ما وراء لقاءات الحوثيين والإيرانيين في مسقط قبيل موعد المفاوضات مع السعودية؟

أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، لقاءً مع رئيس وفد جماعة الحوثي التفاوضي، محمد عبدالسلام، في مسقط، قبيل موعد الجولة الجديدة من تفاوض المليشيا مع السعودية.

 وسائل إعلام إيرانية قالت إن الوزير عبداللهيان قيَّم بشكل إيجابي الانفراجات الحاصلة في الحالات الإنسانية وتبادل الأسرى، مؤكدا أن طهران ترحب بأي مبادرة أو خطة أو عمل يؤدي إلى ما وصفه برفع الحصار عن اليمن، وإقرار وقف شامل لإطلاق النار والتفاهم بين الجماعات السياسية اليمنية.

 من جهته، زعم القيادي في الجماعة الحوثيه ، محمد عبدالسلام، إن جماعته ستستمر في المقاومة والحوار حتى الوصول إلى اتفاق عادل، حسب وسائل الإعلام الإيرانية.

 – تنسيق المواقف

 يقول الصحفي أحمد شوقي أحمد: “إن اللقاءات، التي تتم بين مسؤولين إيرانيين وقياديين حوثيين في مسقط، هي لقاءات من أجل تنسيق المواقف فيما يتعلق بعملية السلام القائمة، والتوافق السياسي القائم بين السعودية وإيران”.

 وأضاف: “هذا التنسيق يدل على أن الإيرانيين كان لهم نفوذ وتأثير كبير على سير الحرب في اليمن، واليوم ربما يراد التوافق على آلية لاستثمار عملية الاتفاق السياسي الإيراني – السعودي، والخروج بحصيلة جيّدة تساعد المليشيات والطرف الإيراني على تحقيق مكاسب خاصة بهم، وليس لمصلحة الشعب اليمني”.

 وأوضح أن “الطرف الإيراني لديه خبرة كبيرة جدا في عملية التفاوض، والتلاعب بالمفاوضات، فالملف الإيراني النووي والمفاوضات، التي جرت في هذا الخصوص مع الولايات المتحدة ومع الغرب، يدل على المهارة الإيرانية التفاوضية من خلال المماطلة والخداع والمكر والتلاعب بالتفاصيل، والدخول بمتاهات جانبية وغير رئيسية، وقصص طويلة جدا، فضلا عن كون مليشيا الحوثي ترغب بإفشال أي عملية سياسية، كونها ترى أن الدخول في تسوية سياسية قد تضعها في مأزق؛ لأن الحرب هي أحد الأسباب الرئيسية لبقائها ولتقوية نفوذها، وتحقيق مكاسب على الأرض”.

– تفاؤل دون مؤشرات

 من جهته، يقول الصحفي الموالي لجماعة الحوثي، طالب الحسني: “إيران قيّمت الموقف بالإيجابي من خلال التصريحات السعودية والحوثية، وهي تعتقد أن الخطوة السعودية للحوار في العاصمة صنعاء هي خطوة إيجابية”.

 وأشار إلى أن “الكثير ممن يراقبون الملف اليمني، بما في ذلك الأمم المتحدة، يقولون إن المفاوضات خطوة إيجابية، فليس هناك أي جديد في تصريحات وزير الخارجية الإيراني”.

 وأضاف: “على الرغم من التفاؤل الكبير إلا أن ليس هناك إشارات تؤكد هذا التفاؤل، فحتى الآن ليس هناك ما يؤكد بأن هناك إشارات إيجابية غير اتفاق تبادل الأسرى”.

 واعتبر أن “تأخر السعودية في الرد على خارطة السلام، التي وضعت أمام محمد آل جابر في صنعاء، يؤكد أن الموقف السعودي لم يخرج حتى الآن

 ويرى أن “موقف إيران واضح منذ ما قبل عودة علاقاتها مع السعودية برعاية صينية، فهي تدعو لأن يكون هناك حوار في اليمن قبل أن تأتي السعودية للتفاوض، وقبل أن تستجيب لكل هذه الإجراءات الأخيرة”.

 وقال: “ما يحصل الآن من مفاوضات بين السعودية وإيران يختلف تماما عما يحدث تفاوضات بين السعودية والحوثيين، وليس للتفاهمات بين طهران والرياض أي تأثير، وإنما رغبة السعودية في إنهاء اليمن، حتى إنها هي من ذهب إلى إيران، وليست إيران من ذهبت إليها”.

 – دور إيراني مزدوج

 من جهته، يقول المحلل السياسي، عبدالوهاب العوج: “إن الإيرانيين هم الداعمون والراعيون لجماعة  الحوثي، وهم من أنشأوا الحركة الحوثية في اليمن، والمليشيات في العديد من البلدان العربية، لذا يستطيعون الضغط عليها، لكن هل إيران تريد فعلا الضغط على مليشيا الحوثي؟”.

 وأضاف: “إيران على ما يبدو تلعب دورا مزدوجا، الدور الظاهري والمعلن بأنها راعية للسلام، وأنها تضغط على مليشيا الحوثي؛ لتليين موقفها، بينما في الحقيقة لها دور آخر غير معلن، مبينا أنه “خلال الفترة الأخيرة خرجت تصريحات حوثية تهدد باستهداف السعودية ما لم تفتح المطارات والموانئ، وتصرف المرتبات، وتسليم 80% من عائدات النفط”.

 وتابع: “منذ مفاوضات ستوكهولم والكويت ونحن نسمع عن فتح معابر تعز وعن فتح الطرق الرابطة بين الشمال والجنوب، وعن رفع الضائقة الإنسانية عن المواطن اليمني، لكن مليشيا الحوثي لا تفكر سوى بالحصول على المال والاستفادة من فتح المطارات والموانئ؛ لتحسين موقفها، ودعم جبهاتها وملشياتها المنتشرة، حتى تجهز لمعركة قادمة”.

 واعتبر أن “فتح طرقات تعز والمناطق الأخرى، وعدم استهداف الموانئ اليمنية لمنع تصدير النفط الخام، الذي كان يشكِّل المصدر الرئيسي لدعم الاقتصاد الوطني، وتوفير المستلزمات الأساسية كالغذاء والدواء، والمشتقات النفطية للحكومة اليمنية، من أهم الملفات الإنسانية”.

وقال: “مشكلتنا مع جماعة  الحوثي أنها لا تؤمن بالسلام، لذا إيران تدعم مليشياتها في هذا السياق، تدعم تعنّت مليشيا الحوثي، ورفع سقف مطالبها للحصول على امتيازات دون تقديم أي مؤشرات تؤكد رضوخها للسلام، أو قبولها بالسلام”.

متابعات 

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى