استهدفت صواريخ كروز روسية العاصمة الأوكرانية، كييف، الثلاثاء، بينما احتشد الجنود والدبابات في الميدان الأحمر بموسكو من أجل عرض عسكري إذ أحيت روسيا ذكرى الانتصار على النازيين بهجوم جديد على أوكرانيا.
وفي خطاب دام عشر دقائق بالميدان الأحمر أمام جدران الكرملين، هاجم الرئيس، فلاديمير بوتين، “النخب العالمية الغربية” وقال إن روسيا تواجه مجددا تهديدا وجوديا.
وأضاف الرئيس الروسي، الذي أمر العام الماضي بما يصفه الغرب بأنه غزو غير مبرر لأوكرانيا دمر مدنا وقتل آلاف المدنيين، “تواجه الحضارة اليوم نقطة تحول مرة أخرى، أُطلقت حرب حقيقية على بلدنا”.
وبعد أن ألقى بوتين كلمته، عزفت فرقة موسيقية وأطلق مدفع تحية. وسار الجنود في أنحاء الميدان تتبعهم دبابات وصواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية.
لكن ألغي عرض للطائرات العسكرية فوق موسكو، في حين قلصت السلطات أو ألغت مواكب عسكرية في بعض المدن الأخرى لدواع أمنية، منها المرتبطة بالطائرات المسيرة التي انفجرت فوق قبة الكرملين في الأسبوع الماضي، ونقص الجنود والأسلحة على الجبهة.
وألغت السلطات في جميع أنحاء البلاد مواكب “الفوج الخالد”، التي يحمل الناس خلالها صورا لأقاربهم الذين قاتلوا ضد النازيين.
وقالت أوكرانيا إن دفاعاتها الجوية أسقطت 23 من أصل 25 صاروخا استهدفت العاصمة بشكل أساسي، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وهذه هي الليلة الثانية على التوالي التي تشهد فيها البلاد ضربات جوية روسية كبيرة والخامسة حتى الآن هذا الشهر.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية في بيان على تلغرام “في عشية يوم التاسع من مايو، شنوا هجوما على أراضي أوكرانيا”.
وقال سيرغي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، إن الروس حاولوا قتل المدنيين.
وصرح رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، أن حطاما سقط على منزل في منطقة هولوسيفسكي جنوب غرب كييف لكنه تسبب في أضرار طفيفة.
كما تناثر حطام على أحد الطرق في منطقة شيفتشينكيفسكي التي غالبا ما يجري استهدافها في وسط المدينة.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين وتقول إن ضرباتها الجوية تهدف إلى الحد من قدرة أوكرانيا على القتال.
وصعدت روسيا هجماتها هذا الشهر تحسبا لهجوم مضاد أوكراني يلوح في الأفق، بعدما لم تفلح حملة روسية فاشلة خلال الشتاء في السيطرة على أراض تذكر، على الرغم من كونها أكثر المعارك البرية دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
والتاسع من مايو الذي يوافق يوم استسلام ألمانيا في عام 1945 هو أهم عطلة في روسيا في عهد بوتين.
وفي خطوة رمزية تؤكد على انفصالها عن موسكو، أعلنت كييف هذا العام تغيير موعد الاحتفال بيوم النصر رسميا إلى الثامن من مايو على غرار حلفائها الأوروبيين.
فيما يحل في التاسع من مايو “يوم أوروبا” الذي يحتفل بذكرى تأسيس الهيئة التي أصبحت الاتحاد الأوروبي.
واستقبلت كييف رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي نشرت صورة لها على تويتر في أثناء وصولها إلى محطة كييف بالقطار.
وكتبت قائلة: “من الجيد أن أعود إلى كييف. حيث يتم الدفاع عن القيم التي نعتز بها كل يوم. يا له من مكان مناسب للاحتفال بيوم أوروبا”.
وفي الكرملين بموسكو، رحب بوتين بقادة الدول الحليفة من الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل أرمينيا وروسيا البيضاء وطاجيكستان وتركمانستان وقرغيزستان قبل أن يجلسوا في أماكن مخصصة لهم على منصة في الخارج.
منعطف حاسم
يأتي العرض خلال منعطف حاسم من الحرب، إذ تستعد كييف لشن هجوم مضاد في الأسابيع المقبلة بعد إبقاء قواتها في موقف دفاعي خلال الأشهر الستة الماضية.
وخلال ذلك الوقت، شنت روسيا حملة شتوية كبيرة، وتكبدت خسائر فادحة في أكثر المعارك دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية لكنها لم تحقق مكاسب تذكر.
وتقول كييف إن روسيا حاولت وفشلت في الاستيلاء على مدينة باخموت في شرق البلاد وهو ما كان من شأنه أن يحقق لبوتين نصرا في حملته العسكرية في أوكرانيا في الوقت الملائم قبل عطلة يوم النصر.
متابعات