توصل كشف جديد إلى وجود الماء بشكل أكثر انتشارًا على سطح المريخ مما كان يُعتقد سابقًا، وذلك بناءً على ملاحظة الكثبان الرملية المريخية بواسطة المسبار الصيني، وفق لوكالة “أسوشيتد برس”.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على مناطق جديدة من المحتمل أن تكون خصبة في المناطق الأكثر دفئًا من المريخ، حيث قد تكون الظروف مناسبة لوجود الحياة، لكن هذه الاستنتاجات تحتاج إلى مزيد من الدراسة.
ويأتي هذا الكشف بعد أيام من اعتراف قادة البعثة بأن العربة الجوالة “زورونغ” لم تستيقظ بعد منذ دخولها في حالة السبات الشتوي على كوكب المريخ قبل عام تقريبًا.
ومن المحتمل أن تكون الألواح الشمسية مغطاة بالغبار، ما يؤدي إلى اختناق مصدر الطاقة وربما منع المركبة الجوالة من العمل مرة أخرى، كما قال كبير مصممي البعثة، تشانغ رونغكياو.
وقبل توقف “زورونغ” عن العمل، لاحظت كثبانًا غنية بالملح بها شقوق وقشور، قال الباحثون إنها اختلطت على الأرجح مع ذوبان الصقيع أو الثلج في الصباح قبل بضع مئات الآلاف من السنين.
وكانت الظروف خلال تلك الفترة شبيهة بالظروف الحالية على كوكب المريخ، حيث جفت الأنهار والبحيرات ولم تعد تتدفق كما حدث قبل مليارات السنين.
وكتب الفريق الذي يتخذ من بكين مقراً له في دراسة نُشرت في مجلة “ساينس أدفانسيس” العلمية أن دراسة التركيب الكيميائي لهذه الكثبان الرملية يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة حول “إمكانية النشاط المائي” خلال هذه الفترة.
وقال المؤلف المشارك من معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء، شياوجوانج كين، في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ”أسوشيتد برس”: “نعتقد أنه يمكن أن تكون كمية المياه صغيرة”.
ولم تكتشف العربة الجوالة مباشرة أي ماء على شكل صقيع أو جليد. لكن تشين قال إن عمليات المحاكاة الحاسوبية والملاحظات التي أجرتها مركبات فضائية أخرى في المريخ تشير إلى أنه حتى في أيامنا هذه في أوقات معينة من العام، قد تكون الظروف مناسبة لظهور الماء.
وقال عالم الكواكب، فريدريك شميدت، من جامعة “باريس ساكلاي”، والذي لم يكن جزءًا من الدراسة لـ”أسوشيتد برس”، إن ما يميز الدراسة هو مدى شباب الكثبان الرملية.
وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني: “من الواضح أن هذا اكتشاف علمي جديد لهذه المنطقة”.
وقال العلماء الصينيون إن الجيوب الصغيرة من المياه الناتجة عن ذوبان الجليد أو الثلج الممزوج بالملح قد نتج عنها على الأرجح شقوق صغيرة وأسطح متقشرة صلبة وجزيئات فضفاضة وخصائص أخرى للكثبان الرملية مثل المنخفضات والتلال. واستبعدوا أن تكون الرياح سببًا، وكذلك الصقيع الناتج عن ثاني أكسيد الكربون، الذي يشكل الجزء الأكبر من الغلاف الجوي للمريخ.
وفي السابق لوحظ صقيع المريخ منذ بعثات الفايكنغ التابعة لوكالة ناسا في سبعينيات القرن الماضي، لكن يُعتقد أن هذا الغبار الخفيف من الصقيع الصباحي يحدث في مواقع معينة في ظل ظروف محددة.
وقالت الخبيرة في جيولوجيا المريخ، ماري بورك، إن المسبار الصيني قدم الآن “دليلًا على أنه قد يكون هناك توزيع لهذا الماء على المريخ على نطاق أوسع مما تم تحديده سابقًا”.
وأضافت أنه رغم صغر هذا المكان المائي، فقد يكون مهمًا لتحديد البيئات الصالحة للحياة والسكن فيما بعد.
متابعات