يعد قطاع السياحة في السعودية أمرًا محوريًا في خطط رؤية المملكة 2030 لتحويل وتنويع اقتصادها.
يتناول مقال تشارلز فيليبس في “معهد دول الخليج العربية” الذي ترجمه “الخليج الجديد”، عزم السعودية جذب السياح الترفيهيين الدوليين وزيادة عدد السياح المحليين الذين يسافرون في جميع أنحاء البلاد بشكل كبير كما تخطط لتوسيع السياحة الدينية بشكل كبير.
أهداف طموحة
قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، في 2021، إن المملكة تخطط لاستثمار أكثر من تريليون دولار في هذا القطاع على مدى السنوات العشر المقبلة. تهدف الحكومة إلى زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 3% في عام 2018 إلى أكثر من 10% بحلول عام 2030 وخلق مليون وظيفة جديدة في قطاع السياحة، وهو أمر ضروري لتزايد عدد الشباب في المملكة الباحثين عن عمل.
ووفقا للمقال حددت الدولة هدفًا يتمثل في جذب 100 مليون زيارة سياحية سنويًا بحلول عام 2030. وهذا يشمل 45 مليون زيارة محلية و 55 مليون زيارة دولية.
ويورد المقال أنه بحلول عام 2030، من المتوقع أن تكون حوالي 50% من الزيارات إلى المملكة العربية السعودية للترفيه، تليها 32% للسياحة الدينية، و 10% لزيارة الأصدقاء والأقارب، و 9% لسياحة الأعمال.
ففي عام 2019، كان هناك حوالي 45 مليون زيارة: 40% كانوا سياحة ترفيهية، و38% سياحة دينية، و13% لزيارة الأصدقاء والأقارب، و9% سائحين من رجال الأعمال.
في ذات السياق، استقبلت السعودية 17.5 مليون سائح دولي وافد في عام 2019. واستقبلت فرنسا، التي تحتل المرتبة الأولى في السياحة الدولية، 91 مليون سائح دولي وافد في عام 2019. وكان أكثر من نصف (9.3 مليون) سائحًا دوليًا في السعودية في عام 2019 من الحجاج والمعتمرين.
ووفقا للمقال حددت الدولة هدفًا لاستضافة 30 مليون حاج بحلول عام 2030، وهو مدرج ضمن هدفها الشامل المتمثل في 100 مليون زيارة سنوية.
المستقبل
يشير الكاتب إلى أنه من المتوقع أن تحقق السعودية أهدافها السياحية فقد تم بالفعل تجاوز أهداف السياحة المحلية بشكل كبير. وقد كان لدى العديد من المقيمين السعوديين خيارات سفر دولية قليلة في ظل قيود السفر الوبائية لفيروس كورونا، وكان لديهم فضول لاستكشاف البلاد مع فتح وجهات جديدة.
وبحسب وزير السياحة، فقد سجلت الدولة 93.5 مليون زيارة سياحية في عام 2022، بما في ذلك 77 مليون زيارة محلية و16.5 مليون زيارة دولية، وكان القادمون من دول مثل الكويت والبحرين وباكستان ومصر وإندونيسيا والهند.
ويشير المقال إلى أنه مع قيام الصين مؤخرًا بتخفيف قيود فيروس كورونا على السفر الدولي، يمكن للسائحين الصينيين في نهاية المطاف أن يشكلوا حصة كبيرة من الزيارات الدولية للمملكة.
ومن المرجح أن تتم مراجعة العديد من أهداف السياحة الرسمية للبلاد ، والتي تم الإعلان عنها بعد إطلاق رؤية 2030 في عام 2016 ، صعودًا نظرًا للنجاحات الأخيرة.
كما أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان الدولة تقديم مشاريعها السياحية الطموحة. ومع ذلك، يتم إحراز تقدم ملموس والتطورات جارية على قدم وساق للاستعداد لتدفق كبير من السياح. في واحدة من أولى العلامات الرئيسية للتقدم ، تم إصدار لقطات بطائرة بدون طيار في أكتوبر 2022 تظهر أعمال حفر كبيرة جارية للتحضير للبناء في نيوم، وهي منطقة مستقبلية قيد التطوير في شمال غرب السعودية. كان هذا بمثابة تحديث مرحب به من بلد حيث تبدو التطورات في كثير من الأحيان غامضة للمراقبين الخارجيين. وهناك العديد من الأمثلة على التقدم الملموس في المشاريع في جميع أنحاء البلاد، وبدأت بعض الوجهات بالفعل في الترحيب بالسياح.
السعودية وجهة سياحية
يؤكد المقال أن الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة في السنوات القليلة الماضية في السعودية ساعدت على تحسين وضع قطاع السياحة وجعل السفر أسهل للزوار المحليين والدوليين. يتضمن ذلك تحولًا كبيرًا في معايير النوع الاجتماعي وتوسعًا كبيرًا في حقوق المرأة مقارنة بما كان عليه الحال قبل 5 سنوات فقط بالإضافة إلى تخفيف العديد من التقاليد والممارسات الصارمة بما في ذلك الإلغاء الفعلي للشرطة الدينية في البلاد.
ويضيف المقال أنه كانت هناك زيادة في التدريب ومشاركة القوى العاملة المحلية في قطاع السياحة. ومع ذلك، فإنه لا يزال قطاعًا ناشئًا؛ وستكون هناك حاجة إلى قدرة تدريب وبنية تحتية أكبر لتوفير جميع الخدمات والنقل والإقامة اللازمة لأعداد كبيرة من السياح. وتشمل التطورات الأخيرة الأخرى إطلاق سلسلة من التوسعات الضخمة في المطارات وإعلان شركة طيران جديدة؛ “طيران الرياض”.
ويرى الكاتب أنه سيكون تحسين الوجهات المتنوعة للبلاد أمرًا مهمًا لإعادة تشكيل التصورات عن السعودية كوجهة ومفتاح لجذب المزيد من الزوار الدوليين. وسيكون نقل الثراء الثقافي للمملكة العربية السعودية وتراثها إلى العالم أمرًا مهمًا لما كان يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه مجتمع مغلق نسبيًا ووجهة غير معروفة.
ويشير الكاتب أنه في سياق تعزيز أوراق اعتمادها كلاعب سياحي دولي ووجهة تراثية، تم انتخاب المملكة لرئاسة لجنة التراث العالمي لليونسكو لعام 2023.
ويتوقع الكاتب أن شكل المنافسة مع الوجهات الإقليمية الأخرى، مثل دبي، سيظل سؤالًا رئيسيًا. هنا، يمكن السعودية التركيز على مزاياها التنافسية. ومن الأشياء التي تجعل الوجهات السعودية متميزة هو التركيز القوي على الطبيعة والتراث.
وباعتبارها الدولة الـ13 الأكبر في العالم، تقدم وجهات السعودية أيضًا تنوعًا كبيرًا يمتد عبر مناظر طبيعية متنوعة عبر مساحة هائلة من اليابسة.
ويختتم المقال بالقول إنه مع تناقص الطلب الدولي على النفط وانخفاض أسعار النفط تزداد أهمية تقدم السياحة في البلاد ويشرح هذا سبب جدية الحكومة بشأن هذه المشاريع الطموحة للغاية حيث يمكن لهذه المشاريع أن تضع المملكة العربية السعودية على خريطة السياحة العالمية وتجعلها وجهة لا بد من زيارتها. ولهذا ستحتاج المملكة إلى التركيز على مزاياها التنافسية والاستمرار في إرساء الأساس لاستقبال تدفق الزوار الجدد.
متابعات