طموحات وتحديات أمام طاقة الشرق الأوسط المتجددة (شمس ورياح)

ترى كيت دوريان، الزميلة غير المقيمة في “معهد دول الخليج العربية بواشنطن” (AGSIW)، أنه إذا أرادت دول الشرق الأوسط تقليل انبعاثات الكربون وتحقيق هدف “صافي الانبعاثات الصفرية”، فيجب عليها التوسع في إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوفير طاقة خالية من الكربون المسبب للتغير المناخي.

وأضافت كيت، في تقرير ترجمه “الخليج الجديد”، أنه “في حين أن الشرق الأوسط لديه إمكانات هائلة من الطاقة الشمسية، فإن بعض دول المنطقة، التي تتمتع بسرعات رياح مناسبة، أضافت طاقة الرياح إلى خطط الطاقة المتجددة الخاصة بها كجزء من جهود الوصول إلى صفر انبعاثات كربون”.

وتابعت أن “طاقة الرياح أنظف وأرخص مصدر للطاقة في معظم أنحاء العالم، على الرغم من أن الطاقة الشمسية أكثر تنافسية في الخليج. ومع ذلك، فإن توربينات الرياح الأحدث أكثر كفاءة، وقد انخفضت تكاليف المشروع في العقد الماضي”.

وأفادت بأن “طاقة الرياح لتوليد الكهرباء تتميز بأنها قادرة على استكمال الطاقة الشمسية من خلال الانطلاق عند غروب الشمس. وموارد الرياح المهمة في المنطقة غير مستغلة إلى حد كبير، على الرغم من أن ذلك سيتغير قريبا عندما يبدأ إنتاج المشاريع قيد الإنشاء، ولكن على الرغم من الظروف المواتية للمنطقة، إلا أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية لا تزالان مصادر طاقة متقطعة تتطلب حلول تخزين لتكون قابلة للتطبيق”.

طاقة واعدة

يوجد في عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مناطق ذات ظروف مناسبة لمنشآت الرياح، بينها خليج السويس في مصر وساحل المحيط الأطلسي وبعض الأجزاء الشرقية من المغرب والصحراء الشمالية الغربية للسعودية وجنوبي سلطنة عمان”.

وأردفت كيت أن “طاقة الرياح والطاقة الشمسية سيطرت على التوسع في الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم في 2022، حيث شكلت 90٪ من إجمالي الإضافات المتجددة الصافية، مما أدى إلى أعلى نمو في قدرة توليد الطاقة المتجددة على الإطلاق”.

وتابعت: “كما سجلت منطقة الشرق الأوسط أكبر توسع لها في مجال الطاقة المتجددة على الإطلاق، حيث تمت إضافة 3.2 جيجاوات من السعة الجديدة في 2022، ومعظمها من الطاقة الشمسية”.

واستدركت: “على الرغم من هذا النمو في 2022، كان لدى الشرق الأوسط 28.54 جيجاوات فقط من توليد الطاقة المتجددة، أو1٪ فقط من إجمالي السعة العالمية، وهو أدنى مستوى في أي منطقة، ومن المرجح أن تكون حصة الشرق الأوسط أعلى قليلا في 2023”.

مكافحة الانبعاثات

كيت قالت إن “مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ “كوب27” (COP27)، الذي عقد بمصر في أواخر 2022 ، قدم دفعة للطاقة المتجددة في المنطقة، وتم الانتهاء من مجموعة كبيرة من مشاريع الطاقة قبل هذا المؤتمر، ومن المتوقع أن يكون هناك المزيد من الالتزامات المناخية في “كوب 28″ بالإمارات في وقت لاحق من العام الجاري”.

وأوضحت أن سيناريو صافي الصفر بحلول 2050، الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة والذي نُشر عبر تقرير في مايو/ أيار 2021، يهدف إلى أن “يأتي ثلثا إمدادات الطاقة في العالم من طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة المائية بحلول منتصف القرن”.

وتابعت أن هذا الهدف “يتطلب زيادة قدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية عشرين ضعفا وطاقة الرياح أحد عشر مرة، وبحلول 2050 (وفقا للتقرير)، يجب أن يأتي نحو 90٪ من توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، حيث تمثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية 70٪ من إجمالي توليد الكهرباء المتجددة”.

وشدد تقرير الوكالة على أن ” سيناريوهات صافي الصفر لا تتطلب أي مشاريع نفط وغاز جديدة، مما أثار قلق منتجي النفط في الخليج، لكن التقرير أفاد بأن خبرة صناعة النفط والغاز الطبيعي تتوافق مع تقنيات (مكافحة تغير) المناخ مثل طاقة الهيدروجين، واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، والرياح البحرية، وكلها ضرورية لمعالجة الانبعاثات في القطاعات التي من المرجح أن تكون التخفيضات فيها أكثر صعوبة”، بحسب كيت.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى