المسبحة هدية تكمل أناقة السعوديين في المناسبات

ترتبط السبحة بمظهر وشخصية الرجل العربي والخليجي، حيث أنها من عاداته وتقاليده القديمة التي لا تزال حاضرة، وتقتنى من قبل الشباب وكبار السن، إلى جانب الهواة من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية الذين يعرفون صفات السبحة وخصائصها، ويميزون مستوى جودتها ومدى قدمها وحداثة صنعها.

وتتكون السبحة من مجموعة خرزات مثقوبة تشك في خيط ثم تجمع نهايتي الخيط ليمرر بشاهد أو مئذنة وبعدها توضع الكركوشة أو التمليكة والكبوس، وفي العادة يكون عدد خرزات السبحة الواحدة 33 أو 45 أو 66 أو 99 حبة، وفاصلتان، ويتراوح مقاس قطر خرزة السبحة من 5 إلى 15 ملم، وذلك راجع إلى التصميم ورغبة الزبون.

وتتم صناعة السبح في العديد من البلدان من أشهرها مصر، والمغرب، والعراق، وإيران، والصين، والكويت، وإندونيسيا، وماليزيا، وتركيا، وألمانيا، وبولندا، وروسيا.

وتتنوع الخامات التي تصنع منها السبح، فمنها خامات الأحجار مثل العقيق والفيروز والكهرمان، ومنها خامات الأشجار والأخشاب مثل الكوك والأبنوس والعود والصندل وأخشاب الزيتون والقرفة، وخامات عظام الحيوانات مثل عظم الجمل وعظم الجاموس وناب الفيل، وخامات بحرية مثل اليسر، والمرجان، واللؤلؤ، والصدف، وخامات صناعية مثل المستكة والكاتالين والكاست والبكلايت والزعفران والفاتوران، إضافة إلى الكريستال، وغيرها من الخامات. ويعتمد تسعير السبح على النوع والخامة والمصدر وعدد الحبات والحجم والوزن، والرائحة إذا كانت من النوع الفواح، والتطعيم بالفضة والأحجار الكريمة إن وجدت، إلى جانب جودة تقطيع وخراطة وصقل الخام، وأشهره الدائري، والبرميلي، وبيض الحمام، والأسطواني، والدمعة، والتفاحي، والألماسي، والذروي، والدائري المتدرج.

وقال مدير المؤسسة السعودية لبيع السبح والكماليات الرجالية أحمد سلمان السنان لوكالة الأنباء السعودية “واس” إن “أسعار السبح متفاوتة من نوع لآخر، فسبحة الكهرمان على سبيل المثال، سعرها يعتمد على بلد المصدر بالدرجة الأولى، فالكهرمان الألماني يعد أفضل الأنواع لما يتميز به من لون وصفاء، يليه في الجودة الكهرمان البولندي، وبعده الكهرمان المستخرج من دول البلطيق، كما يعتمد سعر السبحة على وزنها وجماليتها وتمازج الألوان فيها، ويعتمد السعر أيضًا على وفرة وندرة الخام، والحرفية في الخراطة والصقل، وعلى إضافات الفضة والأحجار الكريمة، وكذلك جودة الخيوط المستخدمة”.

بدوره قال علي عبدالعزيز سليس مدير معرض لبيع السبح والأحجار الكريمة والعطور “إن الطلب كثير على أنواع مختلفة من السبح، إلا أن سبحة الكهرمان هي الأكثر طلبًا نظرًا لقيمتها المادية والمعنوية بين أفراد المجتمع وفي وسط المهتمين وهواة الاقتناء، إلى جانب جمال لونها وطيب رائحتها، بالإضافة إلى أن الكهرمان يعد استثمارًا مربحًا للمستقبل، فبتقادمها ومرور زمن عليها يتغير لونها ليصبح أغمق وأجمل وتزداد قيمتها لو رغب المقتني بيعها”.

وبيّن تاجر الفضيات والسبح زكي علي الموسى أن الطلب على السبح كثير ومتنوع، ويعتمد ذلك على الغرض من الشراء، فهناك من يشتري السبحة كهدية في الأعياد والأعراس والمناسبات السعيدة، وهناك يشتريها بغرض إهدائها للأقارب والأصدقاء والأعزاء، والبعض الآخر هواة يشترونها للاقتناء وجمع مختلف أنواعها، ويوجد من يشتري السبحة كزينة وكمالية من الكماليات الرجالية الشخصية، مشيرًا إلى إمكانية عمل إضافات وتطعيم للسبحة حسب رغبة وذوق الزبون، لافتًا النظر إلى أن أكثر السبح التي تؤخذ لمناسبات الأعراس وعقد القران هي سبح الهمتلايت والأونكس والكريستال.

من جهته قال تاجر السبح والأحجار الكريمة فارس صلاح الحبيب إن “رغبات الناس وأذواقهم في اقتناء السبح مختلفة، وذلك راجع إلى مواصفات السبحة من حيث النوع والحجم والتطعيم واللون والرائحة إذا كانت من السبح ذوات الرائحة، وكذلك المقدرة الشرائية للزبون لأنه لا يوجد حد أو سقف أعلى لسعر السبح فهي تبدأ من 20 ريالا وتصل إلى عشرات الآلاف بل إلى مئات الآلاف”، موضحًا أن أكثر طلب الزبائن هو على سبح تراب الكهرمان والفاتوران والزعفران واليسر والكاست والبكلايت؛ وذلك لجودتها وجمالها وسعرها المناسب للكثير من الزبائن.

ويقول السعودي مهند البدر إنه حضر إلى المحل ليشتري سبحة خاصة لمناسبة العيد السعيد، وأنه اختار سبحة الفاتوران ذات اللون العودي المميز، لتكون جزءا من كمالياته وزينته يوم العيد.

وأشارت حنان اليوسف إلى أنها جاءت إلى المحل لتشتري سبحة لتهديها لوالدها، وأنها اختارت له سبحة تراب الكهرمان البولندي للونها الجميل ورائحتها الطيبة وكذلك سعرها المناسب.

أما هاشم السادة فقال إنه من الهواة والمحبين للسبح حيث قام بجمع العديد منها واقتنائها منذ أكثر من 25 عاما، جمع خلالها أكثر من 80 سبحة مختلفة الأنواع والأحجام والألوان والقدم، ولا زال مستمرا في هذه الهواية، في حين يفضل اقتناء وشراء النوادر من السبح، حتى وإن كانت غالية الثمن، مشيرًا إلى أن سعر السبحة يرتفع كلما كانت أندر وذلك لأنها تعد من القطع التراثية.

بدوره أفاد عبدالله الحمود أنه يقتني مختلف أنواع السبح ذات الرائحة الزكية، مثل الكهرمان والصندل والمستكة وسبجة الزعفران وغيرها، إلا أنه يفضل سبحة الكهرمان لرائحتها المميزة وألوانها الجميلة.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى