توعد وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، الثلاثاء، المضاربين في أسواق النفط أو من يطلق عليهم البائعين على المكشوف، بأنهم “سيتألمون”، وذلك قبل اجتماع مقرر لتحالف “أوبك+” في الرابع من يونيو المقبل لبحث السياسة النفطية.
وقال الوزير السعودي، خلال كلمته بمنتدى قطر الاقتصادي، بحسب رويترز: “المضاربون، كما هو الحال في أي سوق، باقون، أبلغهم باستمرار بأنهم سيتألمون، لقد تألموا في أبريل، لست مضطرا لكشف أوراقي.. لكنني سأقول لهم فقط احذروا”.
كما أوضح أن التحالف سوف يواصل عمله الاستباقي والوقائي مما قد يحدث في المستقبل، دون النظر إلى أي انتقادات، مضيفًا “يجب أن نتحلى بالشجاعة الكافية للاهتمام بالمستقبل دون مواصلة… تلك السياسات التي قد تسمح لنا بتدبير الوضع لهذا الشهر أو الشهر المقبل أو الشهر الذي يليه ولكن مع ذلك نغفل عن نوايانا وأهدافنا الأهم”.
واعتبر أن تحالف “أوبك+” الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء آخرين منهم روسيا، يعمل بشكل منظم ومسؤول من أجل السوق النفطية.
وفي أعقاب تصريحات الوزير السعودي، ارتفعت أسعار النفط اليوم، بفضل توقعات تراجع الإمدادات وسط زيادة موسمية على طلب البنزين وخفض إنتاج “أوبك+”، وزادت العقود الآجلة لخام برنت 57 سنتا أو 0.8 بالمئة إلى 76.56 دولار للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 42 سنتا أو 0.6 بالمئة، إلى 72.47 دولار للبرميل، وفقًا لرويترز.
وارتفع الخامان، الاثنين، إثر صعود بواقع 2.8 بالمئة في العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة قبل عطلة يوم الذكرى في 29 مايو التي عادة ما تمثل بداية ذروة موسم الطلب على الوقود في الصيف.
ما هو “البيع على المكشوف”؟
في العادة يشتري الأشخاص الأسهم سواء النفطية أو غيرها بسعر أقل، ويحققون أرباحًا ببيعها بسعر أعلى مع ارتفاع الأسعار.
لكن حينما تتجه الأسعار نحو الهبوط، يقرر البعض استخدام أسلوب المضاربة أو ما يعرف بالبيع على المكشوف أو “Short selling”، حيث يقترض الشخص عقود نفط آجلة من وسيط بسعر معين ويقوم ببيعها في بورصات النفط بسعر السوق.
بعد انخفاض أسعار النفط، وقبل استحقاق العقود الآجلة يقوم الشخص بشراء العقود مجددًا بأسعار أقل ويعيدها إلى الوسيط مجددًا ليحقق ربحًا من فارق السعر.
وبحسب الموقع الرسمي لهيئة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة، فإن النشاط الكبير لعمليات البيع على المكشوف يمكن أن يقود إلى انخفاضات مفاجئة في الأسعار، مما يضعف ثقة المستثمرين ويقلل من القيمة التسويقية لأسم شركة ما.
الرياض رفضت اتهامها بالانحياز في النزاعات الدولية
وبحسب بلومبرغ، فإن المضاربة هنا تكون حركة متشائمة حيث تتوقع الهبوط وانخفاض الأسهم، وهي استراتيجية خطيرة جدًا في التداول وتتطلب مراقبة دقيقة لحركة السوق.
وأضافت أن بيانات السوق الحالية توحي على أن المضاربين في النفط، بدأوا في العودة لسياستهم المعتادة رغم تلقيهم خسارة قوية الشهر الماضي، بعدما أقر تحالف “أوبك+” تخفيضات مفاجئة في الإنتاج لترتفع أسعار النفط، وتتوقع المؤشرات التي يعتمد عليها هؤلاء المضاربون هبوطًا في أسعار النفط بعد قرارات “أوبك+” في اجتماعها الشهر المقبل.
وأعلنت السعودية وأعضاء آخرون في “أوبك+”، أوائل أبريل الماضي، خفضًا جديدًا في إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميا.
وجاء ذلك بعد قرار خفض الإنتاج في أواخر عام 2022 لدعم السوق مع تدهور الآفاق الاقتصادية، مما أثر على الأسعار.
واعتبرت واشنطن أن تخفيضات الشهر الماضي “تفتقر إلى الحكمة”، لتضيفها إلى انتقاداتها المتعلقة بقرار خفض الإنتاج الأساسي في أكتوبر الماضي.
ونقلت بلومبرغ عن المحليين بول هروسنيل وإميلي آشفورد من بنك ستاندرد تشارترد، أن التوقعات الحالية للمضاربين ربما تجعل الأعضاء البارزين في أوبك يتجهون نحو خفض جديد كوسيلة دفاعية ضد المضاربة.
وصرح وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، منتصف الشهر الماضي لرويترز، أن بلاده لا تتوقع اتفاق “أوبك+” على خفض جديد لإنتاج النفط خلال اجتماعه في يونيو، وذلك في أول إشارة من وزير بمنظمة أوبك إلى القرار المحتمل خلال الاجتماع في ظل تراجع أسعار النفط.
وقال عبد الغني “في الاجتماع المقبل، الذي سيعقد يومي الثالث والرابع من يونيو لن يكون هناك أي تخفيض إضافي، ونحن بالنسبة للعراق لا يمكن أن نخفض”.
اتهام لوكالة الطاقة الدولية
وفي ظل اعتماد “البيع على المكشوف” على التحليلات والتوقعات، اتهم وزير الطاقة السعودي خلال كلمته الثلاثاء، وكالة الطاقة الدولية، مجددا بالمسؤولية عن تضليل السوق بتوقعاتها الأولية بانخفاض الإنتاج الروسي ثلاثة ملايين برميل يوميا على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وقال “انظروا من هو المساهم الأكبر في محاولة إثارة التكهنات والبيانات والتوقعات التي أدت حقا إلى معظم التقلبات التي شهدناها في عام 2022 وما زلنا؟”.
وأضاف “هناك منظمة تسمى وكالة الطاقة الدولية، أعتقد أنها أثبتت أن الأمر يتطلب موهبة خاصة حقا لتكون على خطأ باستمرار”.
ولم ترد وكالة الطاقة الدولية على الفور على طلب رويترز للتعليق.