هل ينبغي أن نقلق بعد اعلان الصين توقعها اصابة 65 مليون بكورونا أسبوعيا؟

حين توقع كبير مستشاري الصحة الصينيين، الأسبوع الماضي، أن تشهد بلاده ذروة جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، تصل إلى 65 مليون حالة أسبوعيا في الصين بحلول الشهر المقبل، دق بعض خبراء الصحة ناقوس الخطر.

وتواجه الصين موجة جديدة من كوفيد-19 بسبب متغير جديد ظهر الشهر الماضي، يدعى “أكس بي بي”. 

وكان عالم الأوبئة، الخبير في أمراض الجهاز التنفسي، تشونغ نانشان، من بين أول من أكدوا سهولة انتقال المتغير الجديد، وذلك بعد ستة أشهر تقريبا من إنهاء بكين فجأة لاستراتيجيتها الصارمة “صفر كوفيد”. 

ومنذ التحول إلى سياسة “التعايش مع الفيروس” في أوائل ديسمبر، توقف المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن تحديث الإصابات الأسبوعية. لكن التخفيف المفاجئ لبروتوكولات مكافحة الوباء أدى أيضا إلى ما يقدر بنحو 37 مليون إصابة جديدة يوميا، بعد ذلك بأسابيع. 

وبحلول يناير، قال الخبراء إنهم يعتقدون أن ما يقرب من 80 في المئة من سكان الصين، البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، قد أصيبوا بالفعل في هذه الموجة.

وبدأت موجة جديدة من الإصابات في أبريل، لكن هذه المرة بمتغير جديد “أكس بي بي”، الذي كشفت  نماذج الطبيب تشونغ أنه من المتوقع أن يتسبب في 40 مليون إصابة أسبوعيا بحلول مايو، ثم يرتفع الرقم إلى 65 مليونا في يونيو. 

وبينما كانت تقديرات مسؤولي الصحة الصينيين بأن الموجة بلغت ذروتها بالفعل في أبريل، فإن عدد الإصابات الجديدة المسجلة بين 15 و 21 مايو الجاري ارتفع أربع مرات في أربعة أسابيع.

وتنقل مجلة تايم عن الزميل الأول للصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية، يانتشونغ هوانغ،قوله إنه “على الرغم من أن الاختبارات الجماعية فقط هي التي يمكنها اكتشاف مدى انتشار المرض، فقد حصل السكان على بعض المناعة من الموجة السابقة”. 

ويضيف هوانغ: “يحاول مسؤولو الصحة العامة التقليل من خطورة هذه الموجة الثانية. يبدو أن الصينيين تعلموا التعايش مع الفيروس”. 

وترى عالمة الأوبئة في جامعة ديكين في أستراليا، كاثرين بينيت، أن الموجة الجديدة “تختبر فعالية لقاحات الصين”، مضيفة أن بكين يجب أن تضمن أن اللقاحات الجديدة تم تحديثها. 

تحذر بينيت من أنه “مع استمرار انتشار الفيروس في الصين إلى جانب ضعف المناعة العامة، فإنه لا تزال هناك إمكانية لظهور متغير فرعي جديد أكثر خطورة، رغم أن الاحتمال أقل بكثير الآن”. 

وبحسب بينيت، فإن الطفرات الأخيرة لم تختلف كثيرا في التركيب الجيني عن بديل أوميكرون، مشيرة إلى أن أعراض العدوى بسيطة نسبيا، وهو ما تعتبره مؤشرا يبعث على الاطمئنان إلى حد ما. 

لكن العامل الآخر الذي يؤثر على توقعات مستقبل الوباء بالنسبة للصين، هو استعدادها لتبادل المعلومات، بحسب الخبراء. 

يتشكك الباحثون بشأن الأرقام الرسمية التي تعلن عنها الحكومة الصينية للمصابين بكورونا. 

وأثارت البيانات الحديثة لأرقام الجنازات التي نظمت في الصين للفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2022 تكهنات بأن البلاد لم تحدد بعد المدى الحقيقي لانتشار العدوى في الموجة الأولى.

ويقول الأستاذ المساعد في كلية “دوك- أن يو أس” للطب في سنغافورة، فينسينت بانغ، لمجلة “تايم”. إن البيانات المتعلقة بانتشار وتأثير كوفيد-19 لن تكون مفيدة إلا إذا تمت مشاركتها مع الآخرين على منصة عالمية، حتى تتمكن البلدان من إجراء تقييم المخاطر الخاصة بها، مؤكدا أن “الأمراض المعدية لا تعترف بالحدود الجغرافية. لا أحد بأمان حتى يصبح كل منا جاهزا وآمنا”. 

متابعات 

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى