فايننشال تايمز: بوتين يحضر لحرب طويلة مع الغرب
بوتين" يريد السيطرة على كل مناطق جنوب- شرق أوكرانيا وقطع البلاد عن البحر الأسود، وخلق منصة انطلاق لعمليات أخرى
أعتبرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن هناك مؤشرات على أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يحضر لصراع طويل الأمد في أوكرانيا، في ظل تحقيق قواته القليل من المكاسب العسكرية حتى الآن، وتعثر محادثات السلام بين موسكو وكييف.
وذكرت الصحيفة أنه بالرغم من فشل روسيا بتحطيم الدفاعات الأوكرانية، والخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الروسية، فإن الكرملين التزم بتكرار عبارة أهداف غزو “فلاديمير بوتين” ستنجز بالكامل.
وتحولت أهداف روسيا في أوكرانيا مؤخرا للتركيز على منطقة دونباس (في الشرق) وما يمكن لقواتها تحقيقه في ساحة المعركة في المدى القصير، بعد التخلي عن الخطة الأولية للسيطرة على المناطق في وسط أوكرانيا بما فيها العاصمة كييف.
لكن وفقا لمصادر مطلعة على محادثات السلام التي توقفت في الوقت الحالي، فإن “أهداف” بوتين الرئيسية بتحطيم الدولة الأوكرانية لم تتغير. وهذا يعني حسب تقييمهم أن بوتين مستعد لمواصلة حرب طويلة وأبعد من الخطة التي تحدث الروس عنها وهي “تحرير” دونباس.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن “بوتين” يريد السيطرة على كل مناطق جنوب- شرق أوكرانيا وقطع البلاد عن البحر الأسود، وخلق منصة انطلاق لعمليات أخرى.
وأضاف المصدر أن “بوتين تكتيكي، فهو لاعب جودو ماهر، ويريد خداعك ورميك فوق كتفه”، وعقب قائلا: “الشهية تأتي عادة أثناء وجبة الطعام”
ونقلت الصحيفة عن رجل أعمال مؤثر في موسكو قوله إن النزاع في أوكرانيا سيظل مستمرا حتى يتمكن “بوتين” من تسويقه كانتصار داخل روسيا.
وتابع: “لو لم تتمكن من إظهاره كانتصار للناخبين فلن تستطيع حفظ ماء وجهك”.
وتضيف الصحيفة أن روسيا تعلمت، على ما يبدو، من أخطائها العسكرية في الأيام الأولى من غزو أوكرانيا.
وقاد هذا إلى إعادة نشر القوات إلى دونباس، وتعيين قائد ميداني واحد. لكن رؤية “بوتين” عن الوضع الميداني مشوشة بسبب الإفادات غير الدقيقة من الميدان والتقارير التلفازية.
وفي الصدد، قال قال المحلل العسكري المستقل “بافيل لوزين”، إن المعارك الميدانية لا تنقل (لبوتين) بطريقة دقيقة، وهو ما سيعرقل الهجوم الروسي، ومن المحتمل إجبار موسكو على تعليق العمليات في الشهر المقبل.
وأشار إلى طبيعة العسكرية الروسية بأنها “سلسلة هرمية ضخمة، فعندما يكتب البعض في الصفوف الدنيا واصفا ما يجري في الحقيقة، فإنه يمر على 10 قادة حتى يصل إلى القمة ويعطي صورة أن الوضع عظيم، وبهذه الطريقة يعمل النظام”.
وأضاف: “هم بحاجة لفترة راحة حتى يفكروا بما يجب عمله، وليست لديهم فكرة عن عدد الجنود المتعاقدين الذين خلفوهم وراءهم، ولا يعرفون حجم خسائرهم ولا يعرفون عدد المعدات التي خلفوها وما هي حالتها”.
ونظرا لحاجة روسيا لتجميع قواتها من جديد، اعتقد المسؤولون الأوكرانيون بداية أن “بوتين” قد يحاول إعلان النصر في 9 مايو/أيار، عندما يحتفل بانتصار السوفييت في الحرب العالمية الثانية باستعراضات عسكرية في الساحة الحمراء في موسكو.
وفي الوقت الذي لم يحقق الجيش الروسي إلا مكاسب قليلة، وتعثر محادثات السلام، فإن هناك إشارات عن بحث الكرملين عن حرب طويلة، والتي تراها نزاعا بالوكالة ضد الغرب.
وقال “بوتين” هذا الشهر: “أهم شيء (يحدث اليوم) ليس الأحداث المأساوية في أوكرانيا، ولكن انهيار النظام القطب الواحد الذي ظهر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي”.
متابعات