بعد قرار إعادة سوريا للجامعة العربية.. متحدث باسم الخارجية الأميركية: نشكك بدوافع الأسد

أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن ترى أن سوريا لا تستحق العودة إلى الجامعة العربية، مشككا في رغبة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بحل الأزمة السورية.

وقال المتحدث إن “أميركا لا تعتقد أن سوريا تستحق العودة إلى الجامعة العربية في هذه المرحلة”، وفق ما نقلته رويترز.

وذكر أن “واشنطن تفهم أن الشركاء يسعون للتواصل المباشر مع الأسد لمزيد من الضغط تجاه حل الأزمة السورية”.

لكن المتحدث باسم الخارجية الأميركية قال في الوقت ذاته: “نشكك في رغبة الأسد في حل الأزمة السورية لكننا تتفق مع الشركاء العرب حول الأهداف النهائية”.

وقررت جامعة الدول العربية، الأحد، استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها بعد أكثر من 11 عاما على تعليق أنشطة دمشق إثر الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دام قسّم سوريا وأتى على اقتصادها وبنيتها التحتية.

وتنتهي بذلك عزلة دبلوماسية فرضتها دول عربية عدة منذ بداية النزاع، في عام 2011، على الأسد، الذي تتطلع حكومته اليوم إلى أموال إعادة الإعمار، رغم أن الطريق لا يزال طويلا أمام تسوية سياسية في بلد مقسم، تتنوع القوى المسيطرة فيه.

وأعلن مجلس جامعة الدول العربية إثر اجتماع غير عادي على مستوى وزراء الخارجية “استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها”  اعتبارا من الأحد.

وفي أول رد على القرار، أكدت وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري على أهمية “التعاون العربي المشترك”، مشددة على أن المرحلة المقبلة “تتطلب نهجا عربيا فاعلا وبناء… يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية”.

وقالت الخارجية في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن سوريا تابعت “التوجهات والتفاعلات الإيجابية التي تجري حالياً في المنطقة العربية (…) وفي هذا الإطار تلقت سوريا باهتمام” قرار الجامعة، التي تعد سوريا عضواً مؤسساً فيها.

ويأتي القرار الذي سبقته خلال الأسابيع الماضية مؤشرات انفتاح عربي على سوريا، قبل عشرة أيام من قمة عربية تعقد في السعودية في 19 مايو.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفي إثر الاجتماع إنه عندما توجه الرياض، كونها الدولة المضيفة، الدعوة لحضور القمة العربية، فإن الأسد “قد يشارك بالقمة إذا رغب بذلك”.

ولم تعلن دمشق ما إذا كان الأسد سيشارك في اجتماع الرياض. وكانت قمة سرت في ليبيا، في عام 2010، آخر قمة حضرها.

وأوضح أبو الغيط أن “عودة سوريا إلى شغل المقعد هي بداية حركة وليست نهاية مطاف”، معتبرا أن مسار التسوية سيحتاج وقتا وأن القرار “يُدخل الجانب العربي لأول مرة منذ سنوات في تواصل مع الحكومة السورية للبحث في كافة عناصر المشكلة”.

وذكر أن القرار لا يعني استئناف العلاقات بين سوريا والدول العربية إذ أن “هذا قرار سيادي لكل دولة على حدة”.

وقررت جامعة الدول العربية، وفق بيانها، تشكيل لجنة وزارية لمواصلة “الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية” وانعكاساتها وضمنها أزمات اللجوء و”الإرهاب” وتهريب المخدرات الي يُعد أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة إلى دول خليجية باتت سوقا رئيسية لحبوب الكبتاغون المصنعة بشكل رئيسي في سوريا.

وإثر اندلاع النزاع، قطعت دول عربية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وأبعدتها عن جامعة الدول العربية في نوفمبر من عام 2011.

وقدمت دول عدّة، خصوصا خلال سنوات النزاع الأولى، دعما للمعارضة السياسية والمسلحة حتى أنه خلال قمة عربية في الدوحة، في عام 2013، شارك، ولمرة واحدة فقط، وفد من الائتلاف السوري المعارض بوصفه “ممثلا” للشعب السوري، في خطوة اعتبرت رمزية.

وأودى النزاع المستمر بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وتحولت سوريا إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية.

لكن الأسد بقي في قصره الرئاسي، واستعادت قواته تدريجيا غالبية المناطق التي خسرتها بدعم من حليفيه روسيا وإيران.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى