عائشة بن أحمد: قدمنا «مذكرات زوج» بصورة عصرية
تألقت الفنانة التونسية عائشة بن أحمد، في دراما رمضان الماضي، من خلال دورها في مسلسل «مذكرات زوج»، من خلال شخصية «شيرين»، الزوجة المتجاهلة لمشاعر زوجها، وهي شخصية جديدة بالنسبة لها، ما جعلها سعيدة بتقديمها، وزاد من سعادتها ردود الفعل التي تلقتها حول دورها، وتفاعل الجمهور مع الشخصية وتقلباتها النفسية، بما في ذلك اللحظات التي كانت فيها الآراء ضد الشخصية، وهو ما تعتبره دليل نجاح وليس العكس.
-
كيف جاء عملك في «مذكرات زوج»، وهل تخوفت من المشاركة في عمل اجتماعي بصبغة كوميدية؟
= بالفعل عندما عرض عليّ المسلسل في البداية، وقرأت الدور ترددت كثيراً، وكنت سأرفضه، خاصة أنني لست ممثلة كوميدية، لولا أن تحدث معي السيناريست محمد سليمان عبد المالك، وطمأنني وشرح لي أبعاد الشخصية وأهميتها في عمل اجتماعي مهم، وأن مسحة الكوميديا في المسلسل فقط لتخفيف حدة المواقف الصعبة، في عمل يحمل رسالة اجتماعية مهمة، كما أن الكوميديا في العمل نابعة من المواقف، تحتاج ممثلة جيدة وليست ممثلة كوميدية، بدليل أن هناك مشاهد جعلت البعض يتفاعل معها بالبكاء.
-
المسلسل مأخوذ عن رواية، سبق تقديمها في التسعينات في عمل ناجح، ألم تقلقك المقارنة؟
= بالتأكيد فكرة إعادة عمل سبق تقديمه ونجح جداً، مسألة تقلق أي فنان أو فنانة، لكن هناك أكثر من شيء طمأنني، أهمها أن هناك فترة زمنية طويلة بين العمل الأول وعملنا، تصل لأكثر من 30 سنة، هذه السنوات تغيرت فيها أمور كثيرة جداً مع تطور الأجيال، وهنا لابد أن أشيد بالنص الذي كتبه السيناريست محمد سليمان عبد المالك، الذي كتب عملاً يتناسب وروح العصر في المفاهيم والأفكار؛ بل وفي المشاكل أيضاً، ومتطلبات الأسرة، وشخصيات مرسومة بدقة كبيرة، وساعدني على ذلك أنني لم أشاهد العمل الأول.
-
قدم المسلسل شخصية «مدرب الحياة»، فهل ترين أنها مهمة؟
= بالتأكيد شخصية «مدرب الحياة» أصبحت مهمة جداً في حياتنا المعاصرة، والسيناريو قدمها بشكل دقيق جداً، وكان المؤلف حريصاً على أن يوضح الفارق بينها وبين الطبيب النفسي، وأن مهمته تتمثل في رسم حياة الإنسان بشكل أفضل، وأن هذا لا ينفي أهمية دور الطبيب النفسي، فكل منهما له مهمته ودوره في المجتمع.
شخصية واقعية
-
كيف وجدت شخصية «شيرين»، وهل هي شخصية واقعية؟
= شخصية شيرين واقعية جداً، وموجودة في كل المجتمعات العربية، لكنها في الوقت نفسه تركيبة صعبة جداً، وكنت حريصة طوال الوقت ألاّ أقع في فخ تقديم شخصية الزوجة المتسلطة التقليدية، التي تصرخ طوال الوقت وتعطي الأوامر لكل من حولها حتى زوجها، ونفذت ذلك بالاتفاق مع المخرج تامر نادي الذي أفادني جداً، واعتمدت على طبقة صوت هادئة، حتى في أكثر اللحظات انفعالاً.
-
باعتبار أنها شخصية واقعية، هل هناك أوجه تشابه بينكما؟
= وجدت أن الشخصية ليست بعيدة عني، وإنها تشبهني في بعض التفاصيل، ربما أهمها أنني في بيتي منظمة جداً مثلها، ولابد أن يكون كل شيء في مكانه ومنضبطاً، لكن بالتأكيد لا أستطيع أن أحكم إذا كنت سأصبح مثلها بعد الزواج أم لا؟ فهي ليست شريرة، ولديها مشاعر جميلة، لكن كان لديها بعض الأفكار الخاطئة.. وتخلصت منها في نهاية الحلقات.
-
هل كان هناك مشهد أجهدك أثناء التصوير؟
= لم يكن مشهداً واحداً؛ بل كان هناك العديد من المشاهد الصعبة بالنسبة لي، لكن ربما كان أصعبها مشهد الطلاق، عندما طلقها زوجها أمام أطفالهما، وكتمت مشاعرها وظلت صامدة لا تبكي خشية أن يظهر ضعفها أو صدمتها، والصعوبة هنا تكمن في أن الأحاسيس والمشاعر كانت داخلية وليست خارجية، كما كان هناك الكثير من المشاهد التي اعتمدت على الأحاسيس والمشاعر المكتومة.
تعاطف وانقسام
-
ردود الفعل تجاه شخصية تباينت بين الكراهية إلى التعاطف.. كيف وجدت ذلك؟
= بالفعل هذا كان صعباً جداً، ففي بداية الحلقات، كان الجمهور متعاطف مع الزوج ضد الزوجة، لدرجة أن العديد من التعليقات كانت تؤكد كراهيتهم لنموذج «شيرين»، لكن تدريجياً بدأ الجمهور خاصة النساء في التعاطف معها، على الرغم من صعوبة مواقف الشخصية، ثم انقسمت الآراء، وأنا شخصياً كنت أتوقع ذلك، لكن ردود الفعل والتعليقات أسعدتني جداً، وأكدت أنني تمكنت من تقديم الشخصية بالصورة المطلوبة والحمد لله.
-
أحداث المسلسل دارت في 15 حلقة.. فهل كان ذلك كافياً لعرض فكرة العمل؟