السعودية .. الرياضة استثمار “يثير فضول العالم حولها”
باتت السعودية لاعبا محوريا في العديد من الرياضات مع جذبها رياضيين مثل كريستيانو رونالدو. ورغم انتقادات جماعات حقوق الإنسان ضد ما اسمته "تبييض رياضي" لسمعة السعودية، إلا أن "السعودية ترغب في زيادة فضول العالم حيالها".
خلال الأزمة الأخيرة لنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مع ناديه باريس سان جيرمان الأسبوع الماضي، تردد اسم السعودية كثيرا، مما يُدل على الدور الكبير الذي يلعبه أكبر مصدر للنفط في العالم على الساحة الرياضية العالمية.
وقرر نادي باريس سان جيرمان الثلاثاء (3 مايو / أيار) إيقاف ميسي “عدة أيام” بسبب رحلة غير مصرح بها إلى السعودية في إطار دوره كسفير للسياحة السعودية وسط تكهنات عن رحيل النجم الأرجنتيني عن النادي الباريسي، فيما يمكن أن يكون الدوري السعودي وجهته المحتملة لينافس غريمه السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ويجني ميسي عشرات الملايين من اليورو مقابل دوره كسفير للسياحة السعودية في إطار انفاق سعودي ضخم على الكثير من الرياضات العالمية فيما لا يقتصر الأمر على الساحرة المستديرة.
#WelcomeMessi to Diriyah, the land of traditions, heritage and history. Leo Messi, his wife Antonella and his sons Mateo and Ciro had an enjoyable tour where they learned about the history of Saudi and met its generous and hospitable people in At-Turaif. pic.twitter.com/vna7y63m2u
— Ahmed Al Khateeb أحمد الخطيب (@AhmedAlKhateeb) May 2, 2023
وفي تقرير صدر قبل عامين، قالت منظمة “غرانت ليبرتي” لحقوق الإنسان ومقرها لندن، إن السعودية استثمرت نحو 1.5 مليار دولار على استضافة ودعم أحداث رياضية عالمية خلال السنوات القليلة الماضية فيما زاد هذا الرقم بشكل كبير خلال العامين الماضيين مع ضخ استثمارات كبيرة في عالم كرة القدم والغولف وسباق السيارات والكريكيت.
وأنفق الصندوق السيادي السعودي المعروف باسم “صندوق الاستثمارات العامة” حوالي 800 مليون دولار على جولة واحدة من بطولة “لايف غولف”عام 2022، وفق لما ذكره المسؤول السابق في البطولة أتول خوسلا.
تزامن هذا مع شراء صندوق الاستثمارات العامة نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم مقابل 400 مليون يورو (438 مليون دولار) عام 2021 مع إنفاق أكثر من 300 مليون يورو على شراء لاعبين جدد.
كما تصدر الدوري السعودي عناوين الصحف العالمية بعد نجاح نادي النصر في ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى صفوفه.
كذلك أعلنت المملكة مؤخرًا عن خطط لزيادة الإنفاق على لعبة الكريكيت بشكل كبير في إطار مساعيها لأن تصبح “وجهة عالمية للكريكيت” من خلال استضافة أكبر بطولات هذه الرياضة شهرة في العالم.
وفي السياق ذاته، ذكرت تقارير أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يسعى لشراء سباقات “فورمولا 1” للسيارات مقابل 20 مليار دولار.
تقوم “رؤية 2030” التي أطلقها محمد بن سلمان على أساس تنويع مصادر الاقتصاد بعيدا عن النفط
“تبييض رياضي”
وتتعرض طموحات السعودية الرياضية لانتقادات من العديد من المنظمات الحقوقية خاصة ما تسميه “تبييض رياضي” وهو مصطلح يُقصد به “القيام برعاية فريق أو حدث رياضي من أجل تشتيت الانتباه عن الممارسات السيئة في أماكن أخرى”، وذلك وفقا لمنظمة “غرينبيس”.
الجدير بالذكر أن سمعة السعودية على الساحة العالمية في أزمة جراء سجلها الحقوقي خاصة انتهاكات حقوق الإنسان والافتقار إلى حرية التعبير والزج بالمعارضين في السجون، فيما تعد واقعة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول عام 2018 المثال الأبرز على ذلك.
من جانبه، قال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الهدف من الإنفاق السعودي الضخم على الرياضة يتمثل في بناء صورة أكثر إيجابية عنها على الساحة العالمية.
وفي مقابلة مع DW، أضاف “ترغب القيادة السعودية في خلق انطباعات إيجابية عن المملكة في أذهان الرأي العام العالمي إذ أنه عندما يتطرق الحديث في الغرب عن السعودية، فإن الأمر سوف ينصب حيال ثروتها النفطية والإرهاب والفصل بين الجنسين”.
وشدد على أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ودائرته المقربة يرون أن الرياضة جزء حيوي من الاستراتيجية الشاملة لتقوية مكانة السعودية العالمية في السياسة والاقتصاد.
مكاسب اقتصادية
بيد أن الخبراء يرون أن المكاسب السعودية من وراء هذا الإنفاق الرياضي الضخم لا يتوقف على الأهداف السياسية وإنما قد يحمل الأمر في طياته مكاسب اقتصادية، فعلى سبيل المثال جاء اختيار ميسي سفير للسياحة في السعودية في إطار مساعي الرياض إلى تنويع اقتصادها بعيدا عن اعتمادها الحالي على النفط.
اشترى كونسورتيوم مدعوم من السعودية نادي نيوكاسل الإنجليزي عام 2021