تحذيرات من مخاطر عمالة الأطفال.. الفقر والنزاعات يفاقمان الظاهرة في الدول العربية
![](https://daffaqnews.com/wp-content/uploads/2023/06/تحذيرات-من-مخاطر-عمالة-الأطفال.-الفقر-والنزاعات-يفاقمان-الظاهرة-في-الدول-العربية-780x459.jpg)
كشفت منظمة العمل الدولية، الاثنين، عن تسجيل ارتفاع في عمالة الأطفال للمرة الأولى منذ 20 عاما، وحذرت من أن ملايين آخرين معرضون لمخاطر الاستغلال في العمل خلال السنوات القادمة
وأوضح المدير العام للمنظمة، جيلبرت هونجبو، في تصريح صحفي بمناسبة تخليد اليوم العالمي لمكافحة تشغيل الأطفال، أن عدد الأطفال العاملين يصل إلى 160 مليون طفل، أي ما يقرب من واحد من كل 10، في جميع أنحاء العالم.
وأبرز المسؤول أن أكثر من نصف الأطفال العاملين، أي 80 مليون طفل، يعملون في ظروف شاقة تمثل تهديدا حقيقيا لصحتهم الجسدية والعقلية، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم “مزيد من العدالة الاجتماعية وتكثيف مكافحة عمالة الأطفال”.
⚠️On World Day Against Child Labour this year, let us remember that ➡️#ChildLabour can be eliminated, if the root causes are addressed. pic.twitter.com/EAQGBTf40d
— UNIC Beirut (@UNICBeirut) June 12, 2023
وأشار تقرير لمنظمة الأمم المتحدة إلى أن الظاهرة أكثر انتشارا في البلدان الأقل نموا، التي يلتحق فيها طفل واحد من بين كل أربعة أطفال (ممن تتراوح أعمارهم بين سني 5 و 17 سنة) بالعمل لممارسة مهام مضرة بصحتهم ونموهم.
وتعرّف الأمم المتحدة عمالة الأطفال بأنها العمل الذي “يحرم الأطفال من طفولتهم وإمكاناتهم وينال من كرامتهم ويضر بنموهم البدني والنفسي، والذي يشكل خطرا نفسيا أو بدنيا أو اجتماعيا أو يضر أخلاقيا بالأطفال و/أو يؤثر سلبا على دراستهم”.
وتحتل أفريقيا المرتبة الأولى في قائمة أكثر مناطق العالم التي ينتشر فيها تشغيل الأطفال بمعدل 72 مليون طفل، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ المرتبة الثانية حيث يصل العدد إلى 62 مليون طفل.
وتقدر منظمة العمل الدولية عدد الأطفال الموجودين في سوق العمل بدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنحو 13.4 مليون طفل، أي حوالي 15 بالمئة من إجمالي الأطفال في الدول العربية، بحسب آخر أرقامها.
وتشير معطيات المنظمة الدولية إلى أن المستوى الحقيقي لعمل الأطفال في المنطقة العربية قد يكون “أعلى من هذا الرقم بكثير”، وذلك بسبب غياب معطيات دقيقة وانتشار عمالة الأطفال في القطاعات الاقتصادية غير الرسمية.
وتتجاوز نسب عمالة الأطفال في المنطقة بأشواط المعدلات العالمية في الدول ذات الدخل المتوسط المنخفض وذات الدخل المتوسط المرتفع، ما يشير إلى وجود عوامل استثنائيّة تدفع الأطفال بأعداد متزايدة إلى سوق العمل في المنطقة العربيّة، بحسب تقرير للمنظمة غير الربحية “فنك”.
وفيما سعت دول المنطقة لمحاصرة انتشار عمالة الأطفال خلال السنوات الأخيرة، من خلال وضع قوانين وتشريعات محلية تتوافق مع الاتفاقيات الدولية لتقييد الظاهرة، تشير منظمات دولية إلى أن تنفيذ هذه الإجراءات يواجه مجموعة من التحديات.
في هذا الجانب أشار تقرير لمنظمة العمل الدولية إلى أن الصراعات وموجات النزوح والهشاشة الاقتصادية وضعف الخدمات وانعدام البدائل لدخل الأسرة، عوامل أساسية تساهم في زيادة عمالة الأطفال في المنطقة.
وأمام اختلاف أشكال عمل الأطفال وحجمه في المنطقة، يوضح التقرير أن الدول العربية تواجه إشكالات عديدة لمكافحة الظاهرة، أبرزها ضعف القدرة على الرصد وقلة الأبحاث والبيانات عن عمل الأطفال، إضافة إلى صعوبة معالجة الأشكال الخفية لعمالة الأطفال مثل الأعمال المنزلية غير مدفوعة الأجر وغيرها.
من جهته، يكشف تقرير “عمل الأطفال في المنطقة العربية: تحليل كمي ونوعي” الذي تم إعداده من طرف جامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية، أن الأطفال في أجزاء من المنطقة العربية “يستدرجون بشكل متزايد إلى أسوأ أشكال عمل الأطفال ويتعرضون للاستغلال والاعتداء وسوء المعاملة وانتهاك الحقوق بشكل خطير ومقلق”.
لكل طفل الحق في #الصحة والتعليم والحماية. ولكن، لا يزال الملايين من الأطفال في جميع أنحاء العالم يُحرمون من إمكانية الحصول على هذه الحقوق وينخرطون في عمل الأطفال.
يجب إنهاء #عمل_الأطفال !#اليوم_العالمي_لمكافحة_عمل_الأطفال pic.twitter.com/aOc9QKJHbp
— UNIC Beirut (@UNICBeirut) June 12, 2023