كما تعلمون. اليمن عاش حربا لثمان سنوات كاملة، حال البلد والناس سيء، اقتصاد منهار، وتعليم متدهور، ودولة في وضع هش، وحتى رجال الأعمال الكبار إما خسروا أموالهم بسبب الحرب، أو يتم مص دمائهم من قبل السلطات الحاكمة على الأرض، ولكن هؤلاء المنتقدين لم يراعوا كل هذه الظروف المأساوية، وأخذوا في ضرب جثة ميتة، وكما يقول المصريون: “الضرب في الميت حرام”.
قررت أن أشاهد أحد هذه المسلسلات، واخترت المسلسل الذي تمثل فيه “سالي حمادة”، لماذا هذا المسلسل بالذات؟ لأنني أعرف هذه الفنانة اليمنية التي أثبتت نفسها في مسلسلات، وأفلام، منها فيلمان حصلا على جوائز عالمية، وهي تستحق لأن تمثيلها جميل وغير متكلف.
اسم المسلسل “دكان جميلة”، وجميلة تمثل دورها “سالي حمادة”، وهو يحكي عن فتاة مكافحة لديها دكان. شاهدت الحلقة الأولى، وكان التمثيل جيدا لجميع الممثلين والممثلات. في الحقيقة أصابني حنين لليمن، وأنا أشاهد المسلسل الذي صوّر في مصر، وكان جميلا إظهار بساطة الحياة، والناس بدون أصوات عالية، وتكلف مثل ما يحدث في مسلسلات أخرى.
الحقيقة استغربت أن المسلسل جيد رغم كل الظروف المحيطة باليمنيين. اليمن بلد ليس لديه شركات إنتاج ضخمة، وهو لم يخرج بعد من الحرب التي جعلت الجميع يعيش على حافة الفقر باستثناء تجّار الحروب.
لماذا لم أر منشورا يمدح هذا المسلسل بينما رأيت عشرات المنشورات التي تنتقد كل المسلسلات ولا تستثني؟ لماذا هذه السلبية وهذا الإحباط؟
الفن هو مرآة لحال الشعوب، فالدولة اذا تقدمت تستطيع أن تنتج فنا راقيا، والدولة إذا سقطت، فبالتأكيد سينتج عن ذلك فن هابط، ولكن هناك من يحاولون رغم كل الظروف أن يخرجوا شيئا جيدا يسعد الجماهير، والمفترض منا، والواجب علينا أن نقدّرهم بدلا من تحطيمهم.
متابعات