هربت لمصر بحثا عن الأمان.. أسرة سودانية تروي تفاصيل الرحلة الشاقة

تروي أسرة نزحت من السودان إلى مصر بعد الاقتتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تفاصيل رحلتها الشاقة، وكيفية عبورها الحدود بين البلدين، في شهادات توثق الأحداث التي تشهدها بلادهم منذ منتصف أبريل الماضي، حسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
لم ننعم بطعم النوم
تتحدث مواهب محمد، السيدة البالغة من العمر 47 عاما، عن فرارها رفقة عائلتها نحو مصر، بعد اندلاع الاشتباكات في بلادها، في رحلة شاقة استغرقت قرابة الأسبوع، لم تنعم خلالها الأسرة بطعم النوم.
وعادت مواهب مع أسرتها إلى العاصمة السودانية الخرطوم من دبي قبل أربع سنوات، وكانت وقتها تتخيل أن بلادها تتجه نحو الديمقراطية.
وأكدت أنها عادت لوطنها للمساعدة في بناء مجتمع حديث وديمقراطي بعد ثورة أطاحت بالرئيس السوداني السابق، عمر البشير، عام 2019.
وبدلا من ذلك، وجدت نفسها وعائلتها هاربين من الخرطوم وهي تتجه نحو حرب أهلية، وقالت “كان لدي أمل في السودان، لم أعتقد أنني سأغادر مرة أخرى”.
عاشت مواهب رفقة أسرتها المكونة من زوجها محمد هاشم صاحب الـ 48 عاما، وأولادهم الثلاثة فراس (14 عاما) وهاشم (11 عاما) وعبد الله ( 6 أعوام )، لحظات عصيبة وكانوا شهود عيان على حدة الاشتباكات التي اندلعت بالخرطوم.
رصاصات القناصة
كان زوجها هاشم الذي يعمل في دبي بالمنزل لقضاء شهر رمضان، مع اقتراب عطلة العيد، استولى القناصة على الحي الذي يعيشون فيه، وسقطت رصاصة عند أقدامهم عندما غامر أفراد الأسرة بالخروج لرؤية ما يجري، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
وكانت الأسرة تتشارك ما لديها من طعام مع جيرانهم، وعانوا من انقطاع المياه والكهرباء.
أحاطت بالأسرة أصوات إطلاق النار والانفجارات المدوية، والتي أثرت على مواهب وجعلتها “لا تسمع كما ينبغي”، رغم مرور أسبوع على مغادرتها الخرطوم.
وبقيت الأسرة في المنزل لعدم رغبة مواهب في ترك والدها المصاب بالشلل الجزئي والبالغ من العمر 80 عاما، ورفض زوجها المغادرة دون والديه وشقيقه المعاق.
ولكن عندما جرت عملية نهب بنك قريب من منزلهم، قرروا أن الوقت قد حان للمغادرة.
رحلة شاقة
كانت محطات الوقود وشركات الحافلات تتلاعب بالأسعار، ولم تكن بطاقات الائتمان “مجدية”، فلجأت الأسرة لاقتراض الأموال من الأصدقاء لشراء ما يكفي من البنزين للقيادة إلى المحطة الحافلات، وشراء تذاكر حافلة تقلهم إلى مصر.
وفي رحلة مدتها 18 ساعة وصلت الحافلة التي تقل الأسرة إلى مدينة وادي حلف القريبة من الحدود مع مصر، وهناك بقوا لمدة خمسة أيام في انتظار حافلة تقلهم إلى أسوان.