قال اثنان من خبراء الصحة المهنية الدوليين إنهما وخبراء آخرون يعتزمون حث قطر الثلاثاء على إنشاء “مركز امتياز” معنيّ بالإجهاد الحراري، في سياق مساع يأملون في أن تتوسع لتشمل باقي دول الخليج وتستهدف تعزيز تدابير حماية العمال من ظروف الحرارة والرطوبة المفرطة.
ولقي العديد من العمال مصرعهم في قطر خلال السنوات الماضية بسبب “الإجهاد الحراري”، الأمر الذي أثار انتقادات المنظمات الحقوقية، ودفع الدولة الخليجية الثرية لاتخاذ جملة من الإجراءات لتحسين تدابير الحماية.
وأوضح الخبيران أن الخبراء الموجودين في الدوحة لحضور مؤتمر تعقده منظمة العمل الدولية سيدعون قطر إلى البناء على القواعد التي أدخلتها في عام 2021 بشأن مواجهة مشكلة الإجهاد الحراري.
وقال أندرياس فلوريس، الأستاذ المساعد في جامعة ثيساليا اليونانية، لرويترز قبيل المؤتمر إن قطر يمكنها “نشر هذه الجهود، ودعم البلدان الأخرى وتزويدها بخارطة طريق تحدد كيفية معالجة هذه المشكلة على مستوى المنطقة العربية”.
ويتعرض العمال في الخليج لدرجات حرارة تزيد على 45 درجة مئوية، والتي يقول باحثون ومنظمات غير حكومية إنها تعرضهم لأمراض وإصابات مرتبطة بالحرارة وأيضا للوفاة.
وصرحت قطر قبل ذلك أنها تحمي العمال من خلال حظر العمل في الأماكن المفتوحة من العاشرة صباحا حتى الثالثة والنصف مساء خلال الفترة من الأول من يونيو وحتى منتصف سبتمبر.
وقال جاسون جلاسر رئيس منظمة “لا إيسلا نتورك” لأبحاث الصحة المهنية إن قطر قد تشكل “نموذجا صغيرا يمكننا إنجاحه” وتصدير الحلول إلى دول الخليج الأكبر مثل السعودية.
وأضاف “تمتلك قطر الموارد والثقة الذهنية لتحسين المراقبة وتحسين التصميم وتحسين التنفيذ.. للتأكد من أن هذا مفيد بالفعل في البلاد”. ولم يرد المكتب الإعلامي الحكومي على طلب للتعليق.
وقال جيمس لينش، مدير منظمة “فير سكوير” لحقوق الإنسان، والذي لم يحضر المؤتمر، إن التدابير التي تتخذها قطر للحماية من الإجهاد الحراري لا تنتشر بالشكل الكافي، ودعا السلطات إلى ضمان وقت كاف للراحة للعمال والتحقيق الفعال في حالات الوفاة بين العمال، والتي يمر الكثير منها دون تفسير.