عاد خطباء التيار الصدري إلى الخوض في المسائل الداخلية بعد فترة اعتكاف طويلة نسبيا، فيما قرأه متابعون إيذانا بقرب عودة التيار إلى المشهد السياسي في العراق. ووجه خطيب مسجد الكوفة هادي الدنيناوي الجمعة رسائل تحذيرية لـ”الطبقة السياسية العليا في العراق” من “غضبة الحليم”، في إشارة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وقال الدنيناوي في الخطبة المركزية للتيار بمسجد الكوفة إن “الطبقة العُليا السياسية التهت بسنّ القوانين التي تخدم مصالحها الحزبية والفئوية والشخصية”. وأضاف “نحن نعتقد أن سبب هذا كله هو (سكون الحليم) وليس سكوته فَـ(آل الصدر) لا يسكتون واحذروا غضبة الحليم إذا غَضِب”.
وكان التيار الصدري انكفأ على ذاته، بعد قرار زعيمه الانسحاب من العملية السياسية لفائدة خصومه في الإطار التنسيقي في يونيو الماضي، على إثر فشله في تحقيق طموحه بتشكيل حكومة أغلبية يتولى قيادتها.
وعلى مدار الأشهر الماضية كثرت التكهنات بعودة الصدر إلى الساحة السياسية، لكن قراره الشهر الماضي بتجميد عمل التيار وبدء عملية تطهير من الداخل، على خلفية ظهور جماعة تطلق على نفسها “أصحاب القضية”، وتروّج إلى أن الصدر هو المهدي المنتظر، أدت إلى إضعاف فكرة عودته قريبا.
ويرى متابعون أنه بالنظر إلى مسيرة الصدر، فإنه عمليا لا يمكن التكهن بسلوكياته ومواقفه التي عادة ما تأتي مخالفة للاعتقاد السائد. ويستدرك هؤلاء بالقول إن خوض خطيب الكوفة مجددا في السياسة الداخلية للعراق، لا يبدو بريئا، أو بمبادرة شخصية منه، والأغلب أنه تمهيد لعودة الصدر إلى الساحة السياسية.
ويشير المتابعون إلى أن الصدر كان ينتظر على ما يبدو تفكك ائتلاف إدارة الدولة، الذي يقود العملية السياسية الحالية في العراق، بالنظر إلى حجم الخلافات بين مكوناته، لكن هذا الرهان طال، وربما يجد أن الأفضل هو التحرك وإعادة تفعيل حضوره.