الصحفي العراقي البارز حسانين مبارك: “لم تكن السعودية بالفعل وجهة للاعبين العراقيين في الماضي”، مضيفا: “ومع ذلك، إذا كان هناك موهبة صاعدة من الدوري العراقي، السعودية فرصة للعب مع بعض أفضل الأندية في آسيا”.

ويتابع: “يمكن أن يكون مفيدًا لإيران أيضًا، حيث تعتبر منافسة السعودية لكرة القدم القارية أيضًا قوة قوية في هذه الرياضة، لكن هناك القليل من المال في اللعبة المحلية الإيرانية”.

ويزيد مبارك: “كما أن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ستكون لها تأثير كبير في الاستثمار الرياضي، حيث تكافح الأندية والاتحادات لجمع الأموال المستحقة من الخارج”.

أما معلق كرة القدم الإيراني بهنام جعفر زاده فيقول: “تعاني جميع الأندية الإيرانية تقريبًا من مشاكل اقتصادية، ويمكنها استخدام رسوم الانتقال لتغطية بعض ديونها”.

في النهاية، وفق التقرير، ستستفيد السعودية إلى أقصى حد من جمع أفضل المواهب في المنطقة لتصبح الدوري الأكثر مشاهدة.

ومع ارتفاع المعايير، سيساعد ذلك من خلال التحسينات في المرافق والتدريب وتنمية الشباب التي ستنطلق إلى أبعد الحدود، إذا كانت الدولة تستضيف كأس العالم 2030 أو 2034.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى