«المزود».. موسيقى تونسية على إيقاع «الراب» و«الجاز»

المزود آلة نفخ تصنع من جلد الماعز، وتخاط بالكامل على شاكلة قربة مغلقة تحتوي على ثقبين من الأعلى لنفخ الهواء بالفم عبر قصبتين، وتخرج من أسفلها قصبتان أخريان بخمسة ثقوب، وقرنان يشكلان المزمار الذي تُعزف منه النغمات. ويصوغ «المزاودي» (عازف الآلة) ما يريد من الألحان بأصابعه المتنقلة بين الثقوب، بينما يضغط بذراعيه على الكيس المملوء بالهواء، وينفخ بفمه في الآلة.

يقول خالد بن خميس، وهو حرفي أمضى ثلاثين عاماً في هذه الصناعة: «يجب أن تكون كل مكونات الآلة وأجزاؤها من قرون البقر والجلد الطبيعي لكي تكون هناك روح وتخرج النغمة حنينة وأصيلة».

ويشير إلى تشابه هذه الآلة إلى حد بعيد مع «المزود (القربة) الاسكتلندي مع بعض الفوارق في الحجم وعدد المزامير»، لكنه يشدد أن «المزود تغيّر كثيراً مقارنة بما كان عليه».وظهرت هذه الآلة في تونس مطلع القرن العشرين، وترتبط بأغنيات عادة ما تثير جوّاً ورقصاً شعبياً.

يُعزف على المزود غالباً في حفلات أعراس داخل الأحياء الشعبية الفقيرة والمهمشة.

وظهر خلال السنوات الأخيرة جيل جديد من الموسيقيين الشبان الذين جهدوا في تطويع النغمات الحادّة للآلة لتظهر في شكل جديد وترافق إيقاعات عصرية مثل «الراب» و«الجاز» وتواكب تطور العصر الرقمي.

بدوره، يرى أستاذ الموسيقى بالجامعة التونسية والباحث الأكاديمي رشيد الشريف أن «الخطاب الموسيقي الأصيل يعزّز فكرة الانتماء إلى وطن أو عرق أو ثقافة».

ويضيف أن «تمازج مختلف الأجناس الموسيقية ومنها المزود وألحان الأنواع الموسيقية العالمية» يمثّل «عاملاً مهماً في أن تصل إلى جمهور أوسع»، معتبراً أن المزود أدّى عبر المضامين التي تطرق إليها «دوراً أساسياً» في «تشكيل ذاكرة موسيقية جماعية» للتونسيين.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى