“شرائح للأدمغة”.. موافقة أميركية على بدء التجارب السريرية للبشر

أعلنت “نيورالينك”، الشركة الناشئة في مجال التكنولوجيا العصبية التي شارك في تأسيسها رجل الأعمال، إيلون ماسك، الخميس، أنها حصلت على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لإجراء أول تجربة سريرية على البشر، وذلك على حسابها على موقع “تويتر”.

وقالت الشركة في تغريدة: “هذه نتيجة العمل الرائع الذي قام به فريق نيورالينك بالتعاون الوثيق مع إدارة الغذاء والدواء ويمثل خطوة أولى مهمة ستسمح لتقنيتنا يوما ما بمساعدة العديد من الأشخاص”.

وأضافت: “التوظيف ليس مفتوحا بعد في تجربتنا السريرية. سنعلن عن المزيد من المعلومات حول هذا الأمر قريبا”.

وأعاد ماسك نشر هذه التغريدة على حسابه على تويتر، معلقا: “تهانينا لفريق نيورالينك”.

وذكر موقع “سي إن بي سي”، الخميس، أن شركة “نيورالينك” تُخطط لوضع غرسات بحجم العملة المعدنية في أدمغة البشر، تسمى “لينك”، بهدف السماح للعقل البشري بالتحكم في الأجهزة الإلكترونية المعقدة باستخدام الإشارات العصبية فقط، ما سيُساعد الأشخاص المصابين بالشلل الكامل على استعادة التواصل مع أحبائهم عن طريق تحريك هذه الإشارات العصبية والكتابة بعقولهم.

(FILES) This video grab made from the online Neuralink livestream shows the Neuralink disk implant held by Elon Musk during the…شركة “نيورالينك” تخطط لوضع غرسات بحجم العملة المعدنية في أدمغة البشر.

وأوضحت “سي إن بي سي” أن مدى نجاح التجربة المعتمدة غير معروف. ولم ترد إدارة الغذاء والدواء وشركة “نيورالينك” على طلب الشبكة للتعليق.

و”نيورالينك” تستخدم نظام “بي سي آي” الذي يفك شفرة إشارات الدماغ ويترجمها إلى أوامر للتقنيات الخارجية.

ووفقا للموقع، كان العلماء يدرسون تقنية “بي سي آي” منذ عقود، وقد طورت العديد من الشركات أنظمة واعدة يأملون بطرحها في السوق. لكن الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء لجهاز طبي تجاري ليس بالمهمة اليسيرة، فهو يتطلب من الشركات إجراء العديد من التجارب الشاملة وجمع سلامة البيانات بنجاح.

ولم تتمكن أي شركة من الحصول على ختم الموافقة النهائي من إدارة الغذاء والدواء، لكن من خلال تلقي الضوء الأخضر لإجراء دراسة مع مرضى بشر، فإن “نيورالينك” تقترب خطوة واحدة من السوق، بحسب الموقع.

ومن المفترض، بحسب الموقع، أن تطلب “نيورالينك” من المرضى الخضوع لعملية جراحية في الدماغ لغرس الشريحة دائرية الصغيرة التي ستُعالج الإشارات العصبية وتترجمها.

والارتباط بين الشريحة الإشارات العصبية متصل بسلسلة من الخيوط الرفيعة والمرنة التي يتم إدخالها مباشرة في أنسجة المخ حيث تكتشف الإشارات العصبية.

وسيتعلم المرضى الذين يستخدمون أجهزة “نيورالينك” التحكم بها باستخدام تطبيق للأجهزة الذكية، وسيتمكن المرضى بعد ذلك من التحكم بالفأرة (الماوس) ولوحات المفاتيح الخارجية من خلال اتصال “بلوتوث”، وفقا للموقع الإلكتروني للشركة.

وواجهت شركة “نيورالينك” أزمات عديدة مستمرة، منذ أوائل عام 2022، بداية من اتهامات منظمات حقوق الحيوان الشركة بإجراء تجارب غير أخلاقية على القرود، بحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز”، في فبراير الماضي.

ووفقا للصحيفة، انتشرت أنباء عن تحقيق وزارة النقل الأميركية في مزاعم متعلقة باستخدام الشركة لأساليب شحن غير صحية لدى نقل غرسات الدماغ بشكل غير آمن من أدمغة القرود والتي ربما تكون قد أصيبت بالعدوى.

لكن يبدو أن ماسك لم يتأثر بهذه الاتهامات، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”، التي أوضحت في تقرير، في الأول من مارس الماضي، أنه استمر في الترويج لجهاز شركته من خلال مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتم فيها عرض حيوانات الاختبار لإثبات فعالية التكنولوجيا وأمانها.

وظهر في الفيديو الأكثر انتشارا وإثارة للجدل قرد مكاك، يبلغ من العمر تسع سنوات، يُدعى بيجر، يلعب لعبة فيديو دون وحدة تحكم، بل فقط باستخدام واجهة الدماغ التي ثبت بها الحاسوب.

ووفقا لـ”واشنطن بوست”، لم تعلن شركة “نيورالينك” الآثار السلبية للواجهة المزروعة بين الدماغ والحاسوب على القرود، وبدلا من ذلك يختار ماسك التركيز على تجاربه وأبحاثه التي يزعم أنها ستحسن وضع مرضى الشلل النصفي.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى