أفادت صحيفة الغارديان، البريطانية، أن ثلاثة أشخاص كانوا يعملون كحراس في قطر خلال مباريات كأس العالم، لا يزالون محتجزين بسبب احتجاجهم عن عدم دفع السلطات أجورهم بعد فسخ عقود عملهم بشكل مبكر.
ويقبع الثلاثة، في أحد سجون قطر، بعد أكثر من أربعة أشهر على اعتقالهم.
وحكم على عاملين اثنين من باكستان وهما، شاكر الله، وظفر إقبال، بالإضافة إلى زميلهما من الهند بالسجن ستة أشهر، وغرامة مالية تقدر بنحو 2800 دولار.
وكان الرجال الثلاثة من بين مئات من حراس الأمن، الذين وظفتهم شركة Stark Security Services، وهي شركة أمنية محلية خاصة، قامت بنشرهم على المواقع الرئيسية طوال كأس العالم ولكن تم تسريحهم في الأيام التي أعقبت النهائي، مع بقاء أشهر على عقودهم، وفق الصحيفة البريطانية.
مصطفى قدري، مدير مؤسسة “إكيدم” الحقوقية، دعا إلى الإفراج الفوري عن الرجال الثلاثة، قائلا إنهم عوقبوا لمجرد مطالبتهم بحقوقهم وحقوق المئات من زملائهم بعد إنهاء عقودهم بشكل مبكر.
وقال أيضا “هذه هي التكلفة الحقيقية لتجاهل الفيفا لحقوق الأشخاص الذين يساعدونهم في تحقيق أرباح ضخمة”.
ويواجه المئات من عمال Stark Security السابقين أيضا نفس الوضعية بعد الخلاف حول الإنهاء المبكر لعقودهم.
جاكوب، وباتريك، عاملان من كينيا، واجها نفس المشكلة، وهما اللذان أمضيا معظم البطولة في العمل كحراس أمن في ملعب 974، الذي استضاف مباريات كبيرة لفرق الأرجنتين والبرازيل وفرنسا والبرتغال واحتضن نجوما مثل ميسي ومبابي ورونالدو.
صدمة
يقول جاكوب وصديقه، إن الرسالة التي أخبرتهما بأنه قد تم تسريحهما كانت بمثابة صدمة، لأن عقودهما كانت لا تزال أمامها ثلاثة أشهر.
وكشف الرجلان أنه بعد تلقيهما الرسالة طُلب منهما تحصيل رواتبهما الأخيرة عن الأيام التي عملا فيها في شهر ديسمبر ومغادرة محل إقامتهما.
وبعد أيام قليلة من المباراة النهائية، وجدا نفسيهما فجأة بلا عمل.
قال جاكوب: “عندما احتاجوا إلينا، عاملونا بشكل جيد، لكن حاجتهم إلينا انقضت، نحن الآن لانعني أي شيء بالنسبة لهم”.
باتريك قال من جانبه: “يقولون إنها كانت أجمل بطولة لكأس العالم، لكن في نهاية المطاف فقدنا كل شيء”.
أجرت صحيفة الغارديان مقابلات مع تسعة حراس أمن عملوا في الشركة، بما في ذلك جاكوب وباتريك، وجميعهم تم إنهاء عقود عملهم مبكرا.
تبين من تلك المقابلات أن عقود العمال، التي اطلعت عليها الصحيفة، كانت تعد براتب شهري قدره نحو 740 دولارا مقابل العمل سبعة أيام في الأسبوع، فضلا عن توفير الطعام والسكن لهم.
ويقول الرجال التسعة الذين تحدثت إليهم الصحيفة أنهم عملوا لمدة ستة أشهر فقط وطردوا دون أي إشعار بينما كانت عقودهم تنص على أن الشركة تلتزم بفترة إشعار مدتها شهر.
وبموجب الإصلاحات التي أُدخلت على قوانين العمل في قطر في عام 2020، يمكن لأصحاب العمل إنهاء العقود مبكرا، لكن يجب عليهم تقديم إشعار قبل شهر واحد.
“نشعر بالعجز “
قال حارس أمن آخر من باكستان، “ذهبنا إلى قطر لكسب المال وتحقيق حياة أفضل لعائلتنا، لكن الشركة والسلطات خدعتنا” ثم تابع “نشعر بالعجز الشديد”.
ومع عدم وجود فرصة أخرى للتوظيف في قطر ولا إقامة تتيح ذلك، لا توجد طريقة أمام هؤلاء لسداد الديون الضخمة التي تحملوها للوصول إلى قطر.
يذكر أن جاكوب وباتريك ومئات من حراس الأمن الآخرين حاولوا التفاوض مع شركة Stark Security وقاموا بتقديم شكوى للحكومة القطرية، لكن دون أي جدوى.
قال جاكوب في الصدد: “قلنا لهم: ما زلنا على استعداد للعمل، نحن لم نخذلكم بأي شكل من الأشكال، لم نرتكب أي جريمة، إذا كنتم ترغبون في توقيفنا عن العمل، عليكم بتعويضنا عن الأشهر المتبقية”.
متابعات