“أسلحة نووية روسية في بيلاروس”.. ما خطط موسكو؟ وما حجم المخاطر؟

أثار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الحديث مجددا عن إمكانية استخدام الأسلحة النووية التكتيكية لبلاده، فما هي هذه الأسلحة والمخاطر المحتملة؟

وكان بوتين قال، الجمعة، إن السلاح النووي التكتيكي “وصل بيلاروس بالفعل”، ورغم أنه قال إنه يمكن “نظريا” لموسكو أن تستخدم الأسلحة النووية في حال وجود تهديد لسلامة أراضيها أو وجودها، فقد أكد أنها لا تحتاج لذلك.

وندد البيت الأبيض بحديث الرئيس الروسي، وأكد الرئيس جو بايدن أن نشر روسيا أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس “انعدام كامل للمسؤولية”.

لكن البيت الأبيض قال إن الولايات المتحدة لم تجر أي تعديلات على وضعها النووي ردا على تلك التصريحات.

ما هي؟

الأسلحة النووية “التكتيكية”، وعادة ما يشار إليها بأنها “أسلحة غير استراتيجية”، قادرة على التسبب بأضرار هائلة، لكن شعاعها التدميري أكثر محدودية من ذلك العائد إلى الأسلحة النووية “الاستراتيجية”.

وتتميز الأسلحة النووية التكتيكية في أغلب الأحيان بحجمها أو مداها أو استخدامها لأهداف عسكرية محدودة، لكنها تخضع لعمليات تطوير منذ الحرب الباردة.

وعادة ما يشار إليها بأنها “أسلحة غير استراتيجية”، على عكس الأسلحة الاستراتيجية التي يعرّفها الجيش الأميركي بأنها مصممة لاستهداف “قدرة العدو على الحرب ورغبته في شن الحرب”.

متى تم نشرها؟

وكان بوتين قد قال إن روسيا ستنتهي من بناء منشأة تخزين خاصة في بيلاروس في 7 و8 يوليو، وسيتم نشر الأسلحة بعد ذلك بوقت قصير.

لكن لوكاشينكو أدلى بتعليقات مختلفة، وأشار، الشهر الماضي، إلى أن الأسلحة في طريقها بالفعل. وقال في 13 يونيو إن الأسلحة ستُنشر في غضون “عدة أيام”.

وفي مقطع فيديو، نُشر في 14 يونيو، قال لوكاشينكو إن بلاده بدأت في تسلم أسلحة نووية تكتيكية روسية.

ما هي الأسلحة تحديدا التي أشار إليها بوتين؟

لم يذكر بوتين بالضبط أي الرؤوس الحربية ستُنشر أو مكانها المحدد.

لكنه أوضح أنه تم تأهيل 10 طائرات بيلاروسية لتكون قادرة على حمل الرؤوس الحربية. وأوضحت بيلاروس أيضا أن طائرات من طراز Su-25 تم تأهيلها لها الغرض، وفق رويترز.

ما قوتها؟

الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، قال إن الأسلحة المشار إليها أقوى بثلاث مرات من القنابل الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، في أغسطس 1945.

وتوضح رويترز أن قنبلة هيروشيما، المصنوعة من اليورانيوم -235 عالي التخصيب، كانت تزن حوالي 16 كيلوطنا، بينما كانت قنبلة ناغازاكي المصنوعة من البلوتونيوم 239 تزن حوالي 21 كيلوطنا، وفقا للجمعية النووية العالمية.

وإذا كان لوكاشينكو على صواب، فإن الرؤوس الحربية الروسية سيتراوح وزنها بين 48 إلى 63 كيلوطنا.

ما التداعيات المحتملة لاستخدامها؟

رجح “اتحاد العلماء الأميركيين”، وهي منظمة أميركية غير ربحية، أن تكون الأسلحة التي أشار إليها بوتين قد وضعت في قاعدة ليدا الجوية، على بعد 40 كيلومترا من الحدود البيلاروسية مع ليتوانيا.

وإذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن تكون هذه الأسلحة قادرة على الوصول إلى معظم أوكرانيا، وكل أوروبا الشرقية تقريبا، ويشمل ذلك دول البلطيق، وبولندا، وسلوفاكيا، والمجر، وجمهورية التشيك، ورومانيا، ومنطقة شاسعة من ألمانيا، وكذلك بعض مناطق الدنمارك والسويد وفنلندا. وستكون مدن مثل برلين وستوكهولم في نطاقها أيضا.

هل هناك مخاطر؟

بوتين أكد أن روسيا ستظل تتحكم في هذه الأسلحة، تماما كما تتحكم الولايات المتحدة في أسلحتها النووية التكتيكية المنتشرة في أوروبا.

وتتحكم في الأسلحة النووية الروسية وطرق نقلها المديرية الـ12 في وزارة الدفاع الروسية (12 GUMO)، وفق رويترز.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، بذلت الولايات المتحدة جهودا ضخمة لضمان إعادة الأسلحة النووية السوفيتية المتمركزة في بيلاروس وأوكرانيا وكازاخستان إلى روسيا، التي ورثت الترسانة النووية السوفيتية.

وبوصول أسلحة نووية روسية بيلاروس، ستكون تلك أول مرة تحرك فيها موسكو رؤوسا حربية نووية خارج روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، ويعني ذلك أن جهود الحد من انتشار الأسلحة النووية بعد الحرب الباردة آخذة في الانهيار، وفق رويترز.

ما هو رد الولايات المتحدة؟

انتقدت الولايات المتحدة نشر هذه الأسلحة، لكنها قالت إنها لم تر أي مؤشرات على استعداد روسيا لاستخدام سلاح نووي.

وكان بوتين أعلن في 25 مارس أن موسكو ستنشر أسلحة نووية “تكتيكية” في بيلاروس، مثيرا مخاوف إضافية من تصعيد النزاع في أوكرانيا.

وفي بداية أبريل، أعلنت موسكو أنها باشرت تدريب عسكريين بيلاروس على استخدام الأسلحة النووية “التكتيكية”.

وفي ذلك الوقت، قال بوتين إن الدافع وراء قرار نشرها في بيلاروس كان إعلان بريطانيا أنها ستزود أوكرانيا بذخائر اليورانيوم المنضب. وقالت بيلاروس إن نشر الأسلحة جاء ردا على “السياسة العدوانية” للغرب.

وسبق أن حذر الرئيس الروسي الغرب مرارا من أن أي هجوم على بلاده قد يعقبه رد نووي.

وعبر بايدن من قبل عن شكوكه بشأن استخدام بوتين سلاحا نوويا. وأشار محللون إلى أن الاستخدام العسكري للأسلحة التكتيكية في أوكرانيا قد يكون محدودا بالنظر إلى ساحات القتال الشاسعة والمتباعدة.

لكن بايدن قال إن استخدام حتى الأسلحة النووية الصغيرة يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى