بعد الدعوة لإنشاء جديد.. ماذا تعرف عن المذاهب الإسلامية الثمانية؟

أثارت تصريحات للشيخ السعودي صالح المغامسي، الجدل بعد مطالبته بإنشاء مذهب فقهي جديد في الدين الإسلامي.

الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، ردت سريعًا، وقالت: إن الدعوة إلى إنشاء مذهب فقهي إسلامي جديد، تفتقد الموضوعية والواقعية.

وقالت في هذا الصدد “إن الفقه الإسلامي بمذاهبه الفقهية المعتبرة، واجتهاداته المتنوعة، يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة، ويوفق بين حاجاتها والشريعة الإسلامية، وهو ما تبرهن عليه الهيئات العلمية، والمجامع الفقهية، التي تمارس الاجتهاد الجماعي”.

فما المذاهب الفقهية المعتبرة؟

في الفترة من 28 جمادى الأولى إلى 2 جمادى الآخرة 1427هـ، الموافق 24-28 حزيران (يونيو) 2006م، انعقد مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته السابعة عشرة بعمان، بالمملكة الأردنية الهاشمية، وقد اتفق علماء المسلمين على أن كلّ من يتبع أحد المذاهب الأربعة من أهل السُنة والجماعة: الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، والمذهب الجعفري، والمذهب الزيدي، والمذهب الإباضي، والمذهب الظاهري، هو مسلم، ولا يجوز تكفيره.

وأضاف المجمع في بيانه الختامي أنه لا يجوز كذلك تكفير أصحاب العقيدة الأشعرية، ومن يمارس التصوّف الحقيقي، وكذلك لا يجوز تكفير أصحاب الفكر السلفي الصحيح.

وتقدم “العين الإخبارية” نبذة مختصر عن المذاهب الثمانية التي اعتمدها مجمع الفقه الإسلامي:

1- المذهب الحنفي

ترجع نسبة المذهب الحنفي إلى الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن التيمي الكوفي، الذي ولد سنة 80 للهجرة وكان فقيها ورعا، عمل على مبدأ القياس في مصادر الفقه والمقارنة بينها ومراجعة نصوص إسنادها ليزيد من معرفته في الشؤون الفقهية.

ولقد طلبه المنصور ليسند إليه القضاء فرفضه خوفاً من أن يظلم أحد، فحبسه المنصور لرفضه وتوفى سنة 150 للهجرة.

2- المذهب المالكي

وينسب المذهب إلى أبي عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، الذي ولد في المدينة سنة 93 للهجرة، طلب العلم صغيرا فأخذ عن نافع مولى عبد الله بن عمر وغيره وتوفي في المدينة سنة 179 للهجرة ودفن بالبقيع.

واختص إمام المذهب أبي عبد الله مالك بن أنس باعتماده “عمل أهل المدينة” أصلا من أصول الاستنباط، ويعتبر كتاب الموطأ أهم مصنفاته.

3- المذهب الشافعي

ترجع نسبته إلى الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس القرشي الشافعي الذي ولد سنة 150 للهجرة في غزة ثم عادت به أمه إلى مكة في عمر السنتين. توفي سنة 204 للهجرة وعمره أربع وخمسون سنة بمصر.

أطلق أهل خراسان على أصحاب المذهب الشافعي لفظ أهل الحديث، وقد أخذ الإمام الشافعي العلم عن الإمام مالك، ثمّ استقلّ بمذهبه.

وذكر الإمام الشافعي الأصول التي قام عليها مذهبه صراحة في كتابه الأمّ والرسالة، وهذه الأصول هي القرآن الكريم، والسنة النبويّة الشريفة، والإجماع إن وُجد، وإلّا فقول الصحابي الذي لم يعارضه قول صحابي آخر، وإن تعارضت أقوال الصحابة أخذ بالقول الأقرب إلى القرآن والسنّة أو المطابق للقياس، ولا يخرج عن أقوال الصحابة بالمسألة، ثمّ يعمل بالقياس على مسألة ورد حكمها بالقرآن أو السنّة، أو القياس المجمع عليه، أو المعروف بين الصّحابة من غير خلاف.

4- المذهب الحنبلي

يرجع إلى الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني، الذي ولد في العراق ببغداد سنة 164 للهجرة وتنقل بين الحجاز ودمشق واليمن، ونال قسطا من العلم الوفير والمعرفة وقد كان من أكبر تلاميذ الشافعي ببغداد ثم أصبح مجتهدا، وقد برز على أقرانه بحفظ السنة النبوية والمسائل الفقهية عن أستاذه وألف عنها في ذلك كتابه “المسند”، وتوفى سنة 241 للهجرة وعمره سبعة وسبعون سنة.

5- المذهب الظاهري

ينسب إلى مؤسسه داود بن علي الأصفهاني الظاهري، وجاء من بعده ابن حزم الأندلسي، ومن أهم كتب المذهب: المحلى بالآثار في الفقه، والإحكام في أصول الأحكام في أصول الفقه.

تسميتهم بذلك؛ لأن أساس مذهبهم: العمل بظاهر القرآن والسنة، مادام لم يقم دليل على إرادة غير الظاهر، ثم عند عدم النص، يأخذ بالإجماع، بشرط أن يكون إجماع علماء الأمة قاطبة، وقد أخذ الظاهرية بإجماع الصحابة فقط، فإن لم يوجد النص أو الإجماع أخذوا بالاستصحاب.

وقد أنكروا القياس وأبطلوا العمل به وجعلوا المدارك كلها منحصرة في النصوص والإجماع وردوا القياس الجلي والعلة المنصوصة إلى النص؛ كما أنهم لا يقبلون التقليد ولا العمل بالاستحسان وسد الذرائع وتعليل نصوص الأحكام بالاجتهاد.

6- المذهب الجعفري

هو مذهب الشيعة الإمامية يُنسب إلى الإمام جعفر الصادق، لا يعتمدون في الفقه بعد القرآن إلا على الأحاديث التي رواها أئمة الشيعة من آل البيت، كما أنهم يرون فتح باب الاجتهاد، ويرفضون القياس غير منصوص العلة.

وفقه الإمامية لا يختلف في الأمور المشهورة عن فقه أهل السنة إلا في سبع عشرة مسألة تقريباً، من أهمها إباحة نكاح المتعة، وإيجاب الإشهاد على الطلاق، وتحريم ذبيحة الكتابي وتحريم الزواج بالنصرانية أو اليهودية، وتقديم ابن العم الشقيق في الإرث على العم لأب، وعدم مشروعية المسح على الخفين، ومسح الرجلين في الوضوء، ويزيدون في أذانهم: “أشهد أن علياً ولي الله”، و”حي على خير العمل”، وتكرار جملة: “لا إله إلا الله”.

7- المذهب الزيدي

مذهب الزيدية هو مذهب فقهي شيعي يُنسب إلى الإمام زيد بن علي، ويعد مذهب الزيدية أقرب المذاهب الشيعية إلى مذهب أهل السنة، ويميل الفقه الزيدي إلى فقه أهل العراق وخصوصا فقه الحنفية، ولا يختلف كثيراً في عهد ظهور الزيدية الأولى عن فقه أهل السنة، ويخالفون في مسائل معروفة منها: عدم مشروعية المسح على الخفين، وتحريم ذبيحة غير المسلم، وتحريم الزواج بالكتابيات، ويزيدون في الأذان لفظ: “حي على خير العمل”، ويكبرون خمس تكبيرات في الجنازة، ويتفقون مع أهل السنة في تحريم زواج المتعة، فلا يجيزونه، وخالفوا الشيعة الإمامية القائلين بإباحة زواج المتعة.

ويعتمدون في استنباط الأحكام على القرآن والحديث والاجتهاد بالرأي، والأخذ بالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة والاستصحاب.

8- المذهب الإباضي

ينسب المذهب الإباضي إلى مؤسسه عبد الله بن إباض التميمي، الذي عاصر معاوية وتوفي في زمن عبد الملك بن مروان. ولكن يقول أتباع الإباضية أن فرقتهم تنتسب فكراً إلى التابعي جابر بن زيد، وهو من أوائل أئمة الحديث الذين أخذوا العلم من ابن عباس.

لم يستعمل الإباضية في تاريخهم المبكر هذه التسمية، وإنما كانوا يستعملون عبارة جماعة المسلمين أو أهل الدعوة، وسماهم محمد بن عبد الله السالمي أهل الاستقامة، وأول ما ظهر استعمالهم لكلمة الإباضية كان في أواخر القرن الثالث الهجري حسبما يذهب إليه ابن خلفون.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى