الانتقالي الجنوبي يراوح بين المرونة والتشدد لمواجهة خيارات ما بعد الحرب

متابعات خاصة / وكالة دفّاق نيوز للانباء/ قالت مصادر سياسية يمنية أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يكوّن رؤية مكتملة بعد حيال التعاطي مع جهود التسوية السياسية المرتقبة في الملف، وأنه مازال يجري مشاورات داخل الفريق الجنوبي المكون من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الأربعة المنتمين إلى الجنوب، لبلورة تلك الرؤية، بالتوازي مع حوارات يجريها عبر فريق خاص من المجلس لتقريب وجهات النظر مع المكونات والقوى والشخصيات الجنوبية الأخرى.

وفي بيان حديث يعبر عن حالة الترقب والقلق إزاء التطورات المتسارعة في الملف اليمني، كشف الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري عن إطلاع المجلس على ما قال إنه “مضمون رسالة اللواء الركن فرج سالمين البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي التي وجهها إلى رئيس وأعضاء المجلس، والتي تضمّنت قراره تعليق مشاركته في اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي احتجاجا على عدم البتّ في القضايا المهمة والملفات العاجلة في محافظة حضرموت، وتجاهل مجلس القيادة للكثير منها”.

وأكد الكثيري على تضامن المجلس الانتقالي مع البحسني ودعوته مجلس القيادة الرئاسي إلى الإسراع في “مناقشة القضايا والملفات ذات الصلة بمحافظة حضرموت، خاصة ما يتعلق منها بالجانب الأمني والعسكري، وفي صدارة ذلك نقل قوات المنطقة العسكرية الأولى التي باتت مأوى لعناصر الإرهاب والتطرف، من وادي حضرموت وتسليم مهمة تأمين وإدارة الوادي والصحراء لأبناء المحافظة بأسرع وقت ممكن، كما نؤكد في الوقت ذاته أن ذلك الأمر يتطلب معالجة وقرارات عاجلة لتمكين أبناء الجنوب من إدارة شؤون الجنوب إدارة كاملة بأنفسهم، مجددين دعمنا للسلطات المحلية بمحافظة حضرموت تحت قيادة محافظ المحافظة مبخوت بن ماضي”، بحسب ما جاء في البيان.

ويراهن المجلس الانتقالي على توسيع قاعدته السياسية من خلال ضم فصائل وشخصيات جنوبية إلى المجلس، وترقب التحولات المحلية والإقليمية والدولية في ظل مؤشرات على تحديات قادمة يمكن أن تعرقل مسار التسوية السياسية مع الحوثيين أو تبطئه، بالنظر إلى حجم التعقيدات التي تحيط بملف الحرب في اليمن.

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة يتمسك المجلس الانتقالي بمطلب التوافق على منح الجنوبيين حق تقرير مصيرهم في أي تسوية شاملة ونهائية للملف اليمني، وضرورة تشكيل وفد لحوار الحل النهائي يضم عددا من أعضاء المجلس للتوافق حول القضية الجنوبية في أي مشاورات قادمة بعد الحرب.

وقالت المصادر إن الانتقالي يبدي مرونة واضحة لإنجاح مهام تفكيك عقد الحرب في اليمن وإحياء المسار السياسي من خلال دعم المجلس الرئاسي كطرف ثان في أي تسوية قادمة، غير أنه يشدد على وجوب توفر ضمانات تمنحه حق تمثيل الجنوب في تلك التسوية المرتقبة، والحيلولة دون إنشاء قوى سياسية وعسكرية موازية في جنوب اليمن.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى