المجلس الانتقالي: حضرموت جزء من الدولة الجنوبية ولن تنجح محاولات سلخها

اختار المجلس الانتقالي الجنوبي محافظة حضرموت لعقد الدورة الجديدة للجمعية الوطنية، في توجه لا يخلو من رسائل سياسية لعل أهمها التأكيد على أن المحافظة الواقعة في جنوب شرقي اليمن هي جزء أصيل من الدولة الجنوبية المقبلة، وأن المحاولات الرامية إلى سلخها عن الجنوب لن تفلح.

وتشهد مدينة المكلا عاصمة حضرموت استعدادات مكثفة لانعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية والمقررة في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، وسيحضر الدورة عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. وترجح أوساط سياسية يمنية أن تشهد هذه الدورة الإعلان عن جملة من القرارات المصيرية في علاقة بدولة الجنوب المنتظرة.

وتعد الجمعية الوطنية بمثابة برلمان، وتتكون من 303 أعضاء يمثلّون مديريات ومحافظات جنوب اليمن، ويترأس الجمعية عضو هيئة رئاسة المجلس ومحافظ حضرموت الأسبق اللواء أحمد سعيد بن بريك.

وتحمل الجمعية وظيفة السلطة التشريعية داخل كيان المجلس الانتقالي الجنوبي وتحتوي على لجان متخصصة، وكان الانعقاد التأسيسي لها في الثالث والعشرين من ديسمبر 2017.

وسبق وأن جرت خمس دورات للجمعية الوطنية عقدت جميعها في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، لكن قيادة المجلس الانتقالي ارتأت هذه المرة أن تكون الدورة الحالية في حضرموت تماشيا مع التطورات الجارية في علاقة بانطلاق المسار الفعلي لاستعادة دولة الجنوب، والذي تمت التهيئة له من خلال اللقاء التشاوري الجنوبي الذي عقد قبل أيام، وشهد نجاحا ملفتا من حيث عدد الحضور، وأيضا من حيث مخرجاته المتمثلة أساسا في الميثاق الجنوبي الوطني.

وقد ركز الميثاق على عدد من البنود في مقدمتها قيام دولة جنوبية تحت نظام حكم فيدرالي أساسه المدنيّة والديمقراطية والسيادة الوطنية غير المنقوصة. وعلى أن يقوم بناء الدولة الجنوبية المنشودة على “الإرادة الشعبية والمواطنة المتساوية واحترام القانون وضمان حق الأقاليم في الإدارة المحلية كاملة الصلاحيات” بدون أي هيمنة مركزية بشرط الحفاظ “على الوحدة الوطنية في نطاق الدولة الاتحادية ودستورها”.

ويرى متابعون أن عقد الدورة الحالية للجمعية الوطنية هو رسالة لخصوم المجلس الانتقالي بأنه لا تراجع عن مسار استعادة الدولة الجنوبية، وأن حضرموت ستكون إحدى محافظاتها بمباركة معظم مكوناتها السياسية والمجتمعية التي شاركت بقوة في اللقاء التشاوري.

وقال طارق بازرعة عضو الجمعية الوطنية، إن انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في حضرموت يلجم كل الأصوات التي تحاول سلب هذه المحافظة من جنوبيتها.

ومن جهته اعتبر أحمد الحامد رئيس الإدارة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي بوادي وصحراء حضرموت، أن المحافظة أصبحت رقما صعبا في القضية الجنوبية وهي عاصمة ثانية للجنوب لما تمتلكه من إرث تاريخي وإستراتيجي واقتصادي عظيم.

وأكد زيد بن حريز مدير مكتب رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت على استثنائية الدورة، خصوصا مع الصدى الكبير الذي حظي به المجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة عدن، الأمر الذي يلفت أنظار المراقبين في الداخل والخارج. وقال بن حريز إن حضرموت ستشهد الإعلان عن قرارات حاسمة وقوية سيعلنها الرئيس الزُبيدي لمصلحة القضية الجنوبية.

وكان الحضور الهام للحضرميين في اللقاء التشاوري الجنوبي قد أثار حالة من الهستيريا من قبل الخصوم السياسيين للانتقالي وفي مقدمتهم حزب التجمع الوطني للإصلاح والذي ينشر تشكيلات عسكرية له في المحافظة ولاسيما في وادي حضرموت.

ويحاول حزب الإصلاح اليوم التشويش على الاستعدادات الجارية في المكلا لعقد الدورة السادسة للجمعية الوطنية، وهو يلتقي في ذلك مع جماعة الحوثي التي حولت بوصلتها الإعلامية مؤخرا لمهاجمة الانتقالي، والزعم أنه يجر المحافظة إلى أتون الصراع الذي ظلت بعيدة عنه نسبيا خلال السنوات الماضية، تنفيذا لأجندات بعض دول التحالف.

وأكد أحمد عمر بن فريد رئيس فريق الحوار الجنوبي بالخارج أن هناك حالة من الهستيريا تضرب عقول الأغلبية من قوى الشمال على مختلف توجهاتهم السياسية إزاء هذا الاندفاع الجنوبي المشهود تجاه لم الشتات وتوحيد الصفوف والمضي بخطى ثابتة نحو الاستقلال.

وقال بن فريد في تغريدة عبر حسابه على تويتر الخميس “لهؤلاء نود أن نذكرهم بما يلي: الاتهامات التي تسوقونها تجاه بعض دول الخليج تعلمون أنتم أنها باطلة ولا أساس لها، لأن هذا الالتفاف الشعبي الكبير حول مشروع الاستقلال كان موجودا منذ العام 2007 ووصل ذروته عام 2014 قبل عاصفة الحزم ولا زال يسير بنفس الاتجاه، فما علاقة السعودية والإمارات بذلك؟”.

وتابع “ثانيا: تعلمون أن ثورة الجنوب انطلقت من إرادة شعبية حقيقية، وكان نظام صالح (الرئيس الراحل علي عبدالله صالح) عبر أجهزته يلاحق نشطاء الجنوب حتى في دول الخليج”.

وأضاف “ثالثا: لولا التزامنا بوجودنا ضمن التحالف العربي الذي يفرض علينا قيودا كثيرة نحترمها لكنا قد توجهنا إلى خيارات مصيرية، ولكن ثقوا أن مصير الجنوب لن يبقى مرتبطا بفشلكم في تحرير بلادكم إلى الأبد”.

وأكد “ننصحكم أن تتخلوا عن دور النائحة وأن تتداركوا ما يمكن تداركه لتحرير بلادكم لأن من يحتل صنعاء اليوم هي ميليشيات الحوثي وإيران وليس المجلس الانتقالي الجنوبي ولا دول الخليج”.

وتساءل “وأنتم حاليا في الشتات مبعثرين، وبدلا من توحيد صفوفكم ومواجهة الاستحقاقات الوطنية لكم، تطالبون الجنوب بالبقاء في الوحدة! فمع من نتوحد نسألكم بالله؟ هل مع الحوثي وندفع الخمس له، وننفذ سياسة إيران في المنطقة، أم معكم وأنتم مبعثرون في أصقاع الدنيا؟ أليس فيكم عاقل رشيد!”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى